18.9°القدس
18.72°رام الله
17.75°الخليل
23.94°غزة
18.9° القدس
رام الله18.72°
الخليل17.75°
غزة23.94°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

المسجد الأقصى وعهد الدم (1-2)

11
11
كمال الخطيب

* يوم الخميس 1/10/2015م كانت الذكرى السنوية الخامسة عشرة لانتفاضة الأقصى، هذه الانتفاضة التي اندلعت وانطلقت شرارتها الأولى يوم 28/9/2000م، إثر اقتحام شارون لساحات المسجد الأقصى وتدنيسه له بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي. ولأن حصيلة ومجموع الشهداء الذين قتلوا من أبناء الداخل الفلسطيني كانت ثلاثة عشر شهيدًا، هم: وسام يزبك وعمر عكاوي وإياد لوابنة من الناصرة، ومحمد خمايسي من كفر كنا، ورامز بشناق من كفر مندا، ووليد أبو صالح وعماد غنايم من سخنين، وأسيل عاصلة وعلاء نصار من عرابة، ورامي غرة من جت، وأحمد صيام من معاوية، ومحمد جبارين من أم الفحم، ومصلح أبو جراد من رفح، الذي استشهد في أم الفحم، ولأن هذه الكوكبة من الشهداء نالها شرف الاستشهاد نصرة للأقصى على مدار عشرة أيام، إذ المواجهات كانت تتسع؛ اتفق على أن يكون يوم 1/10 من كل عام يوم ذكرى شهداء هبة القدس والأقصى من أبناء الداخل الفلسطيني. 

* وإذا كان يوم الخميس هو يوم الذكرى الـ 15 لشهداء هبة الأقصى 1/10/2000م؛ فإن يوم الخميس القادم 8/10 سيكون يوم الذكرى الـ25 لمجزرة الأقصى التي وقعت يوم 8/10/1990م، وقتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في ساحات الأقصى خلالها 22 شهيدًا فلسطينيًّا، كان أحدهم الشهيد عدنان خلف ابن مدينة طمرة وابن الداخل الفلسطيني.

إنه يوم 8/10/1990م، وإنه يوم 1/10/2000م، وإنه يوم 28/9/2015م، يوم الإثنين الأخير، الذي اقتحمت فيه قوات الاحتلال وجنودها من كل التشكيلات القتالية ساحات المسجد الأقصى، وأطلقت القنابل الصوتية والدخانية والرصاص المطاطي، يتقدمها الدرع المحصن المتحرك ليسهل عليها اقتحام المسجد أمام حجارة المدافعين عنه، وليكون المسجد الأقصى وساحاته على موعد جديد من عطاء شعبنا وأهلنا من القدس والداخل الفلسطيني، ولتسيل دماؤهم مجددًا في ساحاته وعند محاريبه في موسم جديد من مواسم ضريبة العطاء والفداء للمسجد الأقصى المبارك. 

* واليوم مع استمرار المجزرة والهجمة المتواصلة على المسجد الأقصى المبارك من قبل الاحتلال الإسرائيلي، والهدف من ذلك واضح وجلي، إنه السعي إلى التقسيم الزماني للمسجد الأقصى تمهيدًا للهدف النهائي والجريمة النكراء بإقامة الهيكل المزعوم على أنقاض قبة الصخرة المشرفة في ساحات المسجد الأقصى.

هذه الهجمة من أبرز ملامحها الضرب والتنكيل والاعتقال والسحل، ونزع الحجاب عن رؤوس المرابطات، وشتم الرسول (صلى الله عليه وسلم)، واقتحام المسجد بالأحذية، وتمزيق المصاحف، وتقييد سن المصلين، وإغلاق المسجد في أوقات كثيرة، وأوامر الإبعاد عن القدس والأقصى، وبناء الكنس فوق الأرض وتحت الأرض، ويصاحب هذا كله إغلاق المؤسسات والمحاكمات الظالمة، ليتوج كل ذلك بالدماء الطاهرة تسيل من أجساد ورؤوس المرابطين والمرابطات، والمصلين والمصليات في ساحات المسجد الأقصى، حيث المشهد يتكرر مع كل اقتحام وكل تدنيس. 

* ولكن كما أريد لمجزرة الأقصى عام 1990م أن تنطوي صفحتها، وتُنسى مع دوي وهدير آلة الحرب، والحراك السياسي للتحالف الدولي لضرب العراق؛ إن (السيناريو) نفسه يتكرر اليوم، إذ يراد للهجمة الإسرائيلية الصهيونية على الأقصى أن تنطوي صفحتها وتنسى، ولا يتوقف عندها ولا يُتنبه إليها، مع الانشغال بدوي وهدير طائرات ومدافع التحالف العربي والدولي ضد تنظيم "داعش" _ظاهريًّا_ في العراق وسوريا، والتحالف العربي الخليجي ضد جماعة الحوثيين في اليمن. 

لكن الأخطر في الحقيقة هو دوي الطائرات ورصاص الثورات المضادة التي قادها الفاسدون والمجرمون من الحكام والطواغيت الذين أمعنوا في شعوبهم قتلًا وذبحًا وتهجيرًا، هذا حال مصر وسوريا والعراق وليبيا.
* إنها حكومة "نتنياهو"، وقد نظرت حولها لتجد السيسي في مصر ينقلب على الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي، ويمعن في شعب مصر ذبحًا وسجنًا وقمعًا، ولتجد بشار الأسد في سوريا يحرق ويدمر ويشرد مدن سوريا وأهلها، وهكذا حال العراق واليمن وليبيا، ومَن لا تُدمَّر بلاده فإنه يشارك في تدمير بلاد دول أخرى. 

وإنها حكومة "نتنياهو" وقد نظرت حولها لتجد الرئيس الفلسطيني "أبا مازن" يقمع شعبه ويلاحق كل من يخالفه، بل إنه الذي سخر أجهزته الأمنية لخدمة الاحتلال فيما سمي التنسيق الأمني، الذي وصل إلى حد تبادل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والفلسطينية المعلومات، والتشارك في قمع كل تحرك فلسطيني ضد الاحتلال. 

إنها إذن المجزرة التي ترتكب هذه الأيام في حق المسجد الأقصى المبارك والاستهداف والتهويد، والأنظمة تقمع الشعوب، والشعوب ترزح تحت الظلم والجهل أو الفقر، وتتشكل تحالفات دولية ظاهرها مقاتلة "داعش"، وحقيقتها مقاتلة كل الأصوات الصادقة والخيرة التي انطلقت تدعو إلى العودة إلى الهوية الإسلامية الصافية.