17.52°القدس
17.26°رام الله
16.64°الخليل
22.1°غزة
17.52° القدس
رام الله17.26°
الخليل16.64°
غزة22.1°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: زوج خديجة

1
1
ديمة طهبوب

كثيرا ما سمعت نساء يمدحن أزواجهن مدحا «إعلاميا» أو مدح «نكاية» بالأخريات أو مدح «رفع العتب» او مدحا من باب «جخوا ولا تباتوا حزانى» مع أن الواقع غير ذلك! قليلات هن اللواتي يكون مدحهن صادقا لا تسمعه صف كلمات منمقة في ذكر فضائل زوج، بل تراه حقيقة مطردة في حياتهن عونا وسندا وتقدما وافتخارا، ولعمري ذاك هو الحب الحقيقي! وقد قال أحمد بهجت «والحب في الاسلام ليس إحساسا يستقر في القلب ولا يصدقه العمل، الحب في الاسلام خطوة يومية تغير شكل الحياة حول الناس نحو الأرقى والأكرم».
من هؤلاء القليلات تفخر المرابطة المقدسية خديجة خويص بالدعم اللامتناهي الذي يقدمه زوجها لها، وهو دعم يستحق الإشادة العلنية لما له من تأثير ليس في ميزان الحياة الزوجية والأسرية لاسرتهم الصغيرة، بل لما له من عظيم الأثر في ميزان أمة ما زالت تؤمن أن الأقصى عقيدة وقفية حصرية للمسلمين غير قابل للتقسيم او الانتقاص.
من يستمع لخديجة سيفهم أنها لم تكن لتكون ما هي عليه لولا فضل الله الذي أعانها وأيدها وشد أزرها بزوج كأبي أحمد يرى في عونها جزءا من جهاده، وقد حبسته أعذار قاهرة، وترى هي في احتسابه في كل خطوة وتكبيرة ووقفة ورباط وموطئ يغيظ الكفار ردا لجميله وحسن صنيعه.
هذا الزوج الذي حصل من العلم أعلى درجاته الأكاديمية لم يحصل الشهادات فقط بل حصل كنه العلم والفقه وروح التعاليم لما رأى في خديجته أكثر من زوجة يستحوذ عليها بالأمر والنهي والقوامة التجبرية، وأكثر من أم تطعم وتكسو وتنظف، لقد رأى فيها فوق كل هذا مشروعا للأمة وحياة لسيرة الصحابيات الاوائل واحياء لدور المرأة المسلمة بعد عصور من التهميش والغياب، فكانت مساهمته بإطلاق هذا المشروع المتمثل في شخص زوجته وتقديم العون والمدد المستمر لينجح ويقدم القدوة للاخرين.
إن النموذج الذي يقدمه أبو أحمد حري بالدراسة فقد تعالى على سفاسف العادات والتقاليد البالية التي ترى المرأة تبعا ومستودعا فقط لأوامر وأماني الرجال! لقد تعالى على سفسفات شيوخ اللحى سفهاء الاراء والاحلام الذين ما قاموا بدورهم في الجهاد بل يريدون ان يثبطوا غيرهم كذلك! لقد رمى بكل المخذلات وراء ظهره وضخ بكل قوته وعلمه جهدا غير مسبوق في دعم الرباط المقدسي الذي قدم للعالم حالة متفردة يوم ظهر بصورة نساء عزل يقاومن أعتى جيوش البغي والاحتلال.
شكرا لأبي أحمد وأمثال أبي أحمد الذين يثبتون بالدليل ان الظفر بأصحاب الدين هو أعظم التجارة وان صاحب الدين لا يتحول بعد خطبة او بعد سنة زواج او عند أول مشكلة او بعد قيل وقال ليصبح كغيره من الرجال عنادا وتسلطا وكفر عشير!
لما أردنا أن نستبقي خديجة ونطلبها لنشاطات أخرى مازحتنا قائلة: اقنعوا أبا أحمد! فقلنا: نكتب له عريضة استرحام نقول له انك ملك للأمة وللأقصى، فقالت: هو يعلم بابتسامة رضى وثقة لمن خبرت مواقفه مرارا وتكرارا.
هذا النبل وهذه الفروسية وحسن المودة من أبي أحمد ظهرت في موقف خديجة يوم قالت: قلت لأبي أحمد لو اعتقلت طويلا تزوج وهيأت اولادي وبناتي!!! فثارت عليها النساء! فكان الرد الايماني المزلزل: ان الاقصى قضية اكبر من نفسي وأهلي وبيتي، انه أكبر من غيرتي ومن ضرة ومن الحياة بأسرها، ليس عن عدم اهتمام او لامبالاة ولكن ثقة بأني اذا تفانيت لأجلي بيتي الأكبر والاعظم وهو الأقصى فسيحفظ الله بيتي الأصغر، القضية أعظم من شخوصنا المحدودة التي نسخرها خدمة وحبا وطواعية في سبيل هدفنا الأعظم بالتحرير.
كان هذا الرد الخديجي ووقفت الطير على رؤوس الحاضرات فليس اهل القول كأهل الفعل وليس من استولى على قلبه وحياته حب الاقصى كمن تحرك له بين الفينة والاخرى، وليس من تعامل معه كموضوع من مواضيع ومشروع من مشاريع كمن قدمه ليكون اولويته الاولى والاخيرة.
لقد قيل «على قدر المؤونة تأتي المعونة» وقد كرم الله خديجة خويص بمهمة جلل وكانت معونته سبحانه بزوج يشاركها الهم والعمل فتتسع به أكتافها وتطول به قامتها ويقوى به عودها ويعلوبه صوتها ويتكامل معه نموذجها، ولكن الأمر تبادلي فمن أرادت مثل زوج خديجة فعليها ان تكون مثل خديجة، خديجة الأولى المحمدية وخديجة المقدسية.