20.48°القدس
20.11°رام الله
18.86°الخليل
23.51°غزة
20.48° القدس
رام الله20.11°
الخليل18.86°
غزة23.51°
الأربعاء 30 أكتوبر 2024
4.84جنيه إسترليني
5.27دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.04يورو
3.73دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.84
دينار أردني5.27
جنيه مصري0.08
يورو4.04
دولار أمريكي3.73

خبر: الليكود في قبضة فايغلين

على الرغم من أنّ حوالي 75 في المئة من منتسبي حزب الليكود صوّتوا لصالح بنيامين نتنياهو كرئيس للحزب وكمرشحه لرئاسة الحكومة القادمة، إلاّ أنّ حقيقة تصويت 25 في المئة من منتسبي الحزب لموشيه فايغلين منافس نتنياهو، يحمل في طياته دلالات هامة وعميقة، وسيكون لذلك إسقاطات كثيرة. لم يكن من المفاجئ أن يفوز نتنياهو مرة أخرى وبفارق كبير برئاسة الليكود، لكن المفارقة أنّ ربع منتسبي الليكود قد صوّتوا لصالح فايغلين، الذي يمثّل أقصى اليمين الديني المتطرف، والذي يتزعّم جناح "القيادة اليهودية" في الليكود. صحيح أنّه من المستحيل أن يتمكّن طرف فلسطيني من التوصل لتسوية سياسية للصراع مع حكومة يقودها نتنياهو، أو زعيم أيّ حزب صهيوني آخر، بسبب مواقف هؤلاء التي لا يمكن على أساسها التوصل لتسوية للصراع تضمن تحقيق "الحد الأدنى" من المطالب الفلسطينية، مع ذلك فإنّ تصويت ربع منتسبي حزب الليكود الحاكم لشخص مثل فايغلين يدلل على أنّ الحلبة السياسية الإسرائيلية تتجه بجنون نحو مزيد من التطرف والعنصرية والشوفينية. [color=red]من هو فايغلين؟[/color] يصلح البرنامج السياسي ل"القيادة اليهودية"، التي يقودها فايغلين، لرسم تصوُّر حول مستقبل الجهود التي تبذل من أجل تسوية الصراع بين العرب والإسرائيليين بشكل سلمي، في ظل تسرب المتدينين إلى داخل الأحزاب العلمانية الكبيرة. فحسب هذا البرنامج، فإنّه يتوجّب على "إسرائيل" ضم جميع الأراضي العربية التي احتلت عام 1967 بوصفها أراض "محررة"، وطالب البرنامج بفرض السيادة اليهودية على المسجد الأقصى المبارك، وتدميره وإقامة الهيكل الثالث على أنقاضه "على اعتبار أنّ القيام بهذه الخطوة سيشكّل ضمانة لتحقيق السلام في المنطقة". ولا خلاف داخل الحلبة الحزبية الإسرائيلية على أنّ نواب ووزراء الليكود الذين وصلوا إلى مقاعدهم في الحكومة والكنيست بفضل تأييد "القيادة اليهودية" هم الأكثر شراسة في رفضهم لوقف الاستيطان وإبداء مظاهر حسن النية تجاه السلطة الفلسطينية، حتى أنّهم يتجاوزون ممثلي الأحزاب الدينية في الحماس للبناء في المستوطنات. ولقد تمكّن هؤلاء النواب والوزراء من إلزام نتنياهو بتحدي الإدارة الأمريكية عبر رفضه تمديد فترة تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية والقدس، على الرغم من المغريات الكبيرة جداً التي عرضها الرئيس أوباما على "إسرائيل" من أجل مواصلة التجميد. وقد حرص الوزراء والنواب الذين توصلوا لصفقات مع "القيادة اليهودية" على إلزام الحكومة والجيش بعدم هدم المنازل التي بناها المستوطنون دون الحصول على إذن من الحكومة، ووصل الأمر إلى تمكُّنهم من إلزام نتنياهو بعدم الإذعان لقرارات المحكمة العليا التي قضت في كثير من الأحيان بإخلاء منازل فلسطينية سيطر عليها المستوطنون في القدس والخليل. ولقد لعب الوزراء والنواب التابعين ل"القيادة اليهودية" دوراً أساسياً في إلزام الحكومة بمضاعفة الدعم الاقتصادي للمستوطنات اليهودية، وتقديم المزيد من المغريات المادية لليهود من أجل إقناعهم بالقدوم للإقامة في هذه المستوطنات، وذلك من أجل تعزيز الثقل الديموغرافي لليهودي في الأراضي المحتلة. وترى "القيادة اليهودية" أنّه لا يوجد شعب فلسطيني ولم يكن مثل هذا الشعب، وليس للفلسطينيين الرغبة في العودة إلى الأراضي التي هجروا منها، في حين تعتبر أنّ القمع والحروب هما السبيل الوحيد للقضاء على آمال الفلسطينيين والعرب في استعادة فلسطين. وتنضح أدبيات "القيادية اليهودية" بالدعاوى العنصرية، فهي ترى أنّه يمكن السماح ببقاء الفلسطينيين في مناطق تواجدهم الحالية فقط في حال قبلوا بالسيادة اليهودية على الأرض ورضوا بتجريدهم من حقوق "المواطنة"، في حين أنّ ممارسة الفلسطينيين حق المصير سيكون ممكناً فقط في حال انتقلوا للعيش في الدول العربية، ولا يخفي فايغلين أنّ هدفه من تقديم هذا الطرح هو العمل على طرد الفلسطينيين للدول العربية. [color=red]نظرة عنصرية[/color] يحمل فايغلين نظرة عنصرية قاتمة عن العربي، فالعربي، في نظره، يعني الصحراء، حيث يقول: "العربي لا يعيش في صحراء، بل هو يوجدها، العرب لا يعرفون الإبداع، ويميلون للعيش متطفلين على الأمم الأخرى".وتولي "القيادة اليهودية" بزعامة أهمية قصوى لفكرة "صراع الحضارات" بين اليهودية والإسلام، وتعتبرها حتمية. ويقول فايغلين: "الغرب بجهله يركّز على ظاهرة أسامة بن لادن، كما لو كانت ظاهرة منعزلة عن طبيعة الإسلام"، ويضيف: "كل طفل يولد في القاهرة هو ابن لادن، إنّ حلم كل طفل مصري يتمحور بشكل تلقائي حول أيّ برج سكني يمكنه إسقاطه". ويتّهم فايغلين الغرب بالتزلّف للإسلام، وهو يرى أنّ الإسلام بوصفه ديناً "إجرامياً" يتوجّب "مواجهته بدلاً من التزلُّف له، ونفاق معتنقيه". ويرى فايغلين أنّه يتوجّب على "إسرائيل" والمنظمات اليهودية في جميع أرجاء العالم الحرص على إقناع أكبر قدر من الدول على التجنُّد من أجل توجيه ضربة قاصمة للعالم الإسلامي والسعي لمنع المسلمين من القفز إلى قياد العالم. ويعتبر فايغلين أنّ إقدام "إسرائيل" على تدمير المفاعل الذري العراقي عام 1981 يصلح ليكون نموذجا لما يتوجّب أن يكون عليه نمط سلوك العالم تجاه الدول العربية والإسلامية. إنّ صعود نجم فايغلين في الحلبة السياسية الإسرائيلية يحمل في طياته دلالات واضحة وجلية، فهذا الصعود يعكس اتجاه بوصلة المجتمع الصهيوني، وهو يفضح زيف ادعاء المنافحين عن خيار التسوية مع هذا الكيان.