كثُر الحديث مؤخراً عن مفاوضات سرية تجريها المقاومة الفلسطينية مع العدو الإسرائيلي لحل قضية جنود الاحتلال الأسرى في قطاع غزة بالإضافة لتقديم تسهيلات للغزيين لمنع انفجار جديد. الحديث بدأ يخرج من الجانب الإسرائيلي من قبل بعض المحللين وقادة جيش الاحتلال الذين دعوا صراحة لمفاوضة المقاومة في قطاع غزة لمنع احتمالية العودة للقطاع. وكانت آخر تلك التصريحات الإسرائيلية صدرت من قائد الجيش الأسبق دان حلوتس الذي خاض الحرب الثانية على لبنان في العام 2006م، والتي قال فيها "بأن المفاوضات مع حماس لا تشكل مشكلة أخلاقية لدى الكيان". المقاومة الفلسطينية لم تعلق على التصريحات التي تخرج بين الفينة والأخرى، لكنها لم تنفِ أن بعض الأطراف الدولية طرحت رؤية بهدف التوصل لحل في قطاع غزة، وربما تتعاطى مع التصورات التي توافق رؤيتها للوضع. وحول الرؤية الإسرائيلية الرسمية التي بدأت تتبلور حول الوضع في قطاع غزة يرى الإسرائيليون ضرورة إعادة بناء قطاع غزة وزيادة الانفتاح الاقتصادي لدى الغزيين ليصبح لديهم أشياء ثمينة يخافون عليها من التدمير في حال نشبت حرب جديدة. ويأتي هذا الادراك الإسرائيلي للوضع في قطاع غزة بعدما استعادت المقاومة الفلسطينية عافيتها بشكل كامل بعد الحرب الأخيرة وبدأت في صعود متسارع لتقلب معادلة أي مفاوضات. المعادلة الجديدة في المفاوضات عنوانها القوة وفرض الهيبة وانتزاع الحقوق واستمرار الإعداد والهدوء مقابل الهدوء، لا تنازل فيها عن البندقية والإعداد.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.