18.07°القدس
17.81°رام الله
17.19°الخليل
21.47°غزة
18.07° القدس
رام الله17.81°
الخليل17.19°
غزة21.47°
الثلاثاء 12 نوفمبر 2024
4.82جنيه إسترليني
5.29دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.75دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.82
دينار أردني5.29
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.75

ياسر عرفات في ذكراه: تجليات الحضور والشهادة

أحمد يوسف
أحمد يوسف
أحمد يوسف

إن أبا عمار في ذكرى الرحيل هو ذاكرةٌ لا تغيب، وإن من الخطأ أن يتعمد البعض تعطيل إحياء الذكرى، وجعلها نقطة للجدل والمماحكة؛ لأنها في الوعي الجمعي الفلسطيني هي عنوان لمسيرة رجل عظيم، وديباجة لصفحات من المجد والخلود.

إن أبا عمار في وجدان شعبنا العظيم هو الأب وصاحب القلب الكبير، وهو القائد والزعيم، وهو المناضل الذي أسس حركة التحرر الوطني وقاد طلائع الكفاح المسلح، وصنع الهوية الفلسطينية، وحدد معالم الانطلاقة الوطنية لشعب عانى من ويلات الحروب، وعذابات التهجير في المنافي والشتات.

حديث الساعة: جدل الاتفاق والاختلاف
إن من المحزن أن تظل المناكفات قائمة كلما جاءت ذكرى رحيل الشهيد ياسر عرفات، والأشد مأساوية ألا نتوافق وطنياً على كيفية إحيائها بما يليق بمكانة الرجل وتاريخه النضالي الطويل.. إن الكل الوطني والإسلامي يتحمل المسئولية، والمؤسف أن كل طرف يريد أن يضع الآخر في دائرة الاتهام والتقصير.!!

لا شكَّ أن القوى الوطنية والإسلامية هي في حالة من العجز وغياب الحيلة، وأن من المريح لبعضها توجيه أصابع الإدانة لحركة حماس، كما أن هناك البعض - أيضاً - في حركة فتح والذي لا يريد التعاطي مع المتاح وحدود الممكن، ليسهل عليه تعليق العتب والملام على من بيدهم مقاليد السلطة والكلام في قطاع غزة.

إن علينا ابتداء أن نقرَّ بأننا جميعاً مخطئون بحق هذا الرجل العظيم بسيرته وتاريخه النضالي، ويتوجب علينا الاعتذار على التقصير؛ لأننا نفتح باب الجدل حول إحياء المناسبة فقط بين يدي الذكرى، بدل أن نتعهد الإعداد لها شهوراً قبل موعدها.

لا شكَّ أن هناك الكثير من أشكال الفعاليات والتعابير الجماهيرية، التي بالإمكان القيام بها لإحياء ذكرى الرحيل، دون أن يقلل ذلك من مكانة الزعيم وقدره في شيء، والتي بإمكان الجميع القيام بها لو كان هناك من يريد "النقي والزين".. فهناك في قطاع غزة الكثير من الساحات والميادين، التي يمكن أن تحتضن فعاليات ثقافية وتراثية وندوات فكرية وديوانيات سياسية، دون أن تشكل حشودها حالة احتقان وتوتراً أمنياً لا داعي له.. وهذا ما أعربت حركة حماس، حين أبدت استعدادها لتقديم تسهيلات واسعة من أجل هذه المناسبة.
إن حركة حماس تمسكت - فقط - بتحفظها على أي شكل من الحشود الجماهيرية الكبيرة، وخاصة في الساحات المفتوحة كأرض الكتيبة أو السرايا، والتي قد يصعب ضبطها أمنياً في هذا الوقت؛ لأن المخاوف والتحسبات من حدوث حالة الفلتان لا يمكن لعاقل أن يتجاهلها، حيث إن هناك أكثر من سابقة لا بدَّ أن تؤخذ بعين الاعتبار.

لذلك، ومن باب الحرص على حالة الإجماع الوطني خلف الهبة الشعبية وانتفاضة القدس، يتوجب أخذ الحيطة وتوخي الحذر، لأن إسرائيل تتربص بنا الدوائر، وهذا ما استدعى منح كل التسهيلات لإحياء المناسبة، باستثناء تلك التي يمكن أن تستغلها إسرائيل عبر عملائها، لتخريب علاقاتنا المتوافقة – الآن - نسبياً، وتفتيت وضعية التعاضد الوطني الداعمة لها، عبر افتعال حالة من المواجه الداخلية، بهدف حرف مسار هذا الحراك الوطني المتعاظم شعبياً، وتشتيته بعيداً عن استمرار المواجهة مع الاحتلال .

