منذ مساء الخميس الماضي، ومضخات المياه المصرية، لم تتوقف وهي تضخ مياه البحر المتوسط، صوب الحدود مع قطاعِ غزة، بهدف تدمير الأنفاق على طول الحدود المصرية الفلسطينية كما تدعي السلطات المصرية.
تزامن المشروع المصري مع الحصار المطبق الذي يخيّم بظلاله على قطاع غزة، وطال مناحي الحياةِ كافة، الصحية والتعليمية والخدماتية، مشاركةَ الاحتلال الإسرائيلي في تشديد حصاره، وتسليط سيفه على رقاب المواطنين الغزيين.
وادعت السلطات المصرية، أن مشروع إغراق الحدود، جاء لمنع التهريب من وإلى قطاع غزة، بعد أن حمّلت في أوقاتٍ سابقةٍ غزة عن تفجيراتٍ داخل سيناء، محاولةً تبرير فشلها الأمني الداخلي.
تفاصيل المشروع
وكانت الجيش المصري قد أعد مسبقاً، أنبوباً مائياً عملاقاً بقطر 20 بوصة، لإيصال المياه للحدودِ، بهدف إغراق التّربة، من خلال مضخات مياه تضخ كميات كبيرة من المياه في الأنبوب المثقوب بعشرات الثقوب من جهة واحدة، حيث يتم تركيب الأنبوب تحت الأرض، وواجهة الثقوب ناحية الأعماق بهدف غمر التربة بالمياه لتصل فتحات الأنبوب مما يؤدي إلى انهيار التربة والأنفاق.
وزعم مصدر أمني مصري أن سلاح المهندسين عكف خلال الشهور القليلة الماضية للوصول إلى "أنسب الحلول" لمكافحة الأنفاق، بعد إقامة منطقة عازلة بطول 14 كم على طول حدود مصر مع قطاع غزة.
وأعلن متحدث الجيش المصري محمد سمير، متفاخراً أن الجيش المصري دمّر 521 نفقاً على الشريط الحدودي المصري مع غزة، بشمال سيناء، خلال 6 أشهر، مبيناً أن وحدة الهندسة المصري ستعمل على القضاء نهائياً على الأنفاق.
آثار تدميرية
وغمرت المياه عشرت الأنفاق الحدودية، التي توصل البضائع إلى قطاع غزة، وقد أكد عاملون بالأنفاق انهيار العديد منها بفعل الضخ العنيف للمياه والمتواصل.
وسيشكل المشروع المصري المدمّر، مشاكل عديدةٍ للفلسطينيين الذين يقطنون الحدود، أبرزها تدمير التربة وزيادة ملوحتها لأضعافٍ مضاعفةٍ، والقضاء على الزراعة، إضافة إلى تدمير الآبار الجوفية وزيادة ملوحتها لحدٍ كبير.
و قد حذر خبراء من أن المشروع المصري سيدمر المنظومة المائية والغذائية بالمنطقة المحيطة.
وقد لاقى المشروع المصري سخطاً شعبياً فلسطينياً، مؤكدين أن مصر تشارك الاحتلال الإسرائيلي في حصاره على غزة.