22.21°القدس
21.96°رام الله
21.08°الخليل
26.03°غزة
22.21° القدس
رام الله21.96°
الخليل21.08°
غزة26.03°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

نتنياهو – غليك: علاقات وثيقة واستهداف مشترك "للأقصى"‎

1606432_10152362439336746_3000168451912410304_o
1606432_10152362439336746_3000168451912410304_o
القدس المحتلة - فلسطين الآن

باتت العلاقة الوطيدة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" وبين الحاخام المتطرف "يهودا غليك"، فيما يخص استهداف المسجد الأقصى ومحاولات تغيير الأمر الواقع فيه وتصعيد اقتحامه من الجماعات اليهودية؛ أمرا مكشوفا ودليلا أخر على تضليل الرأي العام الذي ينتهجه نتنياهو فيما يتعلق بالمسجد الأقصى والوضع الراهن فيه.

وبحسب متابعة أجراها قسم الرصد والأبحاث في وكالة "كيوبرس" حول العلاقة بين الحكومة الإسرائيلية ومنظمات الهيكل، فإنه يتبيّن أن "غليك" يحظى بنفوذ وعلاقات متينة داخل حزب الليكود الحاكم.

وقد أكدت مصادر عبرية من بينها صحيفة "هآرتس" بأنه يحضر الاجتماع الأسبوعي لكتلة "حزب الليكود" في الكنيست الإسرائيلي الذي يترأسه نتنياهو صباح كل اثنين، علماً أنه لا توجد له أي صفة رسمية في الكنيست حتى الآن.

كما أصدر هذا المتطرف مؤخرا كتاباً مصوراً يدعو فيه إلى زيارة المسجد الأقصى بصفته الهيكل المزعوم، بعنوان "قوموا واصعدوا"، واختار أن يهدي إحدى نسخ الكتاب الأولى إلى "صديقه" نتنياهو، حيث التقطوا صوراً تذكارية مشتركة بينما حمل الأخير الكتاب في يده.

وادعى غليك أن نتنياهو قال له خلال اللقاء المذكور إنه غير مرتاح لـ"الوضع السلبي والسيئ وغير المريح" لليهود، خلال "زياراتهم" المسجد الأقصى.

وقد حرصت مؤخرا العديد من التقارير الصحفية، المحلية والعالمية، التي تحدثت عن الوضع الراهن في المسجد الأقصى وسعي الاحتلال لتغييره، بالإضافة إلى العلاقة الوثيقة بين الوزارات الإسرائيلية ومنظمات الهيكل؛ إلى التطرق إلى كتاب "قوموا واصعدوا" والصورة المشتركة للاثنين، لما لذلك من رمزية ودلالة.

حفلات مشتركة

وفي الثالث من فبراير الماضي، شارك "نتنياهو" في حفل في إحدى مستوطنات الضفة الغربية، كجزء من حملة تسويقية للمنتجات الإسرائيلية في المستوطنات تحت مسمى مشروع "قلب العالم".

وكان في مقدمة المشاركين يهودا غليك ونائب وزير الخارجية الإسرائيلية آنذاك زئيف إلكاين - وزير شؤون القدس الحالي - وهو من دعاة الاقتحامات والصلوات اليهودية في المسجد الأقصى وواحد من بين مجموعة السياسيين الإسرائيليين الذين اقتحموا المسجد الأقصى عدة مرات.

وبرزت في الحفل أيضا وزيرة المواصلات آنذاك ونائبة وزير الخارجية الحالية تسيبي حوطوبيلي، التي أعلنت عن رغبتها برفع العلم الإسرائيلي في المسجد الأقصى.

وبرز الثنائي نتنياهو - غليك في الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو التي التقطت أثناء الحفل ونُشرت على نطاق واسع.

 كما تبيّن "حرص" نتنياهو على لقاء غليك خلال حملة الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة قبل نحو نصف عام، حيث اجتمع به في 1/25 من العام الحالي في فندق "دان بانوراما" في "تل أبيب"، أثناء اجتماع لقائمة المرشحين للكنيست الإسرائيلي لحزب الليكود.

وطلب نتنياهو من غليك حث المستوطنين في الضفة الغربية على التصويت لحزب الليكود، كون الأخير مرشح المستوطنين. وفي الشهر ذاته (1/6) أثناء اجتماع حافل في قاعات الاجتماعات في مدينة هرتسليا، اندفع نتنياهو نحو غليك الذي جلس بين الجمهور، ليصافحه ويباركه، بينما أبدى غليك رغبته في الكلام بخصوص ملف "جبل الهيكل" – المسمى الاحتلالي الباطل للمسجد الأقصى، الأمر الذي أبدى نتنياهو استعداده له.

دعم حكومي

ولم تتمثل هذه العلاقة الوطيدة في الاجتماعات والتصريحات والصور فقط، بل تعدت ذلك إلى دعم حكومي ثابت من قبل حكومات "نتنياهو" المتعاقبة. فبحسب تقرير بحثي مشترك صدر عام 2013 للمؤسستين الإسرائيليتين "عير عميم" و "قيشب"، تبيّن أنه في السنوات 2008-2011، دعمت وزارة الثقافة والعلوم والرياضة ووزارة التربية والتعليم، "معهد الهيكل" المزعوم الذي عمل به غليك عدة سنوات، ويترأسه الحاخام "إسرائيل أريئيل" - أحد أبرز المقتحمين للمسجد الأقصى والداعين إلى بناء الهيكل المزعوم - بمتوسط معدل 105.000  دولار أمريكي سنوياً.

فيما ذكر تقرير نشر مؤخرا في صحيفة "هآرتس"، بأن "معهد الهيكل" حصل على حوالي 1.4 مليون شيكل (حوالي 361.000 دولار أمريكي) كتمويل من وزارة التربية والتعليم على مدى السنوات الخمس الماضية، وفقا لأرقام وزارة المالية. في حين وفرت وزارة الثقافة والرياضة 814.000 شيكل إضافية (حوالي 210.000 دولار أمريكي) كتمويل إضافي لفرع آخر من "معهد الهيكل".

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "هآرتس" قبل أيام بعنوان "منهاج إلزامي في المدارس العامة الدينية تعليم الأطفال أهمية بناء الهيكل الثالث"؛ تبيّن أن المدارس الدينية العامة اليهودية تستخدم منذ سنوات المنهج الذي يشدد على أهمية بناء الهيكل الثالث المزعوم على حساب المسجد الأقصى، تحت عنوان تعزيز الهوية الوطنية اليهودية في "إسرائيل".

كما كشف عن دفع الحكومة الإسرائيلية مبالغ مالية لما يسمى "معهد الهيكل"، مقابل تنظيم محاضرات وورش عمل لكل من الطلاب المتدينين والعلمانيين بهذا الشأن. وفي عام 2014 وحده، دفعت الحكومة الإسرائيلية لـ "معهد المعبد" أكثر من 85.000 دولار أمريكي لقاء هذه الخدمات.