مؤسسة الشهيد ياسر عرفات: المخرج والحل
في الحقيقة، إن بإمكان مؤسسة الشهيد ياسر عرفات، والتي يرأسها في قطاع غزة الأخ الفاضل والحكيم د. زكريا الأغا، أن تقدم لنا مفتاح الحل لهذه الإشكالية القائمة، وذلك بالقيام بإحياء الذكرى في قاعة رشاد الشوا كمهرجان خطابي مركزي نخبوي، بحيث تشارك فيه قيادات الفصائل الوطنية والإسلامية، ويتم نقله عبر الفضائيات المحلية والعربية، بحيث يشاهده الملايين من الفلسطينيين في الداخل والخارج مع جماهير أمتنا العربية، ونقدم من خلاله صورة وضيئة مشرقة لوحدتنا، والتئام شملنا الوطني، وتكون مناسبة نتجاوز فيها ما بيننا من مظاهر القطيعة والخلاف، وتظهر على شاشات التلفزة كل القيادات الوطنية والإسلامية جنباً إلى جنب تحيي الذكرى، وتعدد مناقب الراحل العظيم.

إن الذي لا يختلف عليه اثنان في ساحتنا الفلسطينية هي أن أبا عمار هو قائد وزعيم الشعب الفلسطيني كله، وسجله النضالي ومسيرته السياسية لا يمكن تقزيمها في إطار فصيل مهما بلغت قوته وتاريخه.
لذا، فإن بإمكاننا أن نتفق على فعالية مركزية ذات دلالة رمزية واضحة، تعكس حب واحترام الجميع لهذا الأب والقائد والزعيم، ثم تكون هناك مجموعة من الفعاليات الفكرية والثقافية والندوات السياسية في كل محافظات الوطن، والتي تتناول مناقب وسيرة هذا الرمز الوطني الكبير، وهذه يمكن أن تدعو لها الفصائل والكتل الطلابية في الجامعات، كما أن بإمكان النوادي والجمعيات والمؤسسات التراثية بالتعاون مع وزارة الثقافة إحياء ملتقيات شعبية تعبر عن روح هذه المناسبة، بحيث يتحول الوطن كله إلى مناسبة جامعة يشارك بإحيائها الجميع.

نعم، إنني أتفهم وجهة نظر بعض الإخوة في حركة فتح بإصرارهم على أن تجري الاحتفالية في مساحة تتناسب مع مكانة الراحل العظيم، وحيث إن كل الأماكن المغطاة محدودة في قدراتها الاستيعابية، والتي لا تسع لما هو منتظر من حضور، لذلك هم يريدون أماكن مفتوحة يمكن أن تتمدد بها الجماهير الغفيرة العاشقة لأبي عمار.

لقد طرح البعض إجراء الاحتفالية في ملعب اليرموك، ولكن نفس الحسابات الأمنية هي ما تحول دون ذلك.

للأسف، إن في عقل البعض شكلاً واحداً لإحياء المناسبة؛ فإما أن يقبله الجميع أو لا مناسبة!! وهنا موطن التعسف والجدل والخلاف؛ لأن المخاوف الأمنية احتمالية مشروعة لا يمكن المخاطرة بتجاهلها، بالرغم من زعم البعض أن هناك مبالغة مفتعلة فيها.

في الواقع، نحن لا يمكننا أن نغفل أننا – كفلسطينيين - ما زلنا نعاني من حالة الانقسام والتشظي الوطني، وأن أهم فصيلين في ساحتنا النضالية؛ فتح وحماس، ليس على قلب رجل واحد؛ لأن المصالحة ما تزال معلقة تراوح مكانها، وأن هناك من يتربص بالجميع، ولا يمكن لأحدٍ أن يقدم ضمانات أمنية تسمح بمرور المناسبة دون دماء تتعطش إسرائيل لرؤيتها تسيل في ساحتنا الفلسطينية.

