تعج الأسواق في وقتنا الحالي بأنواع مختلفة من المكملات الغذائية، فهي تباع في كل مكان بدءا من الصيدليات مرورا بمحلات العطارة وليس انتهاء بصالات كمال الأجسام، كما أصبح لها محلات مستقلة في المجمعات والأسواق التجارية الكبرى. وتعتبر المكملات الغذائية منتجات لأغذية طبيعية أو مشتقات أغذية تمد الجسم بعناصر غذائية بهدف تحسين الحالة الصحية، وتكون في شكل مادة غذائية كالبسكويت أو الويفر، أو في شكل مشروبات جاهزة، أو مساحيق أو كبسولات أو أقراص، أو غيرها من الأشكال. ويطرح هذا الانتشار الواسع للمكملات الغذائية وأماكن بيعها وإقبال الكثيرين على شرائها وجهات نظر مختلفة من المختصين، نستعرضها في سياق التقرير التالي. [title]دواعي تناولها[/title] يرى خبير التغذية الدكتور رمضان شامية أن أسباب اللجوء إلى المكملات الغذائية في حياتنا متعددة ومتنوعة، حيث يجري تناولها عندما يصيب الإنسان التعب والإجهاد وأثناء العصف الذهني في الدراسة خاصة لطلاب المدارس، إضافة إلى شريحة الرياضيين. وذكر شامية في حديثه لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color]، أن الطلبة يتناولون المكملات لاعتقادهم الخاطئ بأنها ستساعدهم في التركيز والاستيعاب وتحصيل أعلى الدرجات العلمية على اعتبار أنها تحتوي على العناصر الغذائية كالفيتامينات، والأملاح المعدنية، والأحماض الأمينية، والأحماض الدهنية. ولفت خبير التغذية إلى أنه من الأفضل أن يتم توفير احتياجات الجسم من العناصر الغذائية عن طريق الغذاء الطبيعي، تجنباً للتأثيرات الجانبية المتوقع حدوثها نتيجة لتناول المكملات الغذائية التي تعد في المعامل والمختبرات الطبية. وبين شامية أن شريحة الرياضيين وتحديداً رياضيي كمال الأجسام يعتمدون بشكل أساسي على المكملات الغذائية الغنية بالبروتين بأنواعه كبروتين مصل الحليب، والجبن، والصويا من أجل الوصول إلى نتائج كبيرة في أسرع وقت ممكن. [title]أضرار صحية محتملة[/title] ونوه شامية إلى أن الإفراط في تناول هذه المكملات أو اللجوء لها للحصول على نتائج سريعة دون استشارة طبيب أو متخصص لفترة طويلة تسبب متاعب وأضرار صحية في المستقبل. وأضاف أنه يجب على المستهلك أن يدرك عند تناولها أن البروتين مثلا يحدث مشاكل صحية في الكلى، حيث يرفع نسبة حامض اليوريك في الدم مما يسبب آلام وخشونة المفاصل لدى الإنسان وإجهاد للكلى. ونصح شامية الناس بالمحافظة على الغذاء الطبيعي المتوازن والاعتماد على كمية بروتين جيدة في وجبة الإفطار، منوهاً إلى ضرورة الابتعاد عن الإسراف في تناول الأطعمة والمكملات الأخرى التي قد تعطي نتائج عكسية. [title]ظاهرة مقلقة[/title] بدوره، نبه الصيدلاني دخيل الزمر في حديثه لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color] إلى أن المكملات الغذائية بكافة أشكالها وأنواعها أصبحت تصرف بلا وصفة طبية، مبيناً أنها أضحت تتواجد في مراكز تجارية غير مهنية كالنوادي وصالات كمال الأجسام. وأوضح الزمر أن الباعة في هذه الحالة يهدفون إلى تحقيق أقصى ربح ممكن، دون أن يكون لديهم دراية كافية بالمواد التي تدخل في تركيبتها، وكيفية استخدامها بطريقة سليمة وآمنة، والآثار الجانبية التي تحدثها. ولفت إلى ظاهرة تتعلق ببيع المكملات في أوانٍ ذات أحجام كبيرة وبأسعار تغري الكثيرين بالشراء، وخاصة المراهقين الذين يمارسون رياضة كمال الأجسام بحجة أنها تساهم في بناء عضلاتهم بسرعة وتجعل حجمها كبيرا. وينصح الأطباء دائما متناولي المكملات الغذائية بعدم استخدامها إلا في حالات الضرورة وباستشارة طبية، حيث أن ما لا يعرفه الكثيرون أن بعضها يمكن أن يسرع من ضربات القلب وبعضها يرهق الكلية، لأنه يعتمد على سحب السوائل من الجسم كملينات، وبعضها لا يناسب مرضى الضغط والأمراض الأخرى.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.