19.44°القدس
19.2°رام الله
18.3°الخليل
24.96°غزة
19.44° القدس
رام الله19.2°
الخليل18.3°
غزة24.96°
الإثنين 30 سبتمبر 2024
4.99جنيه إسترليني
5.27دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.73دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.99
دينار أردني5.27
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.73

صفات النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه

2
2
علي العتوم

قال تعالى: "محمّدٌ رسولُ الله والذينَ آمنُوا مَعَهُ أشدّاءُ على كُفّارِ رُحماءُ بينهم تراهُمْ رُكّعاً سُجَّداً يبتغونَ فضلاً من اللهِ ورِضواناً سِيماهم في وجوههم من أَثَرِ السجودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ في التوراة، ومَثَلُهُمْ في الإنجيل كزرعٍ أخرجَ شطأَهُ فآزَرَهُ فاستغْلَظَ فاستوى على سُوقِه يُعجِبُ الزُّراعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفّارَ، وعَدَ اللهُ الذين آمنُوا وعمِلوا الصالِحات منهم مغفِرَةً وأجراً عظيماً" (الفتح 48/29).

تعليقات:

1. التعريف:

محمد: هو رسول الله، محمد بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف القرشيّ العربيّ، عليه وسلّم الصلاة والسلام. وهو آخر الأنبياء والمرسلين وأفضلهم أجمعين وسيد ولد آدم ولا فخر، الأوّلينَ والآخِرين. وُلِدَ في مكّة المكرمة عام 570 للميلاد، ونُبِّئَ وهو في الأربعين، وتوفّي وهو ابن اثنتين وستّين في المدينة المنوّرة. أُنْزِلَ عليه الوحيُ المتلوّ وهو كتاب الله القرآن الكريم وأُلهِمَ الوحي غير المتلو وهو كلامه الصحيح عليه الصلاة والسلام، فكان الاثنان الطريقَ المستقيم لهداية الناس. قال صلى الله عليه وسلم في حجّة الوداع: (تركتم فيكم أمرَيْن لن تضلُّوا ما تمسكتُم بهما: كتابَ اللهِ وسنَّتي).

2. المعاني:

سِماهم: سمتُهم، مظهرهم. آزرَه: أيَّدَه وقوّاه وتضامنَ معه. الشَّطْء: فراخُه الجانبية. الزُّرّاع: الغارِسون، وفي قراءة الزّارع يعني رسولَ الله. الكفّار هنا: الزُّرّاع الآخرون من أيَّةِ أُمّة، أو الكفار من أهل الكتاب.

3. ما يستفاد من الآيات:

أ- الوظيفة الأولى والرئيسة لمحمّد عليه الصلاة والسلام أنّه داعيةٌ إلى الله ورسولٌ مُبلِّغٌ عن ربّه. فمَنْ آمنَ به من إنسٍ وجنٍّ من أيِّ جنسٍ كان، ولو من أبعدَ الناس عنه نَسَباً، نَجا وأفلَح، ومَنْ كَفَرَ - ولو من أقربِ الناس إليه - خابَ وخَسِرَ.

ب- أصحابُه أعظم تلامذةِ الأنبياء وأتباعهم، إيماناً وصدقاً والتزاماً وتأييداً وتطبيقاً لشرع الله. ومن هنا كان يقول نصارى أهل الشام عنهم - وهم يفتحونَ هذه البلادَ -: (ووالله لهؤلاءِ خيرٌ من الحواريِّين)!!

ج- السِّمَة الرئيسة لهؤلاء الأتباع أنّهم رحماءُ فيما بينهم أشدّاءُ على أعداء الله الكفار كما قال سبحانه: "أذلّة على المؤمنين، أعزَّةٍ على الكافرينَ".

د- نرفضُ وصفَ محمّد صلى الله عليه وسلم بالعبقرية التي قالها عنه أعداء الإسلام في هذا العصر لأنّهم قصدوا بذلك أنّه ألّفَ القرآن من عنده لشدّة ذكائه وألمعيَّته، وإنْ كان هو - في الحقيقة - أشدَّ الناس فِطنةً وزكانةً.

هـ- استنتجَ الإمام مالك رحمه الله من قوله تعالى: (ليغيظَ بهمُ الكفار) كفرَ الروافض لبُغضِهم للصحابة، إذْ قال: (لأنّهم يغيظونَهم، ومَنْ غاظَ الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر). وقد وافقَه على ذلك طائفةٌ من العلماء.

و- لصاحب (الظِّلال) رحمه الله تعليقٌ روحانيّ نَدِيّ على هذه الآية آخر التفسير؛ هو قوله: (ومرّة أخرى أحاول من وراء أربعة عشر قرناً أنْ أستشرِف وجوهَ هؤلاء الرجال السعداء وقلوبَهم، وهم يتلقَّوْنَ هذا الفيض الإلهي من الرضى والتكريم والوعد العظيم، وهم يَرَوْن أنفسهم هكذا في اعتبار الله وفي ميزان الله وفي كتاب الله. وأنظر إليهم وهم عائدون من الحديبية، وقد نزلتْ هذه السورة وقد قُرِئَتْ عليهم وهم يعيشون فيها بأرواحهم وقلوبهم ومشاعرهم وسِماتهم، وينظرُ بعضهم في وجوه بعض فيرى أثرَ النعمة التي يحسُّها هو في كيانه. وأحاول أنْ أعيشَ معهم لحظاتٍ في هذا المهرجان العِلْوِيّ الذي عاشوا فيه، ولكنْ أنَّى لبشرٍ لم يحضرْ هذا المهرجان أنْ يتذوَّقَه، إلاّ من بعيدٍ؟! اللهمَّ إلاّ مَنْ يكرمه الله إكرامَهم، فيُقرِّب له البعيد ؟! فاللهمَّ إنّك تعلمُ أنّني أتطلَّع لهذا الزاد الفريد)!! ومن أجملِ ما جاء مدحهم رضوان الله عليهم، قول حسّان:

إنَّ الذوائِبَ من فهرٍ وإخوتِهِمْ

قَدْ بَيَّنوا سُنَّةً للناسِ تُتَّبَعُ

يرضَى بها كُلُّ مَنْ كانت سريرته

تَقوى الإلهِ وبالأمرِ الذي شَرَعُوا

أعطَوْا نَبِيَّ الهُدَى والبِرَّ طاعتَهم

فما وَنَى نصرُهم عنه وما نَزَعوا

ما زالَ سيرُهُمُ حتَّى استقادَ لهم

أهلُ الصليبِ ومَنْ كانت له البِيَعُ