ردود فعل غاضبة أثارها نشر فيديو ظهرت فيه أجهزة الضفة في بيت لحم وهي تعتدي على الفتى الفلسطيني محمد حمامرة وآخرين، خلال قمعها لمسيرة خرجت الجمعة الماضية تنديدا باعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك.
مدير مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي علاء الريماوي، أشار إلى أن الأهم في حادثة الاعتداء على الفتى هي القراءة العامة لما يجري في الضفة، والتي أشارت لما يجري من مواجهات في بيت لحم مع الأمن الفلسطيني، وما سبقها من مواجهات في جنين، وقبلها في بلاطة، حيث تؤكد أننا أمام اختلال في حالة الترابط، وينذر بأن الضفة قد تتجه لخيارات لا يتمناها أحد .
وأضاف الريماوي: "ما تحتاجه الضفة "أبا سياسيا" أقصد مرجعية وطنية، تحشد جهود الضفة نحو أهداف كبيرة، فتغييب حماس والجهاد ، وتلاشي فتح المؤثرة، وموت اليسار، يعزز حضور تيار لا يؤمن بالروابط الوطنية، والسلطة قتلت الأب، وبذلك ستجني الفوضى".
وأكد الريماوي أن ما يحتاجه الوطن الآن أب يجمع شتات الوطن بكل أطيافه من أقصاه إلى أقصاه حتى لا نغرق جميعا.
وفي لقاء تلفزيوني بث على فضائية الجزيرة، نفى المتحدث باسم حركة "فتح" أسامة القواسمي أن يكون ما جرى يعبر عن نهج لدى المؤسسة الأمنية، بل ذهب لاعتباره تصرفا فرديا وخطأ، ودليل ذلك أن رئيس السلطة محمود عباس وجّه بتشكيل لجنة تحقيق في الحادثة وكانت النتيجة إعفاء قيادات أمنية ومعاقبة آخرين.
وأوضح القواسمي أن حركته هي أول من انتقد ما حدث لأن الهدف هو الحفاظ على كرامة المواطن الفلسطيني، مشيرا إلى أن هناك من يسعى لتضخيم هذا الحادث للتغطية على إنجازات قوى الأمن. على حد وصفه.
الجدير بالإشارة إلى أنه وفي أعقاب الحادثة انطلقت مسيرات في بيت لحم مطالبة برحيل رئيس السلطة محمود عباس، مما عزى بانتشار عناصر أمنية بلباس مدني أطلقت الرصاص على المواطنين المحتجين أمام مقرات السلطة، تزامن ذلك كله مع مطالبات من البيت الفتحاوي بمحاسبة وإقالة المسئولين عن حادثة الاعتداء في بيت لحم.
وفيما أقرت لجنة التحقيق التي شكلت للتحقيق بالحادثة عقوبات بحق ضباط وضباط صف وجنود تراوحت بين الإعفاء من المهام إلى السجن، هل كانت حادثة الاعتداء تلك الأخيرة؟؟، وهل كانت حقا عفوية وفردية، أم أنها تمثل نهج تلتزم به أجهزة الضفة تجاه أي شكل من أشكال الاحتجاج على ممارسات الاحتلال بحق الفلسطينيين عامة والمقدسات خاصة؟؟!!