حانت الساعة التي ينتظرها عشاق كرة القدم حول العالم كل نصف موسم ألا وهي كلاسيكو الأرض بين ريال مدريد وبرشلونة والتي يمكن اعتبارها الأهم بالنسبة لجمهورنا العربي نظراً لشعبية الفريقين الكبيرة أولاً ولأنها تقدم كرة القدم الأكثر تقدماً على مستوى الكرة الأرضية بالنظر لقيمة النجوم في كلا الفريقين. وفي هذه المادة سنحاول ولأول مرة أن نحصي الأمور التي يرغب مشجعو ريال مدريد وبرشلونة وأيضاَ المحايدون الباحثون عن كرة القدم الحقيقية رؤيتها في هذا اللقاء.
كمدريدي ماذا تريد من هذا اللقاء
الكرة الساحرة : يعرف المدريديون تماماً قدرات لاعبيهم وإمكاناتهم الفنية العالية . لكنهم حتى اللحظة ورغم الأرقام الرائعة والأداء التكتيكي الذي يمكن وصفه بالمميز فإنهم لم يشاهدوا مع بينيتز الكرة الساحرة التي شاهدوها مع أنشيلوتي وحتى مع موريينيو من قبل وهذا أمر غير مقبول في عرف المشجع المدريدي الذي يرى فريقه الأعظم في التاريخ . ومع الأخذ بعين الاعتبار أن برشلونة هو من أعلى الفرق جمالية في العالم فإن المشجع المدريدي يطالب فريقه بأن يقدم على الأقل مستوى مماثلاً من حيث الجمالية.
العائدون : للمرة الأولى منذ فترة طويلة هناك احتمالية كبيرة بأن نرى رونالدو وبيل ورودريجيز وبنزيمة في تشكيلة واحدة وخلفهم كروس ومودريتش ، بمعنى أن التشكيلة ستكون مثالية لو لعب راموس أيضاً . وهنا سيمني الجمهور نفسه برؤية كرة القدم التي يطمح لها على اعتبار أن عناصر القوة اكتملت ولا حجج بعد الآن. لكن الشرط الأساسي أن يكون هؤلاء العائدون لا وبالاً على الفريق خاصة مع عدم لعبهم لفترة طويلة سوية بسبب الإصابات .
رونالدو الحقيقي الصافي الذهن : يرغب مشجعو ريال مدريد رؤية نجمهم البرتغالي كريستيانو رونالدو في حلّته الحقيقية ، كالمهاجم الأخطر في العالم والمتحرر من إشاعات الرحيل والضغوطات التي تثقل كاهله بعد أن تراجع مستواه لأسباب باتت معروفة وطبيعية . المدريديون يرون في الدون أيقونة حقيقية وهم حتى اللحظة يغفرون له كل تراجع المستوى السابق لكن بشرط أن يكون عند حسن الظن خلال اللقاء الأهم أمام البرشا حيث لا تسامح بالمرة مع أي نتيجة غير الفوز .
فوز كبير : بطبيعة الحال يرغب المدريديون بالفوز على الغريم الكتالوني ، لكنهم أكثر بفوز كبير ومذل حتى للخصم الكتالوني .وصعوبة تحقيق ذلك لن تمنع الأمنيات خاصة أن المباراة تجري في البيرنابيو مما يجعل كل شيء ممكناً مهما كان صعباً .
كبرشلونة ماذا تريد من اللقاء
دفاع بلا أخطاء : أكثر ما يؤرق المشجع الكتالوني هو مستوى الدفاع المتردي لبرشلونة والذي كلف الفريق الكثير حتى الآن منذ بداية الموسم. حيث يأمل المشجعون رؤية نسخة العام الماضي من الفرنسي ماثيو الذي يعتبر الحلقة الأضعف في الخط الخلفي وأيضاً بيكيه الحقيقي الذي لم يظهر بمستواه الحقيقي حتى الآن بالإضافة للحذر الشديد من كل من ألبا وألفيس اللذان يندفعان إلى الأمام بشكل غير محسوب مما قد يترك فراغات ستكلف غالياً أمام نجوم مدريد .
استمرارية التألق لنيمار وسواريز : يمكن القول أن هذين اللاعبين هما من قادا برشلونة إلى مقدمة الترتيب بالمستوى المرعب الذي يقدّمانه منذ بداية الموسم . ويمني البرشلونيون نفسهم باستمرار هذا التألق خاصة أن الامور متاحة لأنهما في الفورمة أولاً ولا يعانيان من أية إصابات ثانياً وبالتالي فلا سبب لعدم تقديم أفضل أداء سوى نجاح مدريد تكتيكياً بتعطيلهما وهو أمر صعب .
عودة ليونيل ميسي : هو أهم ما ينتظره مشجعو برشلونة في هذا اللقاء خاصة بعد إعلان إنريكي أن النجم الأرجنتيني جاهز ، وبنسبة ٩٩ بالمئة سيشارك للقاء ، لكن هل بديلاً كشخصية مازن في الكابتن ماجد الذي يقلب الأمور بمجرد نزوله ؟ أم سيكون أساسياً بكل ما يحمله ذلك من مخاطر عليه وعلى زملائه خاصة المتفجرين نيمار وسواريز .
إذلال في عقر الدار
يأمل عشاق كتالونيا بنتيجة تشابه الستة اثنان الشهيرة عام ٢٠٠٩ والتي دشنت عصر التفوق البرشلوني الكاسح ، وإن كانت الظروف مختلفة فهي تبقى أمنية مشابهة لأمنية الفوز المدريدي الكاسح ، وكما قلنا كل شيء ممكن في الكلاسيكو .
كحيادي.. ماذا تريد من اللقاء
بالنسبة لمن لا يشجعون لا هذا ولا ذاك فهم يأملون بمشاهدة أفضل كرة قدم في أوروبا والعالم . وهم أيضاً يرغبون تواجد جميع النجوم عكس مشجعي الفريقين الذين يأملون غياب عناصر قوة الطرف المقابل. والأهم أنهم يريدون مباراة مثيرة وممتعة تجمع التكتيك بالأهداف . ولا مانع من نتائج تاريخية لأن الشهادة عليها هي أجمل ما يمر في حياة مشجع الكرة القدم ، وتبقى الغصة الوحيدة هي لعب مباراة ليفربول ومانشستر سيتي في نفس الوقت، لكن محبي كرة القدم الحقيقيين سيجدون الطريقة لمتابعة المبارتين.
