27.77°القدس
27.18°رام الله
26.64°الخليل
27.49°غزة
27.77° القدس
رام الله27.18°
الخليل26.64°
غزة27.49°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

الاحتلال يخاف الكلمة

خالد معالي
خالد معالي
خالد معالي

غريب أمر دولة؛ تعتبر نفسها رابع أو خامس قوة في العالم؛ ترتعب وتخشى وتخاف من حرية الرأي التعبير، وتلاحق الكلمة؛ بإغلاق إذاعة الخليل لستة أشهر، واعتقال الصحفي محمد القيق، ومصادرة متعلقاته الصحفية فجر أمس.

ما جرى هو جريمة نكراء؛ تأتي استمراراً لسلسلة جرائم الاحتلال التي لا تنتهي بحق حرية الصحافة في فلسطين المحتلة؛ من اعتقال أو جرح أو ملاحقة الصحفيين بالتهديد والوعيد؛ والتي تصاعدت بشكل خطير منذ اندلاع انتفاضة القدس، في محاولة يائسة لإخراس الصوت الفلسطيني الحر.

جسدت إذاعة الخليل خلال انتفاضة القدس، كما جسد الصحفي والكاتب الحر محمد القيق نموذجًا مشرفًا للعمل الإعلامي المقاوم بانحيازهم التام واللامحدود لقضايا شعبهم ومظلوميته في وجه الاحتلال؛ وهو ما جعل الاحتلال يستشيط غضبا ولا يصبر على الكلمة الحرة وحرية الرأي والتعبير التي كفلتها كافة الشرائع والقوانين الدولية.

لو كانت دولة الاحتلال حقيقة قوية كما تزعم لما استهدفت الإعلام؛ ولكن ما جرى يرينا مدى هشاشة دولة الاحتلال واهتزاز صورتها المسكونة بالرعب والخوف، من الكلمة الحرة والصادقة التي تكشف ضعفه وعجزه وكذب رواياته المفضوحة والخادعة حول مجريات انتفاضة القدس المباركة.

ما جرى يتطلب التحرك العاجل والفعال من قبل الاتحاد الدولي للصحفيين وكافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية؛ للقيام بواجبها الحقيقي والعملي تجاه حماية الصحفيين الفلسطينيين ومؤسساتهم، وعدم الوقوف عند حدود بيانات الشجب والاستنكار التي لم تعد تجدي نفعا أمام استمرار تلك الجرائم؛ وهي أصلا تشجعه؛ كون الشجب والاستنكار لا يغني ولا يسمن من جوع لدى الصحفيين.

سبق وأغلق الاحتلال مؤسسات صحفية؛ وقتل صحفيين واعتقل آخرين، وجرح الكثيرين؛ فهل توقف الصحفيون عن أداء رسالتهم؟! إذن مواصلة واستمرار الاعتداءات والملاحقات بحق الصحفيين لن تثنيهم عن مواصلة دورهم وأداء رسالتهم السامية من خلال الانحياز لشعبنا وقضاياه العادلة؛ بل سيزيدهم ذلك أيضا إصرارا على مواصلة أداء رسالتهم السامية بكشف وتعرية ممارسات الاحتلال.

وانظر إلى همجية الاحتلال ووحشيته بحق الصحافة التي من المفترض أنها محمية بالقانون الدولي الإنساني؛ حيث تقول زوجة الصحفي المعتقل محمد القيق من رام الله؛ فيحاء شلش بأن قوات الاحتلال حاصرت البناية السكنية، وقامت بتفجير الباب، وفتشوا المنزل، وعاثوا فيه فسادا، وصادروا هاتفها النقال وجهاز الحاسوب الخاص بزوجها وهاتفه الشخصي؛ وان تفجير الباب أدى إلى تحطيم زجاج النوافذ وترويع السكان المجاورين.
كما تشير إلى أن زوجها كاتب صحفي أيضا ويعمل مراسلا لقناة المجد الإخبارية السعودية في الضفة المحتلة، وهو أسير محرر أمضى أكثر من ثلاثة أعوام في سجون الاحتلال، خلال ثلاث مرات اعتقال كانت آخرها عام 2008 .

يستهدف الاحتلال كل ما يمت للفلسطيني بصلة؛ ولا حرمة للمواطن الفلسطيني ودمه؛ مهما كان عمله إنسانيا ولا يخالف القوانين؛ فمن اعتداء على الطواقم الطبية إلى ضرب المسعفين، إلى إغلاق الصحف والإذاعات، واعتقال الصحفيين؛ إلا أن كل ذلك لا يفت من عضد الصحفيين والإعلاميين؛ كون الرسالة التي يحملونها رسالة سامية كلها حق وخير ورفع ظلم عن شعب أبى إلا أن ينال حريته .

يشكل إغلاق إذاعة الخليل واعتقال الكاتب الصحفي القيق؛ دليلاً إضافيا على استهتار (اسرائيل) وإدارتها الظهر لكل النداءات المتعلقة؛ باحترام الحريات الصحافية والاستجابة لدعوات وقفها والاستمرار في ارتكاب انتهاكاتها، وجرائمها ضد الصحافيين والحريات الإعلامية في فلسطين، وهو ما يجب أن يتوقف عاجلا أم آجلا.