23.64°القدس
23.46°رام الله
22.75°الخليل
26.4°غزة
23.64° القدس
رام الله23.46°
الخليل22.75°
غزة26.4°
الأربعاء 24 ابريل 2024
4.67جنيه إسترليني
5.33دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.03يورو
3.78دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.67
دينار أردني5.33
جنيه مصري0.08
يورو4.03
دولار أمريكي3.78
د. يوسف رزقة

د. يوسف رزقة

لا خير فيكم إن لم تقولوها

ليس دفاعاً عن الجبهة الشعبية، وإنما دفاع عن الحقيقة، التي لا يحجب شمسها غربال فتح. الجبهة انتقدت عباس في تفرده بقرار منظمة التحرير، وبسيطرته على مال المنظمة وصندوقها والتصرف بالمال برأيه الشخصي، وبتقزيمه لثوابت القضية الفلسطينية من خلال أوسلو، ومن خلال المفاوضات التي تلت أوسلو.

هذه الانتقادات الثلاث جزء من الحقيقة الواقعة فعلا في إدارة عباس للمنظمة والسلطة والمال العام. عباس يمنح مال المنظمة لمن يشاء من التنظيمات الفلسطينية، ويمنعه عمن يشاء، وقد شاء مؤخرا أن يمنعه عن الجبهة الشعبية، لأنها تنتقد سياسته، وترفض الخضوع للابتزازات المالية.

الشعب الفلسطيني وفي مقدمتهم حركة فتح يعرفون أن عباس يتفرد بالقرار داخل المنظمة وداخل فتح وداخل السلطة، وما يقال عن مجالس المنظمة ومراكزها وما فيها من ديمقراطية هو لون من الأشكال الباردة التي تلبس ثوب الديمقراطية.

لا توجد في المناصب القيادية في فلسطين ديمقراطية حقيقية، ولا متوسطة، ولا دنيا . الموجود منها أشكال فارغة من الديمقراطية الغربية، ليس إلا.

فتح التي تعرف هذه الحقيقة، وهي تعاني منها، ولا يكاد منتقد لها أن يبقى في منصبه ومركزه، فعديد من قادة فتح الذين رفعوا صوتهم بالنقد والنصح، طردوا من مراكزهم، وصاروا أرقاما في تاريخ الحركة الكبيرة. فتح هذه التي قبلت بتفرد عباس ردت على انتقادات الجبهة بهجوم كاسح، وجعلته جزءا من الابتزاز، ومن التساوق مع الدعاية الصهيونية، وخدمة لأجندات خارجية؟!

هذه المعركة هي صورة من حالة فلسطينية أوسع، وأكثر بؤسا وألما. مال المنظمة لعباس ومن يواليه، ومن ينتقده لا مال له، وفصائل العمل الوطني والإسلامي التي تعيش خارج المنظمة، وتمثل ٦٠٪‏ من الشعب لا حق لها بدرهم من مال من صندوق المنظمة؟! فهل هذه الحال يمكن الدفاع عنها قانونيا، أو وطنيا؟!

وإذا نظرت على مستوى غزة والضفة، فإن تاريخ السلطة في زمن ياسر عرفات كان يقسم المال بينهما بنسبة ٦٠٪‏ للضفة، و٤٠٪‏ لغزة بحسب تعداد السكان. اليوم لا تأخذ غزة نسبتها، ولا نصفها، وحتى أموال المساعدات ضد كورونا لا تصل إلى غزة، وما وصل لا يتجاوز ٥٪‏ من المساعدات الدولية والعربية؟!

غزة تعيش البطالة والفقر، وتواجه الحصار، وتنحت في الصخر لحماية السكان من كورونا، وعباس يعيش الرفاهية، والغنى، ويبحث مع اشتية زيادة رواتب الوزراء، ومن في منزلتهم من قادة السلطات، ولا يستجيب لكل النداءات التي تصدر من منتقديه لا على المستوى المالي ولا على المستوى السياسي، وكأن المال ماله الشخصي ، يتصرف فيه كيفما شاء، وليس لأحد أن يحاسبه أو ينتقده، وليس للجبهة الشعبية أن تتكلم عن تفرده واستئثاره، وليس لغزة المحاصرة أن تنتقده؟!.