تواصل جهات سرية شن هجمات إلكترونية ضد مؤسسات وشخصيات إسرائيلية مختلفة؛ عسكرية وأمنية، ونجحت في الحصول على معلومات خاصة عن شخصيات أمنية بارزة، في مؤشر واضح بحسب خبير فلسطيني، على أنها باتت أحد الطرق المهمة والموجعة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وفي هجوم جديد ضد المحافل الإسرائيلية، أقرت وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي، بنجاح "مجموعة من المتسللين يطلقون على أنفسهم " The Generous Thief "، قرصنة معلومات شخصية لأكثر من 30 ألف مدرس وطالب إسرائيلي"، وفق ما نقله موقع "i24" الإسرائيلي.
وأفادت خارجية الاحتلال أن "البيانات تشمل؛ الأسماء كاملة، وأرقام الهوية، والعناوين، وأرقام الهواتف، ورسائل البريد الإلكتروني للطلاب الذين ولدوا في التسعينيات أو أوائل القرن الـ21".
وذكرت أنه "تم تسريب السجلات المخترقة المنشورة على "تلغرام" على ما يبدو من مركز تكنولوجيا التعليم (CET)؛ وهي منظمة غير ربحية تعمل على تطوير تقنيات تربوية لنظام التعليم الإسرائيلي".
والاثنين، أبلغ مركز التعليم الذي يستخدم نظامه التعليمي عبر الإنترنت من قبل آلاف الإسرائيليين، عن "مؤشرات وقوع حادث إلكتروني".
ونوهت أنها "تتعاون مع المديرية الإلكترونية الوطنية لحل المشكلة"، مضيفة: "نحن نستثمر الموارد اللازمة وننفذ جميع الاختبارات والإجراءات بالتنسيق مع الأطراف المعنية، وشبكة الإنترنت غنية بالمعلومات المضللة والأخبار المزيفة".
وفي تعليقها على الهجوم، قالت شركة " Check Point" المتخصصة في الأمن السيبراني لموقع "واينت": "هناك زيادة كبيرة في الهجمات الإلكترونية ضد أهداف إسرائيلية من قبل قراصنة مؤيدين لإيران أو مؤيدين للفلسطينيين باستخدام "تلغرام".
وأضافت: "حقيقة أن المتسللين نشروا بلغة عبرية متهمين الحكومة الإسرائيلية بإساءة معاملة المعلمين، يدعم هذه النظرية".
وفي ذات السياق، كشفت وسائل إعلام عبرية الاثنين، عن نجاح قراصنة إيرانيين في الحصول على معلومات خاصة عن رئيس جهاز "الموساد" الإسرائيلي، ديدي برنياع.
وفي تموز/ يوليو الماضي، سرب قراصنة إيرانيون معلومات لأكثر من 300 ألف إسرائيلي سُرقت من مواقع حجز السفر الشهيرة، بحسب الموقع الإسرائيلي.
وفي قراءته لزيادة تلك الهجمات ومدى تأثيرها على الاحتلال، أوضح الباحث المختص والخبير بالشأن الإسرائيلي، عماد أبو عواد، أن "إسرائيل باتت ترى أن الهجمة عليها مركبة؛ أي أنها تواجه اليوم ليس فقط مقاومة مسلحة أو مجرد عمليات فردية هنا وهناك، وإنما في كل الاتجاهات هناك عمل ضد الاحتلال، وهناك مقاومة متنوعة في ساحات مختلفة".
ونوه، أن "إسرائيل تعتبر مثل هذه الأعمال، هي جزء من هذه المواجهة التي تتسع رقعتها ضد الاحتلال خلال العقود الأخيرة، ومن جانب آخر، بدأت تل أبيب ترى أن ما يحدث عمليا هو تأكيد لرغبة الأطراف المعارضة لوجود إسرائيل في إيذائها".
وقال أبو عواد: "المشكلة ليست هزيمة إسرائيل؛ المشكلة أن هناك جزء لم يحاول هزيمة إسرائيل ودائما يتماشى مع حقيقة وجودها، لذلك استمرت في هذا الوضع، وتمكنت من ترسيخ فكرة أنها دولة قوية لا تهزم، وبالتالي مثل هذه العمليات والهجمات السيبرانية على دولة الاحتلال، تعتبرها تل أبيب من أشد أنواع المواجهة خطرا".
ونبه إلى أن "إسرائيل جندت وحدات كاملة من أجل العمل في هذا الاتجاه وحماية السايبر، ولكن كل ذلك باء بالفشل، لأن إسرائيل ليست قادرة إلى الحد البعيد جدا"، مضيفا: "أعداء وخصوم الاحتلال يستطيعون العمل والتأثير في إسرائيل إذا ما أرادوا ذلك".
ورجح الخبير، "زيادة الهجمات السيبرانية ضد الاحتلال، لأننا نتحدث عن حالة مستمرة، وإسرائيل بعد كل هجمات في هذا الجانب تقول إنها اتخذت الإجراءات اللازمة، ولكن هذه الإجراءات لم تمنع هذه العمليات، وبالتالي؛ نحن نتحدث أن هذه الهجمات السيبرانية بدأت تصبح جزءا أساسيا في طبيعة المواجهة ما بين إسرائيل وبين القوى المناوئة لوجود الاحتلال".