18.82°القدس
18.5°رام الله
17.19°الخليل
23.84°غزة
18.82° القدس
رام الله18.5°
الخليل17.19°
غزة23.84°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

حماس في جنوب أفريقيا.. الدلالات السياسية

رأفت مرة
رأفت مرة
رأفت مرة

كان لزيارة وفد قيادي من حركة حماس برئاسة المجاهد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة إلى جنوب أفريقيا نتائج سياسية مهمة؛ فهذه الزيارة على هذا المستوى كرّست مسيرة من التواصل بين حركة حماس وجنوب أفريقيا، إذ عقدت لقاءات كثيرة سابقة، وكانت هناك اتصالات على مستوى المسؤولين الرسميين والحزبيين في جنوب أفريقيا.

وتعد جنوب أفريقيا علاقتها مع حماس امتدادًا لعلاقتها مع الشعب الفلسطيني وقواه المطالبة بالحرية، وطالما وقفت جنوب أفريقيا إلى جانب الشعب الفلسطيني ماضيًا وحاضرًا، والمسيرات الشعبية في جنوب أفريقيا الداعمة لفلسطين من أكبر مسيرات العالم، والقوى السياسية والمدنية في جنوب أفريقيا معنية بنقل تجربتها في التحرّر من الاستعمار إلى الشعب الفلسطيني.

في الزيارة التقى الوفد رئيس جنوب أفريقيا رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم جاكوب زوما، ووقع رسالة نوايا مشتركة مع حزب المؤتمر الوطني، للاستفادة من تجربة الحزب في التحرر ومواجهة النظام العنصري.
وأكد في الزيارة رفض الاحتلال والعنصرية في جنوب أفريقيا وفلسطين، وأكد رئيس جنوب أفريقيا وقوفه إلى جانب الحق الفلسطيني، ورفض كل صور العنصرية.

زيارة حركة حماس إلى جنوب أفريقيا مهمة جدًّا؛ فهذه الزيارة بهذا المستوى دليل على قوة حماس وحضورها الإقليمي، ولجنوب أفريقيا حضور سياسي ودبلوماسي مؤثر على المستوى الدولي.

وأحدثت هذه الزيارة انزعاجًا شديدًا لدى الكيان الصهيوني، الذي استدعى نائب السفير الجنوب أفريقي في فلسطين المحتلة؛ فيخشى الكيان أن تكون هذه الزيارة بداية كسر قطيعة دولية مع حركة حماس أكبر قوى المقاومة في فلسطين، ويتخوف من أن تتلاقى أفكار قيادة جنوب أفريقيا ومسيرتها النضالية الطويلة وأفكار حركة حماس.

فنضال شعب جنوب أفريقيا وقواه السياسية أسقط النظام العنصري وأوصل المناضلين إلى الحكم، وقضى على نظام العزل، وأوصل قيادة المقاومة برئاسة مانديلا وغيره إلى الحكم، وحاكم الذين تسببوا في مجازر وعذابات أهالي جنوب أفريقيا.

وهناك أوجه تشابه كبيرة بين نضال الشعب الفلسطيني ونظيره الجنوب أفريقي، كما أن هناك أوجه تشابه كبيرة بين نظام حكم الإرهاب والفصل العنصري (أبارتهايد) الذي حكم جنوب أفريقيا عشرات السنين، والكيان الصهيوني الذي يحتل فلسطين ويعذّب أبناءها.

وكانت أوجه التعاون السياسي والعسكري بين نظام الحكم في جنوب أفريقيا الذي أسقط، والكيان الصهيوني كبيرة جدًّا، ومن ذلك الدعم العسكري الذي كان يؤمنه نظام الفصل العنصري لسلطات الاحتلال.
اليوم يخشى الكيان الصهيوني أن تكون زيارة حماس إلى جنوب أفريقيا "فأل سوء" عليه، خاصة أنها تتزامن هي وانتفاضة الحرية والاستقلال التي يخوضها الشعب الفلسطيني، وتحظى باحترام العالم، ولاشكّ أن الزيارة في هذا التوقيت تعد نجاحًا لحركة حماس.