يبحث وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، تشكيل لجنة تحقيق في وزارته حول شراء الغواصات التي قام بها، بنيامين نتنياهو، من أجل القرار بشأنها، ومعرفة الشبهات حول دوافعه، خاصة وأن مقربين منه استفادوا من الصفقة من دون إطلاع وزير الأمن في حينه، موشيه يعالون، وقيادة جيش الاحتلال.
وفي هذا السياق التقى غانتس، في الأيام الأخيرة، مع عدد من القضاة المتقاعدين، كمرشحين لرئاسة لجنة التحقيق. كذلك أجرى غانتس مشاورات قانونية حول تشكيل لجنة تحقيق كهذه، وحول قدرتها للتوصل إلى استنتاجات لم تكشف عنها الشرطة، و أغلقت الملف.
ولن تكون لدى لجنة تحقيق كهذه صلاحيات لاستدعاء شهود من خارج جهاز الحرب، لكن مواد وخطوات جرى تنفيذها في وزارة الحرب بهذا الخصوص ستكون متاحة أمام اللجنة.
ويعتبر أحد المواضيع الإشكالية أمام تشكيل لجنة التحقيق، والتي يدقق فيها فريق قانوني في وزارة الحرب، هو وجود إجراءات جنائية موازية، ضد المقربين من نتنياهو، الأمر الذي من شأنه أن يقيد جزءا من عمل اللجنة. وسيقرر غانتس بشأن تشكيل اللجنة في الأيام القريبة المقبلة.
ورفض الكنيست، قبل ثلاثة أسابيع، مقترحا بتشكيل لجنة تحقيق برلمانية في قضية الغواصات، التي عبر نتنياهو عن معارضة شديدة لتشكيلها، ويتوقع أن يسعى لمنع تشكيل لجنة تحقيق داخلية في وزارة الحرب. ومن شأن ذلك أن يصعد التوتر بين نتنياهو وغانتس، ويشكل قضية أخرى تدفع باتجاه تبكير الانتخابات العامة للكنيست، إلى جانب رفض نتنياهو مطلب غانتس بالمصادقة على ميزانية للعام المقبل.
وهاجم غانتس، خلال جلسة للهيئة العامة للكنيست أمس، نتنياهو على خلفية عدم وجود ميزانية مصادق عليها. وقال غانتس خلال الجلسة التي عُقدت من أجل المصادقة على اتفاق التحالف وتطبيع العلاقات بين الكيان والبحرين، إن "الناس يشاهدوننا، ويطلبون أن تصنع الحكومة سلاما داخلها، وأن تكون حكومة تؤدي مهامها وتخدمهم في الأزمة الأشد التي اصطدمنا بها في العقود الأخيرة. وأنت تعلم أنني مددت لك يدا رغم المصاعب الكثيرة. وفعلت ذلك من أجل الحرب ضد كورونا وتجنب خطر حرب أهلية".
وأضاف غانتس أنه "انضممت إليك في الكفاح من أجل حياة، صحة وأرزاق السكان، وليس كشريك في جريمة اقتصادية واجتماعية ضدهم. وأنا وأنت نعلم جيدا أنه بات يوجد في وزارة المالية ميزانية تكاد تكون جاهزة للعام 2021، ولن أسمح بمنع المصادقة عليها من أجل مصلحة السكان. وكلانا يعلم أن الساعة الرملية (للانتخابات) أخذت تنتهي. وبمقدورك منع الكارثة الاقتصادية والاجتماعية، وتنفيذ الأمر الصائب ".
وحسب مصادر في حزب "ازرق ابيض"، فإن "غانتس يصعّد لهجته، لكن ليس واضحا بعد ما إذا كان سينفذ تهديداته. وهو متردد، رغم أن الضغوط عليه داخل "ازرق ابيض" تتزايد. وسيضطر إلى اتخاذ قراره".