19.38°القدس
19.12°رام الله
17.75°الخليل
24.37°غزة
19.38° القدس
رام الله19.12°
الخليل17.75°
غزة24.37°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

مدينة الخليل تدوس على "بلفور"

فايز ابو شمالة
فايز ابو شمالة
فايز أبو شمالة

خروج عشرات آلاف الرجال من مدينة الخليل لتشييع جنازة كوكبة من الشهداء لا يحمل معاني الوفاء للوطن، ولا هو عهد للشهداء على مواصلة المسير، خروج مدينة الخليل في وداع الشهداء يعني أن كل المدن الفلسطينية قد صارت مدينة الخليل، وأن المقاومة في مدنية الخليل قد صارت الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والمعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني الذي قال كلمته وسط الحشود الغاضبة، وهي تهتف ضد اتفاقية أوسلو، وضد مواصلة التنسيق الأمني، وضد مبادرة جون كيري، وضد كل فلسطيني تسول له نفسه الالتفاف على الانتفاضة، ومحاولة خنقها أو التآمر عليها بالوعود الزائفة.

مدينة الخليل أعلنت بصوت كل الشعب الفلسطيني: أن الذي يجري على الأرض الفلسطينية هو انتفاضة بكل معاني التضحية والفداء، وأن خروج الشعب بعشرات الآلاف لا يحدث خلال هبة شعبية كما زعم بعض؛ فالهبة الشعبية محدودة المكان، ومقصورة الزمان، ومحكومة بردة الفعل الآنية، التي سرعان ما تخبو، وتذهب ريحها، أما فعل الانتفاضة فباقٍ، ويتطور، ويتصاعد، ولاسيما وهي تدخل شهرها الثاني أكثر قوة وزخماً وإرادة وصلابة. 

مدينة الخليل ومعها كل المدن الفلسطينية تعلن بانتفاضة القدس أن كل السكاكين المدببة قد أصابت وعد بلفور في مقتل، قبل أن تصيب فكرة الأمن والاستقرار التي تمناها اليهود على هذه الأرض، لتخرج عليهم مدينة الخليل بعشرات الآلاف في نهاية أكتوبر، لتعلن بصوت الدم: أن وعد بلفور الصادر في مطلع نوفمبر قبل مئة عام هو وعد باطل، وأن هذه الأرض العربية لم تكن خالية من أصحابها، هذه الأرض العربية لن تصير وطناً قوميّاً لليهود، مادامت يحتضنها بقلبه صاحبها الخليلي والنابلسي والكرمي والطوباسي واليافاوي والعكاوي والصفدي والبدرساوي والبشيتي والعسقلاني والقلقيلي والريحاوي، والجوراني، أولئك الذين ما تخلوا عنها يوماً، ولن يتخلوا عنها أبداً، مع حد السيف الذي هددهم به نتانياهو، ومع بريق المال المخنث الذي يلوح به أدعياء السلام الخبيث.

مدينة الخليل لم تودع كوكبة من الشهداء في نهاية أكتوبر من عام 2015م، مدينة الخليل أعلنت فتح باب التسجيل لقوائم الشهداء الجدد الذين يصطفون في الطابور الممتد من غزة حتى رام الله، ومن جنين حتى نابلس وأريحا والقدس وحلحول، ورفح، ليكتبوا بالدم الطاهر أن مدينة الخليل ترفض أن تكون استثناءً، وإنما هي الأصل الثابت للمقاومة، الذي أخذت منه غزة بعض شهامتها حين تألقت المقاومة الإبداعية سنة 2014م، لترتقي مقاومة الخليل ثانية مع صمود غزة إلى الأعالي خطوة، وهي تنادي على بقية المدن الفلسطينية التي تحمحم، وتنز عرقاً وشوقاً للمواجهة القادمة، ويا ويل الكيان العبري من غضب الشعب الذي تقود انتفاضته مدينة الخليل!