20.24°القدس
19.91°رام الله
18.86°الخليل
21.03°غزة
20.24° القدس
رام الله19.91°
الخليل18.86°
غزة21.03°
الثلاثاء 16 ابريل 2024
4.7جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.7
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.77
د. فايز أبو شمالة

د. فايز أبو شمالة

لولا اتفاقية سايكس بيكو لما كان وعد بلفور

إنْ تُفصَل القطرةُ من بَحرِها، ففي مَداهُ منتهى أمرها، هذا المنطق الحكيم ينطبق على أرض فلسطين، إنها قطرة حرية في بحر الكرامة العربية، لذلك حرص قادة المشروع الصهيوني على الفصل بين القطرة الفلسطينية وبحرها العربي، فعملوا على تقسيم البلاد العربية، وفق اتفاقية سايكس بيكو، كخطوة استباقية لوعد بلفور، وتنفيذ المخطط الإستراتيجي لإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين، فمن المستحيل أن يجسد الحلم الصهيوني على أرض الواقع إلا من خلال تمزيق الأمة العربية إلى دويلات، وأقليات، وأعراق، وقبائل، وطوائف، تتناحر فيما بينها، بل ويمد بعضهم يده طلباً للعون والمساعدة من الكيان الغازي الغريب.

في الذكرى الرابعة بعد المئة لوعد بلفور، ما زالت الأمة العربية تعاني الوجع نفسه الذي يعانيه الفلسطينيون، فغياب القرار العربي المستقل، وإهدار المقدرات، وغياب التنمية المجتمعية، وغياب التطور الحضاري والازدهار الاقتصادي، وتسلط الغريب، كل ذلك يعد ركائز لاتفاقية سايكس بيكو، التي تشهد استمرار تحالفات أعداء الأمة العربية، واستمرار نهجهم السياسي، وأنهم لم يبدلوا طريقة تعاملهم من شعوب الأمة العربية، فالعربي الممزق المقسم الذي يتصارع داخل كل قطر، هو العربي المطلوب للغرب و(إسرائيل) في كل المراحل، وهذا هو العربي الذي يضمن بقاء هيمنة وسيطرة أعداء الأمة على مقدراتها.

وكي نتخلص من وعد بلفور ونتائجه، وكي نستعيد أرض فلسطين، وكي نقضي على القطرية التي قصمت ظهر الأمة، لا بد من العودة إلى الأصول، لا بد من وحدة هذه الأمة، وهذا المطلب الجماهيري لن يتحقق عن طريق جامعة الدول العربية، ولا عن طريق الأنظمة الدكتاتورية، التي هي صنيعة اتفاقية سايكس بيكو. إن حاجة العرب للحرية واللحاق بدرب الأمم المتطورة، لا يتحقق إلا من خلال تحرك الشعوب العربية للدفاع عن نفسها وعن مصالحها، ويمكن تحقيق ذلك بالتنسيق والتعاون بين التنظيمات والأحزاب والقوى السياسية المتناثرة في كل بلاد العرب، لا بد من التوحد خلف تنظيم عربي شامل، تتلاقى على ضفاف كل أنهار الثورة، ويجمع أعضاؤه على رفض نتائج اتفاقية سايكس بيكو، مع وضع الخطط العملية والقابلة للتنفيذ للتخلص من آثارها، بحيث يغدو هذا الجسم هو الممثل الشرعي والوحيد للشعوب العربية، وهو القادر على الأخذ بيد الأمة إلى الحرية والديمقراطية.

ولما كان الكيان الصهيوني أحد إفرازات اتفاقية سايكس بيكو، فإنه لا ينام على أذنيه، ولن يقف مكتوف الأيدي إذا تعرضت أنظمة سايكس بيكو للخطر، فالعدو يعرف أن زوال القاعدة يعني زوال ما تم إنشاؤه فوقها، لذلك برز التآمر الإسرائيلي والغربي الواضح على كل حراك جماهيري يطالب بالديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية.

ولما كانت مأساة الشعب الفلسطيني وقضيته إحدى ركائز اتفاقية سايكس بيكو، فذلك يعني أن فلسطين نفسها نقطة ارتكاز القوى الثورية العربية المعادية لسطوة الغرب وسيطرة (إسرائيل)، وإذا كان تحرير فلسطين يشترط وحدة الأمة، فإن مقاومة الغزاة الغاصبين هي طريق الوحدة، وهي الخنجر الذي يحز بالموت عنق الوعد المشؤوم.

ملحوظة: في مدينة الرملة داخل فلسطين المغتصبة عام 48 تخلى اليهود المتدينون عن وضع (الكيباة) طاقية صغيرة فوق الرأس، وذلك خوفاً من العرب سكان المدينة، إن هذه الظاهرة لتشير إلى أن عقيدة العودة إلى الأرض المقدسة قد تتغير، وقد تختفي إذا شعروا بالخوف.

المصدر / المصدر: فلسطين الآن