17.52°القدس
17.26°رام الله
16.64°الخليل
22.1°غزة
17.52° القدس
رام الله17.26°
الخليل16.64°
غزة22.1°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

لم يعد أمام عباس والفلسطينيين إلا العودة للوحدة

غع
غع
مصطفى الصواف

نمر هذه الأيام بحالة من الاضطراب والضبابية على صعيد الوضع السياسي العام والوضع الداخلي ما أدى إلى عدم وضوح في الرؤية أو تحديد مسار الحركة لدى الكل الفلسطيني، وزاد الأمر تعقيدا الإهمال العربي والدولي للشأن الفلسطيني إضافة إلى حالة التغول الصهيونية في القدس والضفة العربية واستمرار الاعتداءات بشكل أو بآخر في قطاع غزة والذي يعاني من كثير من الأزمات نتيجة الحصار والإهمال من قبل ما يسمى بحكومة التوافق مع استمرار حالة الانقسام. خطاب عباس في الأمم المتحدة لن يقدم حلا للحالة الفلسطينية الداخلية والإقليمية والدولية ولن يحمل جديدا ولن يخرج عن استعراض للوضع العام وتحميل الاحتلال المسئولية التامة وسيشمل الخطاب تحذيرات لن تكون للاحتلال بشكل مباشر بقدر ما تكون لحماة هذا الاحتلال ومن تكفل بحفظ أمنه تشير إلى احتمالية فقدان السلطة السيطرة على الأراضي الفلسطينية وتتحول الساحة الفلسطينية وفق مفهوم عباس إلى حالة من الفوضى يصعب السيطرة عليها ما يهدد أمن الكيان الصهيوني النتيجة التي لا يرغب بها محمود عباس ولا دولا عربية ولا مجتمع دولي الكل يسعى إلى الحفاظ على أمن (إسرائيل). ما زاد الأمر تعقيدا على محمود عباس وقد يجعله يعيد كتابة خطابه هو الإهمال الذي بدا واضحا في خطاب اوباما الذي لم يأتي فيه على ذكر الموضوع الفلسطيني وهذا نابع من أن أمريكا مقبلة على انتخابات بعد عام تقريبا وهي لا تريد أن تغضب اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة وكذلك لو جود قناعة لدى اوباما بأن نتنياهو لن يستجيب لأي موقف أمريكا يتعلق بالشأن الفلسطيني لأنه يعلب على وتر قرب الانتخابات الأمريكية وهو يعلم أن الحزبين الجمهوري والديمقراطي يريدان الحفاظ على مصالحهم مع يهود سواء المالية او في صندوق الاقتراع. أما هذه الحالة ماذا تبقى لمحمود عباس يمكن ان يراهن عليه فمشروع السلام الذي قاتل فيه كل ناصح بأنه غير مجدٍ ولم يدرك ما أدركه ياسر عرفات عقب كامب ديفيد واستمر أكثر من عشرين عام وهو يحاول والنتيجة باتت اليوم أكثر وضوحا، محمود عباس لم يفشل فقط في مشروعه السياسية وللعلم ليس نتنياهو هو من افشل مشروع السلام بل كل الأحزاب الصهيونية من يسارها حتى يمينها عند اللحظة الحاسمة سيكون موقفها مطابقا لمواقف نتنياهو، ولكن من افشل مشروع السلام هو أن الاحتلال لا يريد سلاما فلذلك هو يراوغ ويستغل الزمن ليصل إلى النتيجة التي نحن أمامها. عباس فشل على الصعيد الداخلي الخاص بحركة فتح أولا حيث أصيبت فتح بحالة انقسام في عهده وخلافات كبيرة بين قياداتها المختلفة ولعل حالة الصراع التي تشهدها الساحة في قطاع غزة بين تيارات الحركة واضحة للعيان ولو الأمر في الضفة كما في غزة لو جدنا أمرا مشابها هذا يعني أنه فشل في الحفاظ على تنظيم فتح متماسكا موحدا، وعلى الصعيد الوحدة الوطنية والتوافق أيضا هناك فشل نتيجة سياسة التفرد والإقصاء التي يمارسها عباس في كافة مؤسسات الشعب الفلسطيني وعلى صعيد العلاقات مع القوى والفصائل الفلسطينية مما زاد الوضع الداخلي تعقيدا وبات الانقسام مهددا للمشروع الوطني واضعف الموقف الداخلي في مواجهة الاحتلال ومشاريعه الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية. وأمام هذه الحالة وهذا الوضوح كيف الخروج من المأزق وحالة الضعف الفلسطيني والتي تشكل عنصرا مهما في الحالة الفلسطينية المؤثرة على أطراف متعددة صهيونية وإقليمية عربية ودولية والتي تشكل المتغير الأهم في الواقع والتي لم يدركها عباس حتى يومنا هذا أو لا يريد إدراكها، وعليه لا مجال أو طريق آخر يمكن أن يشكل مخرجا من هذه الحالة إلا العمل على تعزيز الوحدة الفلسطينية وإنهاء حالة الخلاف والانقسام المستشرية في الساحة السياسية وهذا لا يحتاج إلا إلى لحظة صدق من عباس مع نفسه ليتأكد أنه لم يعد هناك من مفر من تحقيق وحدة فلسطينية حقيقية قائمة على الشراكة وعلى إستراتيجية تضع الثوابت وعلى الحقوق على رأس أولوياتها. على محمود عباس أن يدرك أن الثمانين عاما هي إشارة إلى نهاية المشوار وأن كل محاولاته في صنع سلام على أساس حل الدولتين فشل فشلا ذريعا، وهو الآن مطالب باتخاذ خطوة في الاتجاه الصحيح والعمل على صناعة واقع فلسطيني جديد مخالف لكل التوقعات ثم يطلب من الشعب الفلسطيني أن يختار قيادته الجديدة على هذا الأساس، فهذا أكرم له وللقضية والشعب، فهل يفعلها عباس حتى يصحح المسار ويفتح صفحة جديدة في حياته يذكرها له التاريخ والجغرافية الفلسطينية.