17.77°القدس
17.48°رام الله
16.64°الخليل
22.59°غزة
17.77° القدس
رام الله17.48°
الخليل16.64°
غزة22.59°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

لماذا زيارة غزة الآن؟!

4
4
يوسف رزقه

بعيد اعتقال أجهزة الأمن الصهيونية لأعضاء خلية نابلس، مستفيدة من المعلومات الاستخبارية التي قدمتها لها أجهزة سلطة رام الله، قررت قيادة السلطة تزويد وسائل الإعلام بقرار المنظمة والسلطة إرسال وفد إلى غزة لبحث موضوع المصالحة وحكومة الوحدة، والانتخابات. 

السؤال الذي يدور بخلد المواطنين في غزة وغيرها يقول: لماذا الآن؟! أي لماذا لم تكن الزيارة قبل خطاب عباس في الأمم المتحدة مثلا والجميع في حاجة إلى توحيد الصف الفلسطيني ؟! لماذا بعد هبة القدس وإرهاصات الانتفاضة الثالثة قرروا إعلاميا إرسال وفد لغزة ؟! أو قل لماذا قرروا هذا بعد المشاركة في تسليم واعتقال خلية نابلس؟! لماذا الإعلان عن الزيارة بعد أن امتلأت وسائل الإعلام باتهامات أجهزة السلطة بالخيانة، وبعد أن شكرت (إسرائيل) السلطة على المعلومات وعلى تواصل التنسيق الأمني؟! 

عباس وسلطته لا يريدون انتفاضة ثالثة، ويعملون ضدها بكل الوسائل( هذا قول لا يحتاج نقاشا ولا دليلا؟!) . و(إسرائيل) لا تريد انتفاضة ثالثة، وتعمل كل ما في وسعها لمنع تفجرها، واحتواء مقدماتها وإرهاصاتها. إن تماهي السلطة والعدو في هدف منع تفجر انتفاضة ثالثة، أناط بكل منهما عملا يناسب قدراته ودوره. (أليس كذلك؟!)

(إسرائيل) تستخدم القوة والسلاح والاعتقال والقتل والتصعيد العام، لمنع تواصل أعمال الانتفاضة. والسلطة تعمل على احتواء الانتفاضة، بمنع المتظاهرين من الاقتراب من نقاط التماس مع العدو، و تعتقل الشباب الغاضب، وتعمل على احتواء المنتفضين باللغة المناورة حول الوطنية، والمصالحة. ومن هنا يأتي تصريح المنظمة وصائب عريقات عن إرسال وفد من المنظمة برئاسة عزام الأحمد إلى غزة للبحث في المصالحة والحكومة والانتخابات.( صحوة الوطنية جاءت الآن؟!). 

جل تعليقات الفيس بوك تحذر قادة حماس في غزة من أهداف الزيارة، وتنبهها إلى النظر جيدا في أسباب الإعلان المفاجئ عنها الآن، بلا مناسبة أو تمهيد. قادة السلطة والمنظمة في نظر المتداولين على (الفيس بوك ) يناورون على حماس وغزة. وهم لا يهدفون للموضوعات المذكورة آنفا في كلام عريقات والمنظمة. وإنما يهدفون إلى إلهاء حماس، من ناحية، لتخفيف انتقاداتها لجريمة تسليم خلية نابلس. ويهدفون إلى تغيير المشهد الإعلامي من الشاشة التلفزيونية، التي اتخذت من خبر الانتفاضة الثالثة خبرا أولا، وأدارت نقاشات حوارية حول التنسيق الأمني. 

غزة لا تريد زيارة الأحمد في هذا التوقيت، لأن الزيارة ملغومة بأهداف غير وطنية، وهي زيارة تعمل ضد الانتفاضة. إن إجهاض الانتفاضة التي تعيش إرهاصاتها الضفة والقدس يتطلب الإعلان عن زيارة غزة. الانتفاضة تمثل مطلب غالبية سكان القدس والضفة وغزة. ولا يقف ضد الانتفاضة غير عباس وبطانته المستفيدة من التنسيق الأمني فوائد شخصية بحتة. زيارة وفد المنظمة لغزة إعلان مغشوش. 

غزة في نظر الأغلبية الغالبة لا تريد زيارة تهدف إلى احتواء الانتفاضة الثالثة، مع مواصلة خدمة العدو من خلال التنسيق الأمني وملاحقة رجال المقاومة. غزة تريد من السلطة أن ترفع يدها العدوانية عن شباب الانتفاضة، وتريد وقف التنسيق الأمني، وتشكيل قيادة وطنية موحدة لتوجيه الانتفاضة وتنسيق أعمالها في غزة والضفة والقدس. 

غزة التي بح صوتها في المطالبة بالانتخابات، وحكومة الوحدة الوطنية، ووقف التنسيق الأمني المعيب، لا تريد زيارة الأحمد ولا غيره، في هذه الأوقات المغشوشة، وإنما تريد قرارات وطنية تحمي حق الشعب في الانتفاضة والمقاومة.