تحمس بعض المصريين لمحمد البرادعي عندما فكر أو أعلن عن ترشيح نفسه لمنصب رئاسة الجمهورية المصرية، فقام الشباب المؤيد (المتحمس) للبرادعي بلبس تيشيرتات عليها صورة البرادعي وجلسوا في مطعم للقهوة (كوفي شوب). عندها استعلمت استخبارات السفارة المصرية في الحقبة البائدة، وأجرت اتصالاتها مع الداخلية الكويتية وما هي إلا ساعات حتى القي القبض على المصريين وتم التحقيق معهم وطلب أسماء أصدقائهم الذين تغيبوا عن الحضور أو تأخروا عن جلسة القهوة ممن يملكون «تيشيرت» عليه صورة البرادعي!! وبسرعة البرق تم إبعاد هؤلاء المصريين المحبين للكويت والذين فرحوا بأجواء الحرية، مع أنهم لم يتظاهروا ولم يعتصموا ولم يتداعوا لأي تجمع، مجرد (تيشيرت) بكرهه مبارك وتلك العصابة التي سرقت البلد ودمرت كل شيء. أتدرون ما مصير الذين أبعدتهم الداخلية الكويتية إلى مصر أيام حسني مبارك الأخيرة؟ اسألوا الصحافة وجمعيات حقوق الانسان هناك ... لا نزال نتذكر ذلك الإبعاد الذي يجعل الإنسان يخجل ويحرج أو يصدر من بلده تلك العقوبة التي لا تتفق مع حجم التهمة! ويوم السبت الماضي اقتحم مجموعة من الشباب السوري المقيم في الكويت سفارة بلدهم كردة فعل على المجزرة المروّعة التي ارتكبتها العصابة السورية في منطقة الخالدية بحمص. ومن دون مجاملة أو تأويل ورغم تفهمنا للضغط النفسي والقهر الذي يسكن قلوب أهلنا السوريين، إلا أن اقتحام السفارة غلطة كبيرة وتجاوز للقانون والأعراف الدولية وأكثر من ذلك. وقد تم إيقاف عدد من السوريين المقتحمين للسفارة وبعض الكويتيين الذين شاركوا في التجمهر خارجها والآن يتحرك نواب البرلمان الجدد والحقوقيون لمحاصرة الموقف والرسالة التي أود توجيهها للسيد وزير الداخلية الشيخ احمد الحمود هي أن أي إجراء امني بإبعاد السوريين الموقوفين إلى بلدهم، هو بمثابة شهادة وفاة بالإعدام تعذيبا وتنكيلا. ومع يقيني على أن لا وزير الداخلية ولا أركان وزارته سيقُبلون على هذه الخطوة التي تخالف الشرع والقانون والعقل والفطرة والإنسانية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.