19.38°القدس
19.12°رام الله
17.75°الخليل
24.37°غزة
19.38° القدس
رام الله19.12°
الخليل17.75°
غزة24.37°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

شهيدة الخليل.. شهيدة أمة

محمد محيسن
محمد محيسن
محمد محيسن

وكأن الموت وبكل فصاحته ولغته الواضحة البليغة.. وقف صامتا عاجزا من شدة برائتها وهي تفترش الارض، ويسيل دمها مع قطرات المطر.

وكأن العالم الذي وقف عاجزا أراد ان يعتذر ولكن لم يسعفه الوقت، فهناك بيت آخر قد خر ساكنا فوق جثث قاطنيه، وشهيد آخر سقط واقفا أمام كاميرات المصورين التي نقلت الصورة لمشاهدين أصيبوا بالعمى.

وكان الجسد المسجى لشهيدة الخليل دانيا ارشيد هو ذاته جسد الامة العربية المثخن بالجراح والمسجى على قارعة الطريق منذ أن اغرق العالم بالتشويش الصهيوامريكي، فقلب الوقائع وقتل القتيل ولم يمش بجنازته، بل كان مشغولا بضحية أخرى تنتظر الإعدام.

وكأن القلوب والعيون والاذان باتت عوراء، كما هي قرارات وانفعالات وتصريحات المجتمع الدولي من قبلة المجتمع العربي الذي فقد بصره قبل أن يفقد بصيرته.
وكأن سياسيي العالم وقادة العالم والعربي الاسلامي قرروا ان ينفذوا إضرابا عن المروءة وعن الانسانية وهم ينظرون الى ضحايا الشعب الفلسطيني الذين يلامون لمجرد مطالبتهم بحق الحياة.

وكأن الجميع الذي صمت وهو ينظر الى الكيان الصهيوني وهو يتمادى ويتطاول ليس على المقدسات فقط، بل على الأرض والإنسان والطير والشجر والحجر.. وعلى كل ما هو مقدس وكل ما هو مبارك، بل على كل ما هو إنساني، استمرأ المشهد المتكرر يوميا حتى عاد بلا إنسانية وبلا رحمة وبلا عقل.

في هذه الايام المعتقة بالشهادة الملونة بالسواد والحزن والدموع يضيء شهداء فلسطين ليل الامة المظلم، فهؤلاء الابطال في المعارك يتكلمون بصمت؛ لأن لغة الصمت لا يفهمها إلا الحليم (فالحليم تكفيه الاشارة)، أما الخونة ومنزوعو الوطنية فمهما تكلمهم لا يفهمون؛ لأنهم لا يستمعون لأن نفوسهم المريضة لا تستمع إلا للغتها.

ففي الوقت الذي ينفذ آلاف الفلسطينيين في الكيان الصهيوني اضرابا عاما، ينفذ المسؤولون والسياسيون في بلادنا إضراباً عن الكرامة! وينفذ العالم اضرابا عن الانسانية ويمضي في دعمه الظالم في معاقبة الضحية، وترك الجلاد.

لم تنتحب البشرية على شهيدة الخليل رغم انها ضحية كباقي الضحايا الذين يقاومون المحتل، ولكنها لا تخدم الكاميرات التي تخدم بدورها سدنة العالم الحر وسادة الارهاب في كوكب المشغولين بحماية أمن اسرائيل المقدس.

ولكننا كي نصدق بأن ما يحدث في فلسطين من مقاومة المحتل بالسكين والحجر هو عنف متبادل وتنطبق عليه قوانين وقف اطلاق النار، علينا ان نقدم احصائية بعدد الرؤوس النووية التي يملكها الشباب، اضافة الى عدد الدبابات والطائرات وبقية ادوات القتل الاخرى.