في ظل الأزمات التي يعانيها سكان قطاع غزة، جراء الحصار الظالم المفروض عليه، هناك أزمة قديمة جديدة، حاولت وزارة التربية والتعليم في قطاع غزة وبالتعاون مع نقابة المعلمين التحرك لتطويق أزمة نقل المعلمين من شمال القطاع وجنوبه إلى مدارسهم في مديريات التعليم المختلفة.
أزمة استطاع المسؤولون بالنقابة والوزارة تطويقها العام الماضي، ولكن ومنذ بداية هذا العام الدراسي، يجد المسؤولون صعوبة في توفير الدعم المالي اللازم، لتوفير المواصلات للمعلمين من وإلى مدارسهم.
الوزارة والنقابة تواصلان الجهود
وخلال حديثه لـ"فلسطين الآن" أكد الأستاذ خالد المزين نقيب المعلمين بقطاع غزة، أن النقابة والوزارة مازالت تبذل جهوداً كبيرة لتأمين الدعم المالي اللازم، لاستكمال مشروع توفير المواصلات للمعلمين.
وأضاف المزين:" العام الماضي استطعنا بالتعاون مع الوزارة توفير المواصلات بعد التواصل مع إحدى الجمعيات الخيرية، وقمنا بتوفير المبلغ اللازم للمشروع"، مبيناً أنه ومنذ بداية العام الدراسي الجديد حاولنا تجديد المشروع إلا أن الجمعية رفضت لأنها لا تستطيع تغطية تكلفة المشروع بالكامل.
وبين نقيب المعلمين أن مشروع توفير المواصلات كلّف العام الفائت ما يقارب الـ 210 ألف دولار، موضحاً أن إحدى الجمعيات الخيرية قامت بتوفير دعم للمشروع لمدة شهر واحد ولم تستطع توفير الدعم للشهر الحالي.
وأشار المزين أن النقابة تحاول توفير الدعم ولم تصل لطريق مسدود حتى الآن، والنقابة بالتعاون مع الوزارة لديهم الخيارات العديدة للتغلب على هذه المشكلة.
وفي ذات السياق أكد د. زياد ثابت وكيل وزارة التربية والتعليم العالي، أن وزارته تتعاون مع جميع الأطراف لحل هذه المشكلة، مشيراً أن الوزارة تسعى لتوفير المواصلات لجميع المعلمين.
وقال ثابت:" الوزارة لديها العديد من الخيارات لحل هذه المشكلة"، مبيناً أن أحد الخيارات المطروحة للمناقشة، هو أن تقوم وزارة المالية بتوفير الباصات للمعلمين مقابل خصم بدل المواصلات الذي تعطيه المالية للموظفين بحسب مناطق سكناهم.
وأضاف ثابت:" تكلفة توفير الباصات للمعلمين هي قرابة ألــ40 ألف دولار للشهر الواحد"، وفي ظل هذه الأوضاع لن تجد من يمول هذا المشروع, مؤكداً سعيهم للحصول على تمويل.
أزمة ومعاناة
في الجانب الآخر يشتكي المعلمون من عدم وضوح الرؤية لديهم وتركهم فريسة للشائعات التي يتناقلها المعلمون، دون أي إجابات واضحة من قبل المسؤولين.
أحد المعلمين الذين يعانون من ذلك، أكد لـ "فلسطين الآن" أنهم يرفضون اقتراح الوزارة الجديد بتوفير المواصلات لهم مقابل خصم بدل المواصلات التي يتقاضونها مع رواتبهم، بسبب المشاكل التي يجدونها في الباصات.
وشدد على أن بعض الباصات الآن تصل حمولتها لــ 77 راكب، بزيادة 20 راكب عن حمولة الباص، ويبقى هؤلاء المعلمين طوال الطريق من الجنوب لغزة والعكس، واقفين على أرجلهم، عدا عن الانتظار لأوقات طويلة حتى يصل جميع المعلمين.
وناشد المعلم جميع المسؤولين سواء في النقابة أو في الوزارة بالعمل السريع لإنهاء معاناتهم، مبيناً أنهم ينتظرون قرارات الوزارة بهذا الخصوص.
وفي رده على هذا الموضوع أكد الأستاذ خالد المزين أنه هناك بعض الاشكالات في الباصات سيتم حلها عما قريب، مشيراً إلى أن النقابة تعمل بإمكانات شبه معدومة لدعم المعلمين.
