عشق أبدي ووفاء منقطع النظير.. هو الملك فرانشيسكو توتي، صاحب الأقدام السحرية والتسديدات الصاروخية، فكيف لا يكون توتي معشوق الجماهير الأول في روما؟ الملك بلغ اليوم عامه التاسع والثلاثين.
سنين مرّت وتوتي يصول ويجول في ملعب الأولمبيكو، تبدّلت أجيال، أتى ورحل الكثير من النجوم على نادي روما، لكن توتي بقي دائماً في القلوب والعقول، غادر زملاء توتي الفريق بعد فترة قضوها في إيطاليا، لكن عشق القميص الذي يحمله الرقم 10 لم يسمح له بترك هذا الإرث الكروي.
فرانشيسكو، اسمٌ وُلِد في 27 سبتمبر/ أيلول 1976 في مدينة روما الإيطالية، هناك تربّى الملك على عشق كرة القدم، وتعلّم التقاليد الإيطالية، لكنه خالف الكثيرين بمهاراته وفنّياته. وصعد توتي مع الزمن، فمثّل المنتخبات الإيطالية من تحت 15 سنة حتى وصل إلى المنتخب الأول، كان نجماً وقائداً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وصاحب شخصية فولاذية وحديدية، دفعت عشاقه لتسميته "بالمصارع الروماني الأخير".
"الملك" هذا الذي بدأ مسيرته في عالم الساحرة المستديرة عندما كان عمره 8 سنوات، وصل إلى فريق العاصمة الأول سنة 1992، وهناك بدأت أولى خطوات التألق والمجد، فرسم القائد الإيطالي ذكريات خلّدت في ذاكرة التاريخ، كيف لا وهو عنوان الوفاء، حيث بقي مع ناديه في كل الظروف والأحوال، لم يفكر في ترك هذا النادي العظيم يوماً، رغم العروض المغرية التي قدمت إليه، لم يركض خلف الأموال للعب لكبرى الفرق الأوروبية، فتحوّل إلى أسطورة لن يستطيع أحد أن يزيحها مهما دارت الأيام.
صاحب الرقم 10 تميّز بمهارات كثيرة، فهو لطالما لعب شخصية القائد، طبع حاد ومهيب، قدم صاروخية لا تعرف الرحمة، فهو الذي نجح في تعذيب أقوى الحراس، على غرار زملائه في المنتخب الإيطالي، حامي عرين يوفنتوس العملاق جانلويجي بوفون، الذي ما زال يذكر تلك القذيفة التي انفجرت في مرماه، وجعلته يقف مذهولاً أمامها، وكذلك الأمر حال تولدو الذي سيبقى دائماً يستعيد الهدف الذي زرعه توتي في شباكه، وتطول القائمة كثيراً، حتى نصل إلى تلك الفنيات التي أذهل بها الجميع، وهو لطالما كان يمرر الكرات بكعب القدم ومن بين الأقدام، وأحد أشهر تلك اللقطات، حينما لعب الكرة من بين قدميّ خافيير زانيتي، أسطورة نادي الانتر، وبعد كل ذلك لا يمكن نسيان الطريقة المميزة التي يسدد بها ركلات الجزاء على طريقة "اللوب".
قائد روما خاض حتى هذا الموسم بقميص الذئاب 746 مباراة وسجل 300 هدف في مختلف المسابقات، وكذلك أقدم على تنفيذ 187 تمريرة حاسمة، أرقام تجعل "القائد الملك" رقماً صعباً في سماء الكرة الإيطالية، حيث توّج بلقب الدوري الإيطالي مرة وحيدة موسم 2000-2001، ومرتين بكأس إيطاليا، ومثلهما بالسوبر الإيطالي، وعلى الصعيد الأزوري أبرز إنجاز قام به، هو رفع كأس العالم في عام 2006، على حساب منتخب فرنسا، بصحبة زملائه كانافارو، دل بييرو، بيرلو وبوفون، فهو خاض 58 مباراة وسجل 9 أهداف بقميص المنتخب.
