كان لازاماً على الأحداث الجارية على الساحة الفلسطينية أن تؤثر في غالبها على الحياة الاجتماعية لأبناء الشعب الفلسطيني حتى في أخص شؤون حياتهم، ومثلت الملهم لكثير منهم في اختيار أسماء مواليدهم الجُدد الذين ينجبونهم خلال الأحداث الجارية على اختلافها خصوصًا التي فيها مقاومةً وتحديًا للاحتلال الإسرائيلي.
وتطلق العائلات الفلسطينية أسماءً على أطفالها وفق الحدث الذي تشهده الساحة، فتارة تجد تسميات تيمنًا بقادة ورموز قضوا شهداء سواءً سياسيين أو عسكريين، وتارة بأسماء معارك وعمليات خاضتها المقاومة أو أسماء أسلحة استخدمتها ضد الاحتلال، وتارة تكون الأسماء تعبيرًا عن المعاناة والحصار والألم.
"سكين القدس" كانت هي التسمية هذه المرة لمولود جديد لعائلة أبو شبيكة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة تضامنًا مع أحداث "انتفاضة القدس" الجارية في مدينة القدس والضفة الغربية ، وأعد مراسل "فلسطين الآن" هذا التقرير خلال لقائه مع عائلة الطفل.
تضامنًا مع القدس
المواطن محمد عبد القادر أبو شبيكة والدٌ لابنين وبنت رزقه الله قبل عدة أيام بمولود جديد أسماه "سكين القدس"، يقول في حديثه لـ "فلسطين الآن": "ربنا زقني بمولود جديد حبيت أن أسميه سكين القدس تيمنًا بانتفاضة القدس انتفاضة السكاكين، لأنه الآن نشهد ثورة جديدة من نوعها".
ويأمل أبو شبيكة بأن تستمر انتفاضة القدس وألا تتوقف، مشيراً إلى أنه سمى ابنه الإسم تيمنًا بهذه الانتفاضة وانتصارًا لدماء الشهداء، كونه أقل واجب يتضامن به مع أهالي الضفة والقدس.
وتابع: "حتى لو لم يعجب الإسم الناس كثيراً حتى لو كثير ناس عارضت وحتى لو لم يقبلوه، المهم أن هذا الإسم سيبقى خالدا بإذن الله ونتمنى أن ينال إعجاب أهلنا في القدس وهذا أقل واجب نقدمه لهم".
بدورها قالت والدة الطفل "سكين القدس": " أسميناه سكين القدس تضامنًا مع أهلنا في الضفة ، وهذا أقل واجب نقدمه لهم خلال الانتفاضة الثالثة انتفاضة القدس حتى لو واجب نقدمه بالتسمية".
فكرة التسمية
وأفاد أبو شبيكة أن الفكرة جاءت له من أصدقاء وأصحاب لي عرضوا عليه هذا الإسم، وعبّر عن تردده في البداية للفكرة ماذا يعني اسم طفلك سكين، مؤكداً أنه اقتنع بأن الإسم ثوري فأعجب بالفكرة وأسمى أبنه به.
ووجه رسالة لأهالي الضفة قال فيها: "رسالتنا لأهل الضفة أن هذا المولود أقل واجب نقدمه لنا أن يحمل هذا الإسم، وإن شاء الله يكون من المحررين للقدس اسمًا وعنوانًا ومضمونًا".
وخلال حديث صاحب فكرة التسمية وصديق والد الطفل المواطن محمد عمر مع "فلسطين الآن" أوضح أنه صاحب الفكرة وأول من نشر التسمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، وقال:"شعرت أن هذا الإسم سيلقى صدى كبير على مواقع التواصل الاجتماعي ، والحمد لله لقي كثير من المشاركات والإعجاب على مواقع التواصل الاجتماعي".
ويروي: "كان والده جالسًا عندي في المحل وأخبرني أنه ذاهب للمستشفى لموعد زوجته في الولادة مع حيرته ماذا يسمي ابنه ، وكنا نشاهد فيديو أنشودة عشاق الطعن عبر التلفزيون فأشرت عليه أن يسميه "سكين القدس".
ووجه عمر تحية لأهل القدس ولكل للشهداء والأسرى والجرحى، مضيفاً: "ربنا يكرمنا نكون من الفاتحين ويكرم الولد ويكون من المحررين للقدس".