لإخواننا في حركة فتح: دعونا نبدأ بما هو متاح
إن هناك حزمة من التسهيلات لإنجاح المناسبة.. نعم؛ قد لا تكون كافية – حسب مقاييس البعض - لقامة القائد والزعيم، ولكن هذا ما تسمح به تقديرات الأجهزة الأمنية في هذه المرحلة.. لذلك، أقول لإخواننا في قيادة حركة فتح: إن مكانة أبي عمار لن ترفعها احتفالية خطابية لعدة ساعات، ولن تُجليِّها اتساع أماكن الحضور والساحات؛ لأن أبا عمار (رحمه الله) هو أكبر من كل ذلك، فهو العنوان والهوية وسيرة شعبنا الذاتية، وهو مشهد البطل الذي تتجذر ملامحه في قلوبنا، وهو صورة الأب الحاني الذي يطبع قبلاته على جبين الشهداء والجرحى، والقائد الذي جمع الصف الفلسطيني بإطلالته في أكثر من مشهد ومناسبة مع الشهيدين؛ الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي، وهو الزعيم الذي جعل أمتنا العربية تضع قضيتنا في المقدمة وتحترم كل ما له علاقة بفلسطين، وهو الذي صنع هويتنا الفلسطينية بتاريخ نضالي طويل، وهو الذي أعطى كوفيتنا رمزية ثورية لها مكانة عليَّة بين العالمين.

إن حجر الزاوية وبيت القصيد لإخواننا في حركة فتح، وكل الإخوة في الحركة الوطنية، وأحبتنا العاشقين للأب والقائد والزعيم ياسر عرفات، تعالوا نتفق على أنشطة نقيمها سواء لإحياء الفعالية، بعيداً عن تصيد الاتهامات، وما لا يليق من القول.

لقد أعجبتني تلك الكلمات/النصيحة للأخ الفتحاوي حازم سلامة، حيث أشار قائلاً: "في هذه الذكري المؤلمة الموجعة، الذكري الحادية عشر لرحيل رمزنا الخالد أب الشعب الفلسطيني، ورسول القضية الوطنية ياسر عرفات "أبو عمار"، نتمنى أن تعود بكم الذاكرة إلي الوراء، وتسألوا أنفسكم يا قادة، لماذا أحب الناس أبو عمار لهذه الدرجة ؟ لماذا شعروا بالغربة واليتم بعد رحيله؟ ولماذا نبكيه للآن، وسنبكيه طوال العمر؟ فالناس البسطاء شعروا بأنه مثلهم ومنهم، ويلامس همومهم ويتواضع أمامهم، ويشعر بآلامهم وجراحهم، والزعماء والقادة والرؤساء أحبوه لأنهم شعروا بأنه أكبر منهم، وأنه زعيم وطني، وقائد أمة، وثورة ونهج وفكرة"، وأضاف: "فسيروا علي درب ونهج الرمز أبا عمار، حاولوا أن تكونوا جزءاً منه، فالوفاء للقائد الرمز لا يكون بمهرجانٍ إحياءً للذكري، ولا برفع صورته، ولا بالتباكي عليه، ولا بخطاب جماهيري وكلمات رثائية، الوفاء للقائد الرمز يكون بالسير علي خطاه، والوفاء والتواضع لشعبه الذي أحبه وأحبوه".

إن ما أبدته قيادة حركة حماس من روح إيجابية وتسهيلات، وما قدمته الأجهزة الأمنية في قطاع غزة من موافقات واستعدادات، يكفي إذا توفرت حسن النيَّات أن نقيم مجموعة من الاحتفاليات، التي تتناسب مع ما لقائدنا (أبو عمار) من هيبة ومكانة ومسار.

ولعلي هنا أُذكر إخواننا في حركة فتح بتلك الكلمات الطيبة التي وردت على لسان الأخ خالد مشعل؛ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، بخصوص هذه المناسبة، حيث قال: إن "الرئيس الفلسطيني الراحل (أبو عمار) هو رئيس الكل الفلسطيني، وهو مِلكٌ للجميع.. وفعلياً، نحن نفتقده في تلك الانتفاضة، وإقامة مهرجان يليق بذكراه واجب وطني".

