17.77°القدس
17.48°رام الله
16.64°الخليل
22.59°غزة
17.77° القدس
رام الله17.48°
الخليل16.64°
غزة22.59°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

انتفاضة أم عصيان مدني؟

ايمن ابو ناهية
ايمن ابو ناهية
أيمن أبو ناهية

لا نعلم ما مدى هذه الهبة الجماهيرية الآخذة في التصاعد واشتداد حدة المواجهات بين المواطنين في مختلف أنحاء الضفة وبين قوات الاحتلال في الأيام الأخيرة ، ولا تزال الأوضاع مرشحة للمزيد من التصعيد والتحدي، كما لا ندري هي انتفاضة حقة أم ثورة على الظلم والعدوان بدايتها عصيان مدني حتى تصل الى ذروة الثورة الحقيقية على غرار الانتفاضات الفلسطينية السابقة؟ 

لقد كثر الحديث عن نشوب انتفاضة ثالثة او ما تعرف بـ"انتفاضة القدس" والبعض امثال ناصر اللحام يتحدث عن عصيان مدني، كل هذا وارد وقابل للتغير وفي لحظة ما تنقلب الامور على عقب ويتحول الى جرف جارف لا يحمد عقباه ولا يمنعه لا رصاص ولا قنابل وقذائف ولا قوانين الاحتلال ولا حجارة المستوطنين وتحصيناتهم الهشة كما حدث في عام 2000م حيث اندلعت انتفاضة الاقصى دفاعا عنه وقبلها الانتفاضة الاولى في عام 1987م التي رفضت الاحتلال وقوانينه العسكرية بالإضافة الى حالة الغليان التي كانت في نفوس الشعب الفلسطيني من مجازر صبرا وشاتيلا في لبنان عام 1982م، واليوم يعيد هذا المشهد للأذهان المؤامرة لما يحدث للاجئين الفلسطينيين في سوريا. 

نحن لسنا متفاجئين مما يحدث الآن في القدس والضفة وباقي مدن 48، فالأمور كانت على وشك بركان نتيجة الممارسات القمعية والاعمال الوحشية التي تمارسها جماعات التطرف والمستوطنين وقوات الاحتلال رغم كل الاصوات من كل الجهات الدولية والاقليمية، التي تدعو الى التهدئة وعدم التصعيد تجنبا للتداعيات المدمرة المحتملة، إلا ان مجرد الدعوة الى التهدئة ليست كافية ولا تلبي متطلبات الاستقرار المأمولة في ظل الاجراءات والقوانين التصعيدية الاستفزازية التي اقرتها الحكومة الاسرائيلية.

اننا لسنا مختلفين على تسمية ما يجري من هبة جماهيرية في الاراضي الفلسطينية المحتلة والتي هي في الغالب في مناطق "ج" غير الخاضعة للسلطة الفلسطينية، فهذا كان متوقعا وقد حذر رئيس السلطة وجميع الفصائل والمنظمات المحلية والدولية من مغبة التصعيد الاسرائيلي في الاعتداءات على المسجد الاقصى وسياسة التهويد والاستيطان الممنهجة في مدينة القدس والضفة، وعلى العكس من ذلك، فبدل من ان تبحث حكومة الاحتلال عن مخرج من هذا المأزق تمعن في تشديد القبضة الحديدية بالزيادة في الاعتقالات وإطلاق النار والاستمرار في الاستيطان والتهويد والتهجير والحصار.

إن الاحتلال هو المسؤول المباشر عن موجة الغضب والتصعيد واطلاق يد المستوطنين في القتل والتخريب، وقد ترتفع وتتصاعد المواجهات وقد تهدأ، ولكن بدون ازالة الاحتلال فإن المنطقة ستظل مرشحة للانفجار في اي وقت من الاوقات ولن تهدأ سواء طال الزمان او قصر. يجب ان ينتهي الاحتلال وهو اساس التصعيد والتوتر وعدم الاستقرار. واية دعوة للتهدئة يجب ان ترافقها دعوات واعمال وضغوط وكل الوسائل الاخرى، لكي ينتهي أطول احتلال في التاريخ المعاصر، ويجب ان يتوقف الاستيطان فورا وتتوقف ممارسات تهويد القدس ويجب ان يعترف بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، في الوقت الذي بدأت دول العالم قاطبة تتفهم مواقفنا وتدعم حقوقنا واعترافهم بحق تقرير مصيرنا ونيل حريتنا كباقي شعوب الارض، وقد ارتفع علم دولتنا عاليا في الامم المتحدة واصبحت فلسطين عضوا في منظماتها وهذا دليل على عدالة قضيتنا وانهاء الاحتلال.

أقول: ان العالم اليوم قد تغير ولا بد من تدعيم هذه الحالة والايجابية المميزة بتوثيق الممارسات ضدنا وايصال ممارسات الاحتلال المدمرة ضد ارضنا وشعبنا، الى مسامع الذين لا يسمعون ولا يرون الا الاحتلال بعين واحدة.