17.77°القدس
17.48°رام الله
16.64°الخليل
22.59°غزة
17.77° القدس
رام الله17.48°
الخليل16.64°
غزة22.59°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

بعد الجمعية العمومية ماذا نحن فاعلون؟

2
2
أيمن أبو ناهية

بهذه الكلمات أنهى الرئيس محمود عباس خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبها أبدأ هذا المقال بأن السبب في تعطيل أي قرار أممي ليس فقط الفيتو الأمريكي الغاضب على الفلسطينيين والمنحاز كالعادة كليًّا للاحتلال، فقد عددته في مقال سابق تحصيل حاصل، وإنما السبب الرئيس هو الاحتلال نفسه، حتى لو مرر مشروع القرار الفلسطيني العام الماضي بإقامة دولة فلسطينية؛ فأين ستقام؟!، وكيف في ظل تقطيع أواصر الصلة بين الأراضي الفلسطينية بفعل الاستيطان المتغول فيها، وتآكل الأرض، وأصبحت المساحة التي يمكن أن تقوم عليها الدولة الفلسطينية أقل من 13% من المساحة الكلية لفلسطين التاريخية، بعد أن ضم الاحتلال إليه كل الأراضي التي استولى عليها بعد حرب عام 1967م، وكل الأراضي التي قضمها بعد إقامة الجدار العازل، وكل الأراضي التي يصادرها وفق قانون جيش الاحتلال لأسباب أمنية (وهي بالمناسبة قرارات لا يقبل الطعن فيها أمام المحكمة العسكرية الإسرائيلية). 

في هذا الصدد علينا أن نتوقف أمام الإشارات المباشرة والواضحة في الموقف الإسرائيلي من الخطوة الفلسطينية؛

فقد سبق أن رفض الاحتلال ولا يزال يرفض مشروع القرار العربي الفلسطيني الذي قدمته الأردن بالنيابة عن المجموعة العربية رسميًّا إلى مجلس الأمن الدولي؛ لأنه ينظر إلى الشروط التي تضمنها مشروع القرار على أنه ينسف كل خططه في إطالة زمن المفاوضات ليستمر في الاستيطان والتهويد، وما يترتب على ذلك أيضًا من تغيير الطبيعة الديمغرافية للسكان بالإخلال بالتركيبة السكانية في الضفة الغربية والقدس بمئات من المستوطنات والوحدات الاستيطانية.

الاحتلال يرفض تمامًا فكرة العودة إلى حدود عام 1967م، وينص مشروع القرار على ضرورة أن يستند أي حل يتوصل إليه بالتفاوض إلى عدة عوامل منها حدود 1967م، والاتفاقات الأمنية، فمدينة القدس تعني له تكريس الدولة العبرية العنصرية، ودونها ينسف مشروع هذه الدولة اليهودية. 

ماذا قال وزير المالية الإسرائيلي السابق رئيس حزب "يوجد مستقبل" يائير لبيد؟, قال: "لن نوافق على تقسيم القدس، هذا لن يحدث أبدًا، وإن كنا نوافق على إمكانية الاتفاق دون تقسيم القدس".

سحقًا للمفاوضات التي ستجبرنا على الاعتراف بدولة عنصرية، وتسلب أرضنا ووطنا ومقدساتنا وتجردنا من حقوقنا، وتعلن أن القدس ليست عاصمة فلسطين, وأن الاستيطان باقٍ على حاله, ولا عودة لحدود 67, وتتجاهل حق العودة تمامًا، وترجعنا إلى نقطة الصفر في المفاوضات، إذن على ماذا سنقيم الدولة وما هي مقوماتها وحدودها؟، يبدو أننا استيقظنا على حقيقة مرة أنه لا أمل مطلقًا في هذه المفاوضات التي لم تتحرك قيد أنملة والقاضية بحل الدولتين، وأن كل ما يسعى إليه نتنياهو هو الاعتراف بيهودية الدولة، وأن (إسرائيل) دولة دينية لا تسمح لغير اليهود بأن يكونوا جزءًا منها، وهو ما نرفضه قيادة وشعبا.

الأهم في خطاب عباس أنه أشار إلى استمرار الاعتداءات على الشعب الفلسطيني، وخطورة الموقف في المدينة المقدسة، خصوصًا الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك، وكان آخرها اقتحام المستوطنين المتطرفين المسجد الأقصى، ومحاولات حكومة نتنياهو تقسيم المسجد زمانيًّا ومكانيًّا تمهيدًا للاستيلاء عليه وهدمه لبناء الهيكل المزعوم مكانه، ما أشعل العواصم العربية والإسلامية والغربية احتجاجات غاضبة على ما يحدث في القدس من تهويد وحفريات وتهجير وقتل متعمد، واعتداء مستمر على المسجد الأقصى، وقد أنهى خطابه بعبارة: "امنعوا وقوع نكبة جديدة في الأرض المقدسة".

الآن السؤال الأهم بعد خطاب عباس: ماذا نحن فاعلون؟، الانضمام إلى المنظمات الدولية خطوة إيجابية، ولكن تحتاج إلى خطوات داخلية كثيرة كي لا نكرر الخطأ كما في السابق, ألا وهو الرجوع إلى الوحدة الوطنية، وإنهاء حالة الانقسام؛ للتصدي لمشاريع الاستيطان والتهويد وحماية المسجد الأقصى.