26.6°القدس
26.27°رام الله
24.97°الخليل
30.29°غزة
26.6° القدس
رام الله26.27°
الخليل24.97°
غزة30.29°
الأحد 01 سبتمبر 2024
4.77جنيه إسترليني
5.12دينار أردني
0.07جنيه مصري
4.02يورو
3.63دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.77
دينار أردني5.12
جنيه مصري0.07
يورو4.02
دولار أمريكي3.63

تعصبٌ للفرق الكروية الاسبانية.. قد يصل إلى حدّ "القتل"!

خبر: الى عشاق البرشا والريال:ماذا تعرفون عن الأندلس؟

[title]*مغربي اعتقل لهتافه: (الله.. الوطن.. البرشا) وأفرج عنه كرامةً لبرشلونة! *رجل كسر ذراع ابنته غضباً لخسارة فريقه وآخر التزم بيته لنفس السبب! زقوت: التعصب حيلة دفاعية للوصول إلى نشوة الشعور بالقوة والعنفوان د.العرابيد: الاتحاد في الإسلام فرض.. والمتعصب خارج عن نطاق الدين[/title] لن تملك عزيزي القارئ، بعد قراءة القصة التالية إلا أن تسأل نفسك :"أوَ إلى هذه الدرجة حُجّمت العقول؟".. ستتأكد من ذلك.. "ربا" طفلة تبلغ من العمر (6 أعوام)، وهي الكبرى لأخ عمره أشهر فقط، وبالمختصر المفيد "هي ملطشة الوالد" الذي لا يتوانى لحظةً واحدة عن ضربها وتوبيخها إذا آتت بأي حركة أمام شاشة التلفاز –وتحديداً- حينما تصدح عبر سماعاته أصوات المشجعين في أحد "استادات" كرة القدم.. قد يكون هذا عادياً، وقد يقول أي مشجّع مثله :"كلنا هكذا"، أما أن يتحول هذا الرجل إلى وحشٍ كاسر إذا ما خسر أي فريقٍ يشجعه –وهم كثر- فهذا ما لا يمكن لعقلٍ أن يتخيله.. حسب زوجته أم سالم، فالرجل كسر ذراع ابنته مرةً، ومزّق شعرها في أخرى، وعضها من رأسها في ثالثة.. وفي المرات الثلاث خسر فريقه.. لكنه لم ينتبه أبداً أنه هو الآخر خسر "صورته" كأب أمام ابنته التي باتت تصاب باكتئاب حاد كلما رأت التلفاز مفتوحاً على قناةٍ رياضية! صاحبنا ليس الوحيد، فقد باتت مظاهر التعصب الكروي تتفشى ليس فقط بين أفرادٍ وأفراد، بل بين جماعاتٍ وأخرى، وتعدت ذلك لتسبب مشكلاتٍ متفاقمة بين دولٍ ودول، وهذا بالضبط ما حدث قبل فترة بين مصر والجزائر "بما أدى إلى قتل وجرح العشرات، وتسبب بتوتر العلاقات السياسية بين البلدين". والأنكى أنه ولأجل التعصب لأحد الفرق تجد أخا أقام عداوة مع شقيقه أو صديقه الحميم بل وأحياناً اعتدى عليه بالضرب فجرحه أو قتله! وترى جهاتٌ اختصاصية أن أهم الأسباب المؤدية إلى نشأة التعصب لأجل لعبةٍ رياضية هو حالة الفراغ الفكري التي يعاني منها الشباب في المجتمعات بالإضافة إلى ما يمارس ضدهم من قهر، وعدم اهتمامهم بقيمة الوقت والحرص على استغلاله فيما يفيد وينفع، ناهيك عن التقليد الأعمى لزملائهم وأصدقائهم المشجعين لفريق معين.. التفاصيل ضمن التقرير: [color=red][title]نظام الـ"مكايدة"..![/title][/color] ما إن تبصر بعينيك يوسف (29 عاماً) بعد أي لقاء لفريقه "برشلونة" حتى تفقه من حالته نتيجة اللقاء، فهو ضاحك الوجه إذا حاز الفوز، وإن أصابه الفريق الخصم، وجدته كشّر عن أنيابه استعداداً لأي هجوم على أقرانه مشجعي الفريق الآخر. يوسف في كل مرة يحرز فيها فريق(برشلونة) أو البرشا "كما يحلو له أن يسميه" الفوز، يتصيد زميل له يدعى محيي الدين من مشجعي فريق ريال مدريد، ليبدأ باستثارة مشاعره تارةً بالتهكم من أداء فريقه وتارةً أخرى بتقديم واجب العزاء -على حد تعبيره- لمحي الدين.. فما يكون من الأخير إلا أن يستشيط غضباً فيذكره بإخفاقات فريقه السابقة وأحياناً يلتزم الصمت حزناً على فريقه المهزوم، أو يتمتم بألفاظ بذيئة قد تقودهما إلى مشاجرة وخصام لأيام عدة. يقول يوسف:"في اللقاء الذي غُلب فيه الريال مقابل برشلونة الذي سجل هدفين في شباك الريال، لم يخرج محيي من المنزل كي لا يواجهني"، لافتاً إلى أن ذلك يثير سروره ويشعره بالