11.68°القدس
11.44°رام الله
10.53°الخليل
17.06°غزة
11.68° القدس
رام الله11.44°
الخليل10.53°
غزة17.06°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: تل أبيب: القوة لتطويق آثار الثورات العربية

تدلل كل المؤشرات على أن إسرائيل غير مستعدة للمجازفة بالسماح بتحقق التوقعات السوداوية التي تنبأت بها نخبها العسكرية والسياسية بشأن ما يمكن أن تسفر عنه ثورات التحول الديمقراطي في الوطن العربي وإسقاطاتها السلبية على الأمن «القومي» الإسرائيلي. وقد بادرت تل أبيب بالفعل لمحاولة تقليص الأضرار المتوقعة من خلال استعدادات عسكرية غير مسبوقة، تمثلت بشكل أساسي في إحداث تغييرات بنيوية في تركيبة الجيش الإسرائيلي. ولعل التطور العلني الذي يعكس أنماط الاستعداد العسكري الإسرائيلي لمرحلة ما بعد الثورات العربية هو القرار الصادر عن هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، في منتصف شهر ديسمبر الماضي، والقاضي بتشكيل قيادة عسكرية جديدة تختص بتخطيط وتنفيذ عمليات عسكرية في قلب الدول العربية، وقد أطلق على القيادة الجديدة «قيادة العمق»، في إشارة إلى طابع المهام التي ستوكل لها في العمق العربي. لقد احتفظ الجيش الإسرائيلي دوماً بوحدات خاصة تنفذ عمليات سرية في قلب الدول العربية، كما حدث في سوريا أواخر عام 2006 وفي السودان مؤخراً وفي لبنان وتونس في الماضي، إلا أن الحديث كان يدور عن تنفيذ عمليات عسكرية محددة وموضعية. لكن تشكيل القيادة الجديدة وتنصيب ضابط برتبة جنرال يتولى قيادتها يأتي لإدراك القيادة العسكرية الإسرائيلية أن حجم التحديات العسكرية التي ستواجهها إسرائيل في ظل الثورات العربية سيكون كبيراً ومتشعباً لدرجة تستدعي هذه الخطوة غير المسبوقة. وما يشكل دليلاً على حجم الرهانات التي تعلقها إسرائيل على تشكيل هذه القيادة، هو قرار هيئة أركان الجيش أن تضم القيادة الجديدة ضباط وجنود أكثر وحدات الجيش الإسرائيلي نخبوية. [title] مخاطر بالجملة[/title] إن الافتراض الرئيس، الذي تتصرف هيئات التقدير الاستراتيجي في إسرائيل على أساسه هو أن الربيع العربي سيحمل في طياته مخاطر استراتيجية جمة على الأمن الإسرائيلي، قد تتحول مع الوقت إلى مخاطر وجودية. فالنخب العسكرية الإسرائيلية تخشى أن تتحول الدول التي شهدت ثورات تحولا ديمقراطيا، إلى قواعد انطلاق لتنفيذ عمليات عسكرية ضد الأهداف الإسرائيلية خارج حدود فلسطين. وضمن هذه الحسابات، فإن صناع القرار في إسرائيل يرون أنهم سيكونون مطالبين بالاستعداد للعمل في قلب دول، بعيدة جداً عن حدود فلسطين، مثل اليمن، ومصر والعراق. وإن كانت المستويات السياسية والعسكرية الإسرائيلية لا تحاول أن تفصل جملة المخاطر التي تأخذها بعين الاعتبار، إلا إن اليمن تعتبر أحد أكثر الدول التي تثير الأوضاع فيها اهتمام صانع القرار الإسرائيلي. فمن المعروف أن حوالي 30% من التجارة الإسرائيلية تمر عبر البحر الأحمر في طريقها إلى جنوب شرق آسيا، كما أن السفن والغواصات الحربية الإسرائيلية تمخر عباب هذا البحر ضمن تدريباتها العسكرية، وبالتالي فإن الإسرائيليين يخشون أن تنطلق مجموعات مسلحة من اليمن، الذي يطل على مضيق باب المندب لاستهداف السفن التجارية والحربية الإسرائيلية، وهذا يستدعي الاستعداد للعمل ضد أي جهة يمكن أن تنفذ مثل هذه العمليات. وما ينطبق على اليمن ينطبق على مصر. صحيح أن كلاً من المجلس العسكري والأحزاب المصرية، بما فيها الحركات الإسلامية التي فازت في الانتخابات، ترسل برسائل اطمئنان بشأن الالتزام بمعاهدة «كامب ديفيد»، لكن صناع القرار في إسرائيل ينطلقون من افتراض مفاده أن صعود الإسلاميين للحكم في مصر سيسمح بتوفير بيئة معادية لإسرائيل في أرض الكنانة. ولعل أكثر ما يثير القلق الإسرائيلي هو مستقبل الأوضاع في سيناء، حيث يخشى الإسرائيليون أن تتحول سيناء إلى نقطة انطلاق للعمل العسكري ضد إسرائيل. وهذا ما يعني أن القيادة العسكرية الجديدة ستكون مطالبة بتنفيذ عمليات خاصة في قلب سيناء، أو أي مكان في مصر. وقد صرح رئيس المجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق عوزي ديان أن إمكانية تنفيذ عمليات عسكرية في قلب سيناء هو أمر يجب ألا يكون مستبعداً. لكن أكثر ما يثير حساسية الإسرائيليين هو مستقبل الأوضاع في الأردن، حيث إن هناك إجماعا داخل إسرائيل على حجم إسهام النظام الأردني في حفظ الأمن الإسرائيلي من خلال تأمين الحدود مع فلسطين، وهي الحدود الأطول. [title] مواجهة تداعيات الانسحاب الأمريكي من العراق[/title] تبدي دوائر التقدير الاستراتيجي في إسرائيل قلقاً كبيراً إزاء تداعيات الانسحاب الأمريكي من العراق، وتفترض هذه الدوائر أن هذا الانسحاب سيزيد من دافعية الأطراف المعادية لإسرائيل على استهدافها في بيئة مثالية، سيما إيران وأدواتها في العراق. وأكثر ما يثير القلق الإسرائيلي أن يتمكن الإيرانيون من نصب قواعد صواريخ على الأراضي العراقية، سيما في غرب العراق، واستخدامها في ضرب إسرائيل، في حال هاجمت الأخيرة المنشآت النووية الإيرانية. من هنا فإنه من ضمن مهام القيادة العسكرية الجديدة سيكون معالجة مثل هذا التهديد في حال تحققت هذه التوقعات. وتفترض النخب العسكرية أن الانسحاب الأمريكي قد يسمح بتحول بعض المناطق في العراق إلى ساحة انطلاق لجماعات سنية تعمل ضد إسرائيل في المستقبل. في الوقت نفسه، فإن القيادة الجديدة ستلعب دوراً أساسياً في أي حملة عسكرية تشنها إسرائيل ضد المنشآت النووية، إذ إن هيئة أركان الجيش الإسرائيلي تفترض أن أي غارات سيشنها سلاح الجو الإسرائيلي ضد المنشآت النووية لن تكون كافية وحدها لضمان إلحاق أذى كبير وبالغ بهذه المنشآت، لذا فإن هناك حاجة وحدات خاصة تعمل على الأرض من أجل انجاز المهمة، علاوة على أن وجود هذه الوحدات على الأرض الإيرانية يسمح بتوسيع دائرة الأهداف المكملة للضربة الجوية.