نشر موقع كورسبندنت البلجيكي دردشة واتساب بين الطالبة البلجيكية هَنا نيجينهويس (18 عاما) التي تدرس الألمانية في برلين، وبين والدها هانس، بعد أن وضعت ابنته علم سوريا بدلا من فرنسا في ملفها الخاص عقب هجمات باريس، رغم أن الكثير من المتضامنين الغربيين ينشرون العلم الفرنسي على صفحات التواصل الخاصة بهم.
هنا: ألا تسأم من جميع تلك الأعلام الفرنسية على الفيسبوك؟ لم التضامن مع باريس فقط؟
هانس: ماذا تعنين؟
هنا: لماذا لم يرفع علم لبنان بعد هجمات بيروت التي أوقعت ضحايا أبرياء أيضا؟
هانس: باريس أقرب إلينا، ونشترك معها في القيم وأسلوب الحياة.
هنا: الناس في لبنان أيضا لديهم قيمهم ويريدون أن يعيشوا أيضا. الغرب هو كل ما يهمكم.
هانس: لكننا ندعم السوريين، فنحتضن آلاف اللاجئين، ونضرب تنظيم الدولة الإسلامية.
هنا: القصف يعني "الدمار الجانبي" الذي يتضمن ضحايا مدنيين لا علاقة لهم بتنظيم الدولة.
لقد ذهبنا إلى أفغانستان للإطاحة بحركة طالبان، وإلى العراق للتخلص من صدام حسين، ولكن الناس هناك لم يروا سوى جنود غربيين يجوبون شوارعهم. فماذا سيكون شعورنا لو وجدنا فجأة جنودا عراقيين يجوبون شوارعنا؟
هانس: الفتيات يذهبن الآن للمدارس في أفغانستان. ومن كان يعرف كم عدد الضحايا الآخرين الذين كان سيقتلهم صدام حسين؟
هنا: انتظر أبي! "الحرب على الإرهاب" التي أعلنتها أميركا بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 ألحقت أضرارا بأميركا أكثر من أضرار الهجمات.
فكان هناك احتجاز بلا محاكم في غوانتانامو، والإيهام بالغرق، وهجمات بطائرات مسيرة على المدنيين، وعدم استقرار في العراق أدى إلى ميلاد تنظيم الدولة.
وبالأرقام، الهجمات على برجي التجارة العالمي كلفت نصف مليار دولار، في حين أن الحرب على الإرهاب كلفت أميركا سبعمئة مليار دولار.
هانس: ماذا تقترحين؟
هنا: ملاحقة الأطراف المذنبة، محاكمتهم ومعاقبتهم. عدم إعلان الحرب على الدول والشعوب والأديان التي لم ترتكب الهجمات.
هانس: الفرنسيون يفعلون ما بوسعهم، فيشددون إجراءاتهم الأمنية.
هنا: أفهم ذلك، ولكن النتيجة أن ذوي الملامح الشرق أوسطية هم الذين سيكونون عرضة للتفتيش والإجراءات الأمنية، وهذا سيقود إلى مزيد من التطرف والإقصاء والاستعداء.
هانس: يمكن تسليح الشباب السوريين الذين يفرون إلى أوروبا ليعودوا لقتال تنظيم الدولة.
هنا: لنتذكر أمراء الحرب في أفغانستان الذين سلحتهم أميركا ثم خرجوا عن السيطرة، وها هم مقاتلو تنظيم الدولة في العراق وسوريا يجوبون الشوارع بسيارات تويوتا قدمتها أميركا للعراق.
هانس: إذن، ماذا نفعل؟
هنا: من الأفضل الانتظار، أو استشارة الحلفاء المسلمين، والعمل معهم بدلا من العمل مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين.