غسان كنفاني كشهيد، ولا نزكيه على الله، وكأديب مبدع، استمتعت بتدريس رواياته لطلبة الماجستير، ليس ملكا لليسار، أو الموتورين، بل هو ملك للوطن الذي دافع عنه، مثله في ذلك مثل ياسر عرفات، وأحمد ياسين، فليس أحدهما ملكا لحزبه، وليس من المنطق والإنصاف أن يهاجم كاتب يساري رجال التربية والتعليم، ويصفهم بأوصاف نابية، باسم غسان كنفاني، بذريعة أن وزارة التربية والتعليم قررت تغيير اسم المدرسة الابتدائية التي تحمل اسم غسان إلى اسم ( مرمرة) نفاقا لتركيا؟! وهو ما نفته أصلا الوزارة، وأكدت حماس النفي أيضا. ومع علم الكاتب بالنفي إلا أنه أصر على الشتيمة، ومن شتائمه مقتبسا من مقاله ( رجال في الظلام) الآتي: - قد لحس التعصب الفئوي البغيض عقول القائمين عليها، وأعمى بصرهم، وبصيرتهم، [يقصد التربية والتعليم بغزة] فقرروا إقصاء اسم الأديب الشهيد كنفاني، عن مدرسة ابتدائية في رفح، ليستبدلوه باسم "مرمرة". - هم ظنوا، ربما، وأعني المسؤولين الذين يحتاجون إلى التربية والتعليم [هكذا؟!] ، أكثر مما يحتاج إليهما أطفال المدارس الابتدائية في رفح، أن إجراء كهذا سوف لن ينتبه إليه أحد. - المنافقون لتركيا، واضطرت وزارة التربية والتعليم، إزاءه، إلى إصدار نفي هزيل . -[ ويطالب ] بالتحقيق في سبب امتلاك جهلة، أو متعصبين، ناصية القرار في مؤسسات مهمة، كوزارة التعليم. - لو أن واحداً منهم، غادر الظلام الذي يرتع فيه، ساعات قليلة، وقرأ "رجال في الشمس" ... مشكلة هؤلاء، ومشكلتنا معهم، أنهم لا يرون من الآخرين سوى لحاهم، أو بشكل أدق علاقتهم بالإسلام السياسي، فيحبون كل الذين يشاركونهم الانتماء الحزبي الضيق؟! - ألم يحن الوقت لتستفيد حركتكم [ يقصد حماس والخطاب موجه مباشرة لخالد مشعل ] من تجارب الجوار ...، بأن وقوف غالبية الفلسطينيين وراء مقاومتها الاحتلال لا يخولها محو تاريخهم الوطني السابق لنشوئها [?!!!]. انتهى الاقتباس. حين قرأت هذه الشتائم لصاحب مقال رجال في الظلام لرجال التربية والتعليم، وجدت أنها لا علاقة لها بمدرسة غسان كنفاني الابتدائية، ولا بالدفاع عن غسان نفسه، ولا بمشكلة الاسم، لا من قريب ولا من بعيد، غير أنه اتخذ من الإشاعة مناسبة لهجوم سياسي وحزبي على حماس. وتأكيدا لهذا أسأل كاتب المقال : ما علاقة المشكلة ( باللحى؟! وبالإسلام السياسي، وبالظلام، والحزبية الضيقة، وبمحو التاريخ، وتجارب الجوار؟!!). إن ما جاء في المقال من شتائم لا علاقة له أبدا بوزارة التربية والتعليم أيضا، وليس هو وليد نقاش موضوعي، بل هو موقف حزبي يتعصب للفكر اليساري، ويكره الفكر الإسلامي ، أو يتناقض معه. وهذا ما فضحته عبارة الكاتب نفسه حين قال: (مشكلة هؤلاء، ومشكلتنا معهم، أنهم لا يرون من الآخرين سوى لحاهم؟!!). الكاتب له مشكلة مع حماس، ومع حركات الإسلام السياسي، لذا هو يحكي عن مشكلته لا عن غسان كنفاني؟! وهنا أقول إنه بمكنته أن يعبر عن حزبيته بلغة صريحة ومباشرة ، بدون استغلال شماعة غسان كنفاني، وجدير به أن يحترم حزبه أولا، وأن يحترم الآخرين ورأيهم ثانيا، لأن احترام الآخر ثقافة تمتحنها الممارسة، ويبدو لي من الممارسة والمتابعة أن اليسار الغزي هو أكثر الناس حديثا عن الرأي والرأي الآخر، ولكنه هو الأقل ممارسة لما يتحدث عنه، وهذا المقال شهد على ذلك. وفي الختام يجدر بالكاتب وغيره مراجعة صورة المدرستين: (غسان كنفاني، ومرمرة) فقد نشرتها وزارة التربية والتعليم على وسائل الإعلام الجيد والصحف لتكذب المفترين. المدرستان موجودتان، ومتجاورتان، ويفصل بينهما سور، وواحدة للبنات، والأخرى للأولاد، وواحدة قديمة البناء تحمل اسم غسان، والأخرى جديدة البناء تحمل اسم مرمرة، وأن تكافئ التربية والتعليم رجال مرمرة الذين سقوا البحر بدمائهم فداء لفلسطين ليس نفاقا يا محترم، بل هو الواجب الوطني.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.