في إحدى زيارتنا لمنازل أوائل الثانوية العامة في القطاع بمدينة خانيونس , كانت لنا زيارة لعائلة البردويل ,تلك العائلة التي صادف فيها أن الطالبة المتفوقة ياسمين البردويل، قد حصلت على نفس معدل وترتيب أخيها حسن، الذي أنهى الثانوية العامة قبله بعامين والذي يدرس الآن الطب بالجامعة الإسلامية.
فكلاهما حصلا على معدل 99% , وعلى نفس الترتيب السادس على مستوى قطاع غزة، في مصادفةٍ عجيبة.
ولم يقتصر التفوق فقط على الأخوين حسن وياسمين بل تبين لنا أن هذه العائلة عنوان للتميز , فقد كان من قبلهما الأخت الأكبر إسلام الحاصل على معدل 98.5% في الفرع العملي.
أسبابُ النّجاح
خلال زيارتنا حدثتنا ياسمين عن أسباب التفوق والتي وجهتها إلى كل طالب وطالبة يطمح إلى تحقيق التفوق الباهر.
فقد كانت البردويل تنظم دراستها وتدرس من بداية العام وبشكل تدريجي , وأضافت البردويل مجموعة من النصائح التي لا بد منها فقالت أنه لا بد من التوكل على الله , وعدم اللجوء إلى الغش , والاستماع لنصائح المعلمات في المدرسة , الدراسة الجدية , وأضافت أيضا أنه لابد من تجنب ضغط الأهل على الأبناء .
وتتحدث البردويل عن إحدى الصعوبات التي واجهتها فتقول أنها اشتكت لوالدها من انقطاع الكهرباء تلك المشكلة التي يعاني منها جل طلاب الشعب الفلسطيني، فقام والدها بتركيب شبكة إنارة داخلية ( لدّات) لحل المشكلة .
وذكرت أم حسن والدة الطالبة البردويل أن الأهل ساعدوا ياسمين في تحقيق هذا التفوق الباهر, فقالت:" العائلة كانت تقوم بتعزيز ثقتها الطالبة بنفسها , ووفرنا لها أهلها كل سبل النجاح وتجنبنا أن يكون هناك أي ضغط عليها خلال فترة الدراسة" .
وأما عن توقعاتها لنتيجتها فقد قالت البردويل:" عندما سمعت أن النتيجة يوم الجمعة انتابني شعور بالخوف، ولكن سرعان ما دقت الفرحة أبواب بيتها، ودق جرس الفرحة معلناً أنها من الأوائل على مستوى القطاع وقالت بأنها كانت تتوقع نتيجتها .
مواقفٌ صعبة
وكما نعلم بأن الحياة لا تخلو من المشاكل والظروف الصعبة , تحدثت لنا البردويل عن المواقف الصعبة التي مرت بها خلال هذه السنة الحافلة , فقالت بأن وفاة جدتها كان من أصعب المواقف , وقد أثر عليها تأثيراً كبيراً, فهي عزيزة على قلبها وفي مقام أمها كما قالت.
ليس هذا وحسب بل وتبعه وفاة معلمتها الرياضيات في المدرسة المعلمة عطاف حمدان والتي تحبها جداً , فياسمين في هذه الفرحة الغامرة تذكرت أشخاصاً كان لهم الأثر عليها , ولكنهم فارقوها قبل أن يشاركوها فرحة نجاحها, وتمنت البردويل لو أن جدتها ومعلمتها كانتا موجودتين وشاركتاها فرحة تفوقها .
برقيات تهنئة
وأما عن إهداء نجاحها وتفوقها , فالبردويل تبرق بنجاحها إلى الأهل الكرام الذين لطالما وقفوا إلى جانبها , كما وأهدت نجاحها إلى الشعب الفلسطيني كافة , وإلى الأمة العربية والإسلامية, وإلى مدرساتها في المدرسة , كما وأنها لم تنسى أن تبرق بنجاحها إلى روح جدتها ومعلمتها , المعلمة فاطمة حمدان التي وافتها المنية .
وتتطلع الطالبة المتفوقة ياسمين البردويل، بدراسة تخصص الهندسة كي تقوم بخدمة شعبها وتعكس الصورة الجيدة عن الشعب الفلسطيني .