مزيد من الإجراءات العدوانية اتخذتها حكومة الاحتلال ضد الفلسطينيين اعتقادا منها أن ذلك يسهم في خروجها من المأزق الحالي الذي تعيشه في الضفة الغربية والقدس.
الإجراءات الجديدة تستهدف كل من له علاقة بالعمليات الفدائية التي تحدث، وهي سلسلة من القرارات التي اتخذتها حكومة نتنياهو بهدف الحد من استمرار عمليات المقاومة التي أدخلت المستوطنين في حالة من الرعب والخوف، وسط حالة من الإرباك تعيشها الأجهزة الصهيونية وعجزها عن وقف الانتفاضة أو الحد من تصاعدها.
حيث تمكنت ثلة من الشبان الفلسطينيين من توجيه ضربات أمنية قاسية لمنظومة الاحتلال العسكرية والأمنية والشرطية، وإيقاع الخسائر في صفوف الجنود والمستوطنين وتسديد الضربات بقوة وسط حالة من الجرأة والإقدام قل نظيرها.
خرج هؤلاء الشبان بما يملكون من سكاكين يمزقون بها أوهام الاحتلال بأنه تمكن على مدار عشر سنوات من فرض سطوته الأمنية، ويعيدونه إلى المربع الأول وهو دائرة الخوف والرعب وفقدان الأمن.
كل ذلك فضح نتنياهو، رئيس حكومة الاحتلال، الذي يقف عاجزا أمام ما يحدث، ويصدر قرارات عبثية تزيد من ورطته وتسكب مزيدا من الزيت على النار.
عوامل تصاعد انتفاضة القدس متوفرة طالما واصل الاحتلال عدوانه وارتكب مزيدا من الجرائم الدموية وتنفيذ الإعدامات الميدانية التي تدفع الشبان الفلسطينيين لمواجهة الاحتلال وسياسته القمعية التراكمية التي لم يعد من الممكن السكوت عليها.
كل الإجراءات التي يتخذها نتنياهو وحكومته ستفشل أمام الشباب الفدائي الذي اتخذ القرار بعيدا عن سراديب مسيرة التسوية.
ننتظر مزيدا من عمليات المقاومة في أسبوعها الثالث، وتعالي أصوات الجمهور الصهيوني مما يحدث، وتهور نتنياهو أمام إصرار المقاومة على إيلام الاحتلال وتدفيعه ثمن جرائمه التي يرتكبها يوميا ضد الأبرياء، وأن محاولات البعض لنجدة نتنياهو وإخراجه من ورطته ستفشل.
ستشهد المنطقة حراكا سياسيا يقوده وزير الخارجية الأمريكي لإخراج طرفي التسوية نتنياهو - عباس من الأزمة التي يعيشانها نتيجة اندلاع انتفاضة القدس.
تعمل بعض الدول العربية على تدارك ما يحدث ونجدة نتنياهو باعتبار أن الانتفاضة تفضح أطراف التسوية التي يمثل نتنياهو محورها على الرغم من صلفه وإجرامه.
فشلت محاولاتهم الأولى حتى الآن، وسيعاودون الكرّة مجددا لوقف الانتفاضة ومنع تصاعدها مقابل حراك شكلي لنجدة نتنياهو.