سلمت موريتانيا السلطات الليبية عبد الله السنوسي الرئيس السابق لاستخبارات معمر القذافي الملاحق من قبل ليبيا والمحكمة الجنائية الدولية، كما أعلنت إذاعة موريتانيا دون أن تضيف المزيد من التفاصيل. وقالت إذاعة موريتانيا إن السلطات الموريتانية سلمت الليلية مدير المخابرات الليبي السابق عبد الله السنوسي إلى الحكومة الليبية، حيث وصل إلى العاصمة نواكشوط ليلة البارحة وفد ليبي خاص على رأسه وزيرا العدل والداخلية لتسلمه. وأفادت مصادر مطلعة أن طائرة خاصة ليبية نقلت السنوسي والوفد الذي تسلمه من العاصمة نواكشوط إلى العاصمة الليبية طرابلس. وصرح مسؤول موريتاني رفض كشف اسمه الأربعاء أن عبد الله السنوسي "غادر فعلا موريتانيا". مؤكدا أن "كل الإجراءات القانونية المتعلقة بتسليمه احترمت وكل الضمانات المطلوبة أعطيت من الحكومة الليبية". وكانت موريتانيا قد اعتقلت السنوسي في مارس/ آذار الماضي بعد أن حاول دخول الأراضي الموريتانية بجواز سفر مالي مزور قادما من الأراضي المغربية. ويعتبر عبدالله السنوسي ثاني أقوى شخصية في نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي تتسلمها السلطات الليبية من بين عدد كبير من الرموز الليبية التي فرت من البلاد غداة الثورة الليبية التي أسقطت القذافي في 2011 بمعاونة حلف شمال الأطلسي. وطالبت فرنسا وكذلك محكمة الجنايات الدولية السلطات الموريتانية بتسليمها السنوسي لمحاكمته بتهم تتعلق بتفجير طائرة فرنسية في نيجيريا سنة 1989 أسفر عن مقتل 170 شخصا، بينهم 54 فرنسيا، وأيضا بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية إبان الثورة الليبية. وحكم على السنوسي من طرف القضاء الموريتاني بتهمة دخول الأراضي الموريتانية بطريقة غير شرعية، حيث أحيل إلى السجن المدني بنواكشوط. وكان السنوسي اختفى منذ سقوط طرابلس في أغسطس 2011، وخرج من ليبيا في رحلة قادته إلى دول أفريقية عديدة متخفيا بجواز سفر مالي مزور إلى أن ألقي عليه القبض في موريتانيا. وذكرت مصادر مطلعة أثناء القبض عليه، أن السنوسي وقع في فخ موريتاني فرنسي قاده إلى هناك قبل أن يقبض عليه. وقالت المصادر عن السنوسي الذي كان يحتفظ بعلاقة قوية مع مسؤولين موريتانيين منذ الأزمة التي عاشتها موريتانيا بعد الإطاحة بنظام سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، وتدخل القذافي كوسيط في حلها، اتصل بشخصية موريتانية كانت تشغل منصبا حساسا، طالبا منها مساعدته لاسترجاع ودائع أسرة القذافي الموجودة في موريتانيا. وأكدت المصادر أن هذه الشخصية ساعدت على استدراج السنوسي، وقدمت له كافة الضمانات والتطمينات بشأن عدم اعتقاله في موريتانيا، كما شجعه على السفر إلى هناك أن النظام في نواكشوط كان مساندا لنظام القذافي حتى سقوط طرابلس. وحسب مصادر متطابقة فإن السلطات الموريتانية أبلغت نظيرتها الفرنسية عن اتصال السنوسي بها، فشجعتها على استدراجه، وأعلن مكتب الرئيس الفرنسي ساركوزي، أن اعتقال السنوسي جاء نتيجة لجهود مشتركة بين السلطات الفرنسية والموريتانية، مؤكدا أن السلطات الليبية كانت على علم بتلك الجهود. ويطرح تسليم السلطات الموريتانية أكثر من سؤال بخصوص الدوافع التي جعلت السلطات الموريتانية تسلم السنوسي إلى طرابلس دون غيره. وهل إن نواكشوط استسلمت في النهاية لضغوطات ليبية من أي نوع؟ وكانت ليبيا قد تسلمت البغدادي المحمودي من السلطات التونسية. وتزامن ذلك مع تسريبات عن تسلم تونس لعائدات مالية ضخمة مقابل تسليمه واتفاقات بتعاون اقتصادي كبير، بل إن وزير المالية التونسي المستقيل حسين الديماسي قال إن تسليم المحمودي تم في إطار صفقة بين البلدين. وتلقت نواكشوط دعما سخيا من نظام القذافي خاصة في سنوات حكمه الأخيرة ووقعت ليبيا القذافي مع موريتانيا اتفاقات تشمل استثمارات تقوم بها الشركة الليبية للاستثمارات الإفريقية، على مدى 12 سنة قابلة للتجديد في عدة مجالات من بينها، الزراعة والصيد والعقارات والتعليم. كما تضمن الاتفاق استصلاح مائة ألف هكتار للزراعة على ضفة نهر السنغال وبناء مصنع للألبان تكلفته 6 ملايين دولار وإقامة مسلخة عصرية في نواكشوط. ويقول مراقبون إن أمل نواكشوط في إحياء هذه الاتفاقات قد يكون وراء تسليم السنوسي إلى طرابلس. وحذرت ليبيا مرارا، من أن مستقبل علاقاتها مع موريتانيا مرهون بقرار نواكشوط المتعلق بتسليم المسؤول السابق في نظام معمر القذافي عبد الله السنوسي المعتقل لديها منذ آذار/ مارس الماضي. وفي مايو/ ايار الماضي، قال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الذي كان حكم ليبيا ما بعد القذافي وإلى حدود تنظيم الانتخابات البرلمانية في يوليو/ حزيران الماضي، "ما قد يتخذه الأخوة في موريتانيا من قرار تجاه عبدالله السنوسي سيكون أساسا لعلاقات مستقبلية بين ليبيا وموريتانيا". وتتهم طرابلس رئيس جهاز الاستخبارات الليبي سابقا بالوقوف وراء مجزرة سجن بوسليم في طرابلس في 1996 والتي قتل فيها اكثر من 1200 سجين. وتقول إن "الأدلة والشواهد كلها الموجودة لدينا تشير إلى أنه من نفذها".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.