21.68°القدس
21.44°رام الله
20.53°الخليل
26.83°غزة
21.68° القدس
رام الله21.44°
الخليل20.53°
غزة26.83°
السبت 19 يوليو 2025
4.51جنيه إسترليني
4.74دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.9يورو
3.36دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.51
دينار أردني4.74
جنيه مصري0.07
يورو3.9
دولار أمريكي3.36

بعد إعلان نتائج التوجيهي..

تقرير: المدمّرة بيوتهنّ يتفوقنّ على دمار العدوان

بثقتها العالية استقبلت الطالبة هدى حبيب (17 عاما)، نبأ نجاحها في امتحان الثانوية العامة، والتي لم تتوقع أن يأتي اليوم الذي تتوج فيه نجاحها وتحتفل به من على ركام منزلها المدمّر شرق حي الشجاعية بمدينة غزة، والتي اضطرت للدراسة  خلال عام دراسي كامل من على ركامه ومن داخل خيمة أققيمت على أنقاضه، وسط أجواء عاطفية من الحزن والأسى على فراق الأحبة وأجواء الحر الشديد في مناخ خيمتها المتواضعة.

فالطالبة حبيبب، والتي فقدت منزلها خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، والتي لم تتمكن هي وعائلتها من إعادة إعماره حتى اللحظة أنهت دراسة الثانوية العامة وسط مصائب العدون التي فقدت من خلاله أقاربها شهداء في العدوان الأخير على غزة.

وأعلنت وزارة التربية والتعليم العالي بغزة، نتائج امتحانات الثانوية العامة لعام 2015م، أول أمس، ليكون من بين من أعلنت عنهم، بشريات نجاح وأمل لعوائل اعتصرها الألم والحزن خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.

وتصف حبيب لمراسل وكالة "فلسطين الآن"، مأساة حياتها الدراسية قائلة: "استطعت أن أنجح من داخل خيمة مصنوعة من قطع (القماش والنايلون)، أُقيمت على أنقاض منزلي المدمر، مفتقرة لأدنى مقومات الحياة البشرية، واستطعت أن أنجح من داخل (الكرفان) و(بيت الإيجار)".

وتؤكد الطالبة حبيب، أنها رسمت فصول عامها الدراسي الذي تكلل بالنجاح بعد أشهر التعب والعناء في ظروف صعبة واستثنائية في حياتها، لم تكلل حتى اللحظة باستقرارها وعائلتها في بيتهم.

وأضافت: "لم أتوقع يومًا دراستي في خيمة، بين ارتفاع درجات الحرارة في هذا الصيف الحار، وانعدام متطلبات الدراسة، اضطررت للبقاء هنا، بدون مأوى يناسبني في رسالة للاحتلال أنك لم تدمر منازلنا وأحلامنا، وسنبقى نقاوم ولو بالعلم".

واعتبرت حبيب أن نجاحها لم يكن بالمستوى الذي طمحت له ولكن بالصعوبات التي واجهتا في دراستها من عدم التركيز في الدراسة خلال النهار، وأصوات الأطفال مرتفعة، وحر خيمتها الشديد، ورغم الليل المظلم التي كانت تقضيه بدون كهرباء، هو معجزة وانتصار آخر في مقاومة الإعداء.

ولم تكن حالة الفرح التي تعيشها هدى حبيب، ببعيدة عن حال الطالبة المتفوقة سجى العثامنة من مدينة رفح، والتي تأثرت بقصف منزل جدّها في العدوان الأخير على غزة معتبرة أنها استطاعت من خلال نجاحها التغلب على تلك الذكرى الأليمة والحصول على معدل مرتفع يجعلها من أوائل القطاع.

وصرّحت العثامنة، عقب سماع نبأ نجاها وتفوقها أنها بهذا التفوق تبدأ مسيرة من التحدي والمقاومة من نوع آخر للاحتلال الإسرائيلي الذي أثبت أن رغم الدمار الذي ألحقه بنا لن ينال من عزيمتنا وأنها حصلت على المرتبة التي تريدها.

وشن الاحتلال الإسرائيلي في السابع من يوليو / تموز العام الماضي عدونًا على قطاع غزة استمر 51 يوما، راح ضحيته أكثر من ألفي شهيد، وأصيب نحو 11 ألفاً آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، فيما قات وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية، أن إجمالي البيوت المدمرة جزئيًا وكليًا خلال العدوان بلغ 28366.

وتعهدت جهات دولية وعربية في أكتوبر / تشرين الأول الماضي بتقديم نحو 5.4 مليار دولار أمريكي، مخصصة لإعمار ما دمره الاحتلال في قطاع غزة، غير أن إعمار القطاع، وترميم آثار ما خلّفه العدوان الأخير، لم يبدأ بعد.