17.52°القدس
17.26°رام الله
16.64°الخليل
22.1°غزة
17.52° القدس
رام الله17.26°
الخليل16.64°
غزة22.1°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

وحوش

1س
خالد معالي

الوحوش الضارية في الغابات تقتل وتصطاد فريستها؛ لأجل أن تحافظ على بقائها، وتكتفي بفريستها وتتغذى عليها فقط، إلا أنه يوجد شياطين على شكل بشر، هم وحوش تتعوذ منهم الشياطين نفسها؛ كونهم لا يقتلون لأجل البقاء والأكل بل لأجل القتل والاستمتاع بذلك، وإلا كيف نفسر رقص المستوطنين خلال حرقهم لعائلة دوابشة، ومن بينهم الطفل علي ابن العامين الاثنين، وفرحتهم بجريمتهم النكراء التي تندى لها جبين الإنسانية.

أن يخترق قبل أيام جسد الطفلة هديل الهشلمون (من مدينة الخليل) الحافظة لكتاب الله عشرات الرصاصات الحاقدة من مسافة متر أو مترين وسط الاستهزاء بها وعدم المبالاة هو قمة الإجرام، وعمل لا إنساني حتى الوحوش تتأفف وتتعوذ منه.

وبعد أن طفح الكيل تأتي مطالبة المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة بـ"وضع المجموعات الاستيطانية على قوائم المنظمات الإرهابية وملاحقة أعضائها أمام المحاكم الدولية" في الاتجاه الصحيح، على أن تتابع وتتواصل دون توقف وبزخم أكبر.

يتشرب غلاة المستوطنين من صغرهم أفكار (الغويم) وأنهم شعب الله المختار، وتصيبهم اللوثات الدينية وتنمو وتكبر معهم، ثم يمارسونها على الشعوب الأخرى؛ كونهم خلقوا لأجل خدمتهم ولا بأس بالتلذذ والاستمتاع بقتلهم، بحسب معتقداتهم الفاسدة.

أن يتلذذ الإنسان بتعذيب أخيه الإنسان هو قمة الإجرام والدونية، وهو ما يقع على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس المحتلة؛ بفعل وجود قوة قاهرة محتلة تذيقه أصنافًا من العذاب وألوانًا كثيرة منه، لم يسبقها إليها احتلال آخر عبر التاريخ.

الذي يمنع الوحوش الضارية من مواصلة قتلها لغيرها من الحيوانات هو اكتفاؤها، وغريزتها تغلب عليها وتحد من تحركها نحو القتل لأجل القتل، ومع ذلك تبقى فريستها تقاوم وقد تقتل الوحش خلال الصيد، ولكن في الضفة يريد المستوطنون القتل لأجل القتل، ويريدون الضحية أن تشكرهم على تكرمهم بقتلها وحرقها.
يقتحمون المسجد الأقصى كل يوم ويدنسونه؛ ليشعلوا المنطقة لاحقًا بحرب دينية طاحنة لا تبقي ولا تذر، ويوقدون نار الحروب كي يشبعوا تخلفهم وكراهيتهم لكل ما هو جميل وإنساني على وجه الأرض.

حتى الغابات يوجد فيها نسق عام ومعادلات طبيعية وجمال، مع وجود الوحوش الضارية فيها التي تعمل ضمن تلك المعادلات والتوازن الدقيق، إلا أن المستوطنين لا يسيرون ولا يعترفون بتوازن إنساني ولا معادلات طبيعية من حق وعدل وخير، وراحوا يقلبون كل المفاهيم وما تعارفته البشرية بحرق الأطفال وتدنيس المقدسات.

وحوش لا تمت للإنسانية بصلة، ومسخهم ربهم من قبل قردة وخنازير عقابًا لهم، وكي يتراجعوا عن ظلمهم وانحرافهم وإجرامهم، ولكن هيهات هيهات؛ فمن شاب على شيء شاب عليه، ولا حل معهم سوى تعاضد وتكاتف كل من يحمل صفة الإنسانية لوقف جرائمهم، وعدم الوقوف في طريق حاملي لواء الإنسانية والحق والعدل، وإلا ساد الطغيان وعلا، وعم الظلام الدامس ربوع الوطن، والعالم أجمع.