18.82°القدس
18.5°رام الله
17.19°الخليل
23.84°غزة
18.82° القدس
رام الله18.5°
الخليل17.19°
غزة23.84°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

حواجز لإعدام الطفولة

خالد معالي
خالد معالي
خالد معالي

إعدام الطفلة دانية أرشيد (18عامًا) من الخليل، ومن قبلها الطفلة بيان اعسيلي عند حواجز الاحتلال المنتشرة كالسرطان في الضفة الغربية جريمة وحشية نكراء يندى لها جبين الإنسانية، فنتنياهو يضرب عرض الحائط بكل القوانين والمواثيق الدولية، مستخفًّا أمة المليار ونصف مليار من المسلمين و400 مليون عربي و12 مليون فلسطيني، وكأنه ليس لهم وجود.

فاجعة إعدام الطفلة دانية فجعت القلوب وهزت مشاعر الفلسطينيين، وأبكت حتى الصخر؛ فطفلة بعمر الورد يقرر جندي حاقد استجلب من أمريكا أو روسيا إنهاء حياتها بكل بساطة وسرعة، ويستبيح دمها الطاهر، برصاصات الموت الغادرة، والمسرحية معدة سلفًا، وهي: حاولت طعن جندي بسكين كان بحوزتها.

في القانون الدولي سن الطفولة حتى 18 عامًا، وإن تفحصنا أعمار من يعدمهم جنود الاحتلال عند حواجز الضفة المنتشرة بكثرة على مداخل المدن ومفارق الطرق؛ نجدهم في سن الطفولة، أو ممن غادروا سن الطفولة بقليل.

كالعادة لتسويغ جرائمهم وللتغطية على قتل أطفال بعمر الزهور يضع الجنود المحتلون سكينًا قرب جثامين الشهداء من الأطفال؛ للإيحاء بأنهم كانوا يحملونها قبل استشهادهم لطعن جنود، وهو ما يتكرر مع الكثير ممن استشهدوا من أطفال وشباب الضفة.

أصبحت الحواجز الثابتة مكانًا للإعدام الميداني وقتل أطفالنا جهارًا نهارًا أمام (الكاميرا)، وكذلك الحواجز المتنقلة التي توضع وترفع سريعًا لتصيد الأطفال والشبان صغار السن، واعتقالهم وجرحهم وقتلهم، وهذه الجرائم تحدث على سمع وبصر العالم الذي لا يحرك ساكنًا.

عملية فبركة وضع سلاح مثل السكين بجانب الشهيد أو الشهيدة وتصويره سهلة جدًّا، ولا تحتاج للكثير من الجهد والتفكير، وهو ما لا ينطلي حتى على أصغر طفل فلسطيني عايش صورًا عديدة من ظلم الاحتلال.
حواجز التفتيش باتت أماكن مفضلة للإعدامات الميدانية وساحات للإعدام جاهزة في كل الأوقات، بهدف الإعدام المخطط له سلفًا، لإرهاب الإنسان الفلسطيني أينما وجد من جبروت وقوة الاحتلال الوهمية، وبهدف وأد ووقف انتفاضة القدس.

عينك عينك وبالصور وتوثيق الكاميرات بات إعدام أطفالنا وشبابنا، وقتلهم جهارًا نهارًا عند الحواجز وغيرها؛ تلك رسالة واضحة للكل الفلسطيني، من القمة حتى القاعدة أنْ "دمكم رخيص، ولا بواكي لكم، وليس لكم إلا أن تعيشوا تحت ظل دولة (إسرائيل)"، وهو ما رد عليه جيل الشباب الحالي بالقول: "سكين أرهبتكم وأرعبتكم؛ فكيف بجيوش العرب إن استيقظت، وأنتم أيها المحتلون إلى فناء، وكل طارئ دخيل مصيره هباء منثور، أما الأصيل المتجذر في الأرض فباقٍ ما بقي الزعتر والزيتون".