قال مسؤول العلاقات الدولية في حركة المقاومة الإسلامية حماس" أسامة حمدان" إن الحديث عن خروج قيادات حماس من دمشق بلا عودة، هو حديث :"مبالغ فيه" مؤكدا أن قرار وجود حماس في دمشق :"لا جديد فيه. فيما اعتبرت الحكومة الأردنية زيارة مشعل للأردن ايجابية قد ترتب للقاءات لاحقة". وأضاف حمدان في تصريحات صحفية من بيروت أن أي تغيير متعلق بوجود حماس في دمشق "سيعلن عنه بوضوح." ويتواجد رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في عمان ضمن زيارة لثلاثة أيام، بدأها بلقاء العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الأحد، برفقة ولي العهد القطري. وبحسب مصادر مطلعة أكّدت أن بقية أيام الزيارة اقتصرت على لقاءات عائلية، بما في ذلك زيارة والدته المقيمة في عمان، مرجحة مغادرة مشعل الثلاثاء إلى قطر. في هذه الأثناء، علّق حمدان على التسريبات الإعلامية التي أشارت إلى خروج قيادة حماس بشكل سري من دمشق بمن فيهم مشعل بلا عودة بالقول: "هذا ليس منطقا لا في العلاقات السياسية ولا في الشأن السياسي .. ولو كانت القيادات تتحرك بشكل دائم خارج دمشق." وأكّد "نحن كحركة نعبّر عن مواقفنا بوضوح. ولا يتم إخفاء هذه المواقف، كما أن الحديث مبالغ فيه." و نفى حمدان أن تكون الحركة بصدد دراسة خيارات الانتقال بين تونس أو مصر أو قطر، معتبرا أن الظروف السياسية في دمشق تجعل الحديث عن الخروج منها متداولا. وأضاف: "علاقاتنا القائمة القديمة والمستجدة هي ذات طابع سياسي، ويجب ألا يتم تقييم العلاقات بطريقة خاطئة وخاصة.. ونحن حريصون على بذل جهد لإقامة علاقات إيجابية مع كل الأطراف العربية ولا يجب تصوير اللقاءات بصورة سلبية." وتعتبر زيارة مشعل إلى عمان الأولى من نوعها منذ 13 عاما، حيث توافقت أوساط سياسية ورسمية على إيجابيتها بما في ذلك قيادة حماس، رغم التصريحات المقتضبة التي أعقبت اللقاء مع العاهل الأردني. وأكّد حمدان من جهته أيضا أن الزيارة المقررة لثلاثة أيام حملت أبعادا إيجابية، وأن رضا عام أظهرته جميع الأطراف، دون الإشارة إلى وجهة مشعل بعد مغادرة العاصمة الأردنية. إلى ذلك،أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية "راكان المجالي" أن زيارة مشعل إلى عمان على قصرها هي "زيارة إيجابية،" مشيرا إلى أنها قد تكون " مقدمة لخطوات عملية لاحقة بين حماس وعمان." وأضاف المجالي : "كل الاحتمالات موجودة في شكل العلاقة مع حماس والزيارة كانت نقطة انطلاق سيترتب عليها خطوات لاحقة." ونفى المجالي في تصريحات سابقة أن تكون حماس قد توجهت بطلب لإعادة فتح مكاتبها في عمان، فيما تفاوتت مواقف مراقبين من تقييم الزيارة بين اعتبارها بروتوكولية وبين أنها تشكل عهدا جديدا بين حماس وعمان. واقتصرت لقاءات قادة حماس خلال السنوات الماضية مع المسؤولين الأردنيين على القنوات الأمنية، عقب إبعاد الحركة من الأردن عام 1999، فيما زار مشعل البلاد زيارتين غير رسميتين منفصلتين لحضور جنازة والده عام 2009، وأخرى لزيارة والدته المقيمة في عمان العام الماضي.