ولعل السرد الصادق الذي أورده النائب جميل المجدلاوي؛ عضو مجلس أمناء مؤسسة الشهيد ياسر عرفات، حول ما جرى بينه والأخ إسماعيل هنية (أبو العبد) فيما يتعلق بهذا الموضوع، يعبر عن تلك التوجهات والروح الطيبة التي عكستها تصريحات قادة حماس، حيث قال: "إن الإخوة في حركة حماس تفاعلوا بإيجابية مع إحياء ذكرى استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات، وقبلوا بإضاءة صور الشهيد في مختلف الميادين، وإقامة معرض للصور وفيلم وثائقي تسجيلي له، لكنهم اشترطوا أن يكون المهرجان في قاعات مغلقة، بسبب عدم استطاعتهم ضمان الأمن إذا ما نُظِّم في ساحات مفتوحة.
وأضاف: عندما طالبنا الإخوة في حركة حماس باستلام بيت الرئيس الشهيد أبو عمار على طريق تحويله لمتحف وطني، قالوا :"ليس لدينا مانع، ولكن زوجة الرئيس سها "عرفات" طلبت عدم تسليمه لأحد. وعليه إذا حللتم المشكلة مع عقيلة الشهيد عرفات فليس لدينا مشكلة في تسليمه.

وبشأن تنظيم المهرجان، أكد الرفيق المجدلاوي أن حركة حماس ردت على طلبنا في مؤسسة الشهيد ياسر عرفات، بأنها من حيث المبدأ مع إقامة مهرجان، ولكن في قاعات مغلقة؛ لأنها لا تستطيع ضمان الأمن فيها.
إذا كانت هذه هي الرواية، وأنا شاهد على سماعها من الرفيق جميل المجدلاوي والأخ إسماعيل هنية، بكل وضوح وصدقية، فلماذا يتهم البعض حركة حماس بكل هذه القسوة، ويتهجم البعض الآخر؟!!
وكما قلنا في أكثر من مناسبة، إن أبا عمار هو قامة وطنية كبيرة، وتستحق منَّا جميعاً – الكل الوطني والإسلامي - أن نتحرك في ذكراها، وأن نبذل كل ما نستطيع من أجل تكريمها والاحتفاء بها، وإن حركة حماس أبدت جاهزيتها للمشاركة في ذلك، فلماذا يتعمد البعض التحامل والتحريض؟!

إنَّ لي عتبٌ على الصديق والقيادي العرفاتي حسن عصفور، وذلك لكلماته القاسية على حركة حماس، والتي أظهر فيها وكأن شهيدنا الغالي أبو عمار (رحمه الله) لا يمت لنا بصلة، وأننا نتعمد تجاهل المناسبة أو اعتراضها، فيما الحقيقة غير ذلك. وإذا كان الصديق حسن عصفور يشك في مدى احترامنا وتقديرنا لمكانة القائد أبو عمار، فليقرأ ما كتبناه في أكثر من مقالٍ نشيد فيه بخصال الراحل العظيم ومآثره.
لقد أوجعتني كذلك تعبيرات بعض الصحفيين ممن كتبوا بهدف التحريض والتشهير وبلغة التهويل والإثارة، والتعليق على ما يجري تحت عناوين على شاكلة: "عرفات ممنوع من دخول غزة!". إن مكانة الرئيس ياسر عرفات ليست مجهولة لنا، فكل شاب فلسطيني يتذكره أنشودةً أو لوحة جدارية مرسومة في الساحات والميادين، حيث صوره بأشكال فنية مختلفة موجودة في كل مكان، وليست مشاهدها غائبة عن الحضور وتوقيت الزمان، حتى يظن البعض أننا نعمل على تغييب الذاكرة وطمس العنوان!! لقد آلمتني افتراءات بعض الأقلام الصحفية، واتهاماتها الكاذبة بخصوص الجدل الدائر حول المهرجان، أولئك الذين نطلق عليهم لقب "مسّعرو الحروب"، ولكن هؤلاء لا عتب عليهم؛ لأنهم ينتعشون ويعتاشون من هكذا أجواء.. إن ما يحزننا حقاً، هو رؤية أصحاب الفكر والوطنية، عندما يستمرئ الواحد منهم مثل هذه الاتهامات، ويطلقها جزافاً.

وللصديق العرفاتي العزيز حسن عصفور؛ صاحب القلم والسياسي المخضرم، أقول: أنت بمكانتك ووعيك السياسي، وما أحفظه لك من ودٍّ وتقدير، أكبر بكثير مما انزلقت إليه من اتهامات وتجريح، وأن فيما قلت - للحقيقة والأمانة - الكثير من الظلم والتجني على حركة حماس، ويستدعي منك – يا صديقي - الاعتذار.

إن أبا عمار قد مضى إلى ربه شهيداً؛ نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً، ولكننا في حركة حماس – وهذه شهادة للتاريخ - لا نبخس الرجل زعامته وفضله، ولا ننسى مواقفه ووقفاته مع الشيخ أحمد ياسين والدكتور موسى أبو مرزوق والمهندس إسماعيل أبو شنب، وهو قائد اختلفنا معه – وهذه أيضاً حقيقة - في بعض اجتهاداته السياسة، ولكن زعامته لم تكن موطن خلافٍ بيننا، أو كما اعتاد الكل الوطني القول: "اختلفنا معه، ولكننا لم نختلف عليه".

الشارع الفلسطيني: تساؤلات واقتراحات
في سياق الاستئناس برأي الجمهور، طرحت مسألة ما يجري من مناكفات على الفيس بوك للمداولة، فجاءت بعض الردود التي أحببت أن أعرض بعضاً منها، وذلك لما فيها من أفكار ومشاعر واقتراحات.
أولاً؛ اقترح الأخ د. خضر محجز أن تقوم السلطة في غزة بتبني الذكرى، وأن تحتفل باسم الكل الوطني بذكرى الشهيد؟ وعقَّب بالقول: دعها؛ أي حماس، تفعل ذلك، وسترى نتيجة سارة.
أما أ. وليد عماد فيرى أن "الأجدى بحماس أن تبدأ هي بإحياء هذه الذكرى وترعاها، وتدعو باقي الفصائل لحضورها؛ لأن عرفات زعيم فلسطيني خالد لكل الفلسطينيين، وما قدمه لنا جميعا يعجز عنه كل من قال أنا فلسطيني".

الرفيق جمال زقوت، تساءل: "لماذا لا يتم إحياء الذكرى في ملعب اليرموك، وبحضور الأخ أبو العبد، ورعاية مؤسسة عرفات، ومشاركة كافة القوى والفعاليات الوطنية، حيث إن أبا عمار وإرثه هو مِلكٌ للجميع، وليس فقط لحركة فتح".

أما أبو عبدالله الغزاوي فيقول: "استغرب من الفكرة السائدة عند الجميع بأن الاحتفال يجب أن يكون بالتجمع في مكان عام تُشد إليه رحال الحشود"، ويقترح أن يكون إحياء ذكرى العظماء بتتبع سيرتهم والتحلي بأخلاقهم، والعمل وفق المنهج الصحيح، ويضيف: "من رأيي أن يقود الاحتفال مؤسسات المجتمع جميعها، كل بحسب مجاله الثقافي والرياضي والاجتماعي".

الأخ أمجد كواري يتساءل هو الآخر، قائلاً: "لا أدرى ما هي الفائدة من المحافظة على الاحتفال بالذكرى فيما نحن لا نحافظ على شيء من موروث صاحب الذكرى.!! ويقول: "إن من لا يستطيع استيعاب حجم التحدي والخطورة في حشد يجمع آلاف الأشخاص وفيما نحن فيه من الظروف فهو مماحك. ويقترح: "قد يكون المخرج المناسب هو ترتيب احتفال نخبوي، ولكنني لا أعتقد أن مثل هذه النشاطات باتت ذات أهمية في الشارع الفلسطيني". ويضيف: "في ذكرى أبو عمار نحن نحتاج نهجه التوافقي أكثر من حاجتنا للتجمع في ساحة عامة".
أما الأخ طه الشريحي فيرى أن يكون هناك احتفال وطني ممثلاً من كل الأطر والفصائل، وعلى رأسها حركة حماس، ويكون بشكل وحدوي رائع يعبر عن وحدتنا أمام العالم أجمع، وتكون رسالتنا: نحن شعب واحد وقيادة واحدة.

ختاماً: وتبقى الذكرى
لن يُغيِّب أحدٌ أبا عمار عن مشهد الحضور، فهو له حصة في كل بيت، أو كما قال محمود درويش: "في كلِّ واحدٍ منَّا ذكرى شخصية منه، وعناقٌ، وقبلة".

وكما كانت رسالتي في العام الماضي بعد أن توقفنا عند نفس الجدل، وتعطل إحياء المناسبة؛ احتفلنا بك اليوم أم لم نحتفل، فأنت إشراقة ضياءٍ لهويتنا الوطنية، وللبندقية الفلسطينية.. احتفلنا بك اليوم أم لم نحتفل، فأنت في ذاكرتي - يا أبا عمار - أبُ الوطنية والكرامة الفلسطينية.. احتفلنا بك اليوم أم لم نحتفل، فأنت على بوابة "وعد الآخرة" أول من وضع الراية وحدد معالم المسار.. احتفلنا بك اليوم أم لم نحتفل، فسنظل نشدو بك: غالي يا "أبو عمار" غالي.