27.77°القدس
27.18°رام الله
26.64°الخليل
27.49°غزة
27.77° القدس
رام الله27.18°
الخليل26.64°
غزة27.49°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

إذاعة الخليل والحركة الإسلامية تمثلني

يوسف رزقه
يوسف رزقه
يوسف رزقة

استقر في ثقافتنا لفترة طويلة أن دولة الاحتلال لا تنظر في أقوال الفلسطينين تحت الاحتلال، وإنما تنظر في أعمالهم. ولعلنا نتذكر أقول الكثيرين ( حكومة الاحتلال لا تعتقل على الموقف السياسي والكلام الإعلامي، ولكنها تعتقل فقط على الرصاصة والرشاش والقنبلة ؟!). كانت هذه المقولة جزءا من الصورة المضللة التي حاول العدو أن يرسمها في أذهاننا، ليصرف المقاومة عن استخدام السلاح، بينما هو يرصد أنفاسنا وكلامنا؟! . 

إننا إذا تعمقنا قرار حكومة العدو في حظر وجود الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة عام ١٩٤٨م، وقفنا على حقيقة العدو الصهيوني، وأنه يعمل ضد الموقف السياسي، وضد الكلمة الإعلامية، تماما كما يعمل ضد المقاومة المسلحة. وها هو يمنع رائد صلاح وأبناء الحركة الإسلامية من التعبير بالكلمة والتظاهرة عن موقفهم مما يجري ضد الأقصى بأشكال مختلفة. 

لم يستطع العدو اتهام الحركة الإسلامية بارتكاب أعمال عنيفة، لأنها ترفض العنف ، لذا ذهب إلى اتهامها بأنه تحرض على العنف . هذه تهمة مطاطة ولا يمكن قياسها، و فيها خلط بين الحق الإنساني في التعبير عن النفس والدفاع على الدين والمقدسات، وبين مفهوم العنف والتحريض على العنف، الذي تختفي خلفه دولة العدو، التي لا تتقبل الآخر، ولا تقبل الرأي الآخر. 

وإنك إذا تأملت إغلاق حكومة العدو لإذاعة الخليل ومصادرة معداتها قبل يومين، واتهامها بالتحريض على العنف ، وصلت إلى النتيجة نفسها، وهي أن دولة العدو تقمع الحريات، وتحاسب المواطنين على الكلمة الحرة، كما تحاسبهم عل الرصاصة والبندقية. إذاعة الخليل إذاعة محلية تبث على موجة قصيرة، وقد أخذت تصريح إنشائها من السلطة الفلسطينية، وهي تعمل في الأرض الفلسطينية، وتخدم المواطن الفلسطيني في الخليل وما حولها، وليس للعدو سلطان عليه. 

في دولة العدو يهتف الإسرائيليون دائما ( الموت للعرب ؟! ) ويعتدون على المواطنين العرب في كل مناسبة. ومدارس اليهود الدينية تحرض على قتل العرب، وكثيرا ما وصفوا العرب بالصراصير والحشرات، وقام المستوطنون بإحراق محمد ابو خضير ْو دوابشة وهم أحياء، ولم تعاقب حكومة العدو أحدا، ولم تغلق مدرسة، ولم تغلق إذاعة عبرية، ولم تمنع اعتداء؟! 

في دولة العدو ثمة حرية ولكنها لليهودي فقط، وليس لفلسطيني تحت الاحتلال ما لليهودي من حرية القول والتعبير، والدفاع عن دينة ومقدساته. دولة العدو تفتخر في بلاد الغرب بأنها واحة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط ، بينما أعمالها العنصرية مع الفلسطينين تفضحها، وتكشف حقيقة عنصريتها. دولة العدو العنصرية تستغل الأوضاع العالمية المشحونة ظلما ضد المسلمين، وضد الإسلام بسبب تفجيرات داعش، لتعلن عن إجراءات عدوانية متطرف ضد إذاعة الخليل ، وضد الحركة الإسلامية بقيادة رائد صلاح. العدو يحاسب الحركة وإذاعة الخليل بسبب دفاعهما عن المسجد الأقصى، ضد التقسيم الزماني والمكاني، وليس في أقوالهما أدنى عدوان أو تحريض على العنف ؟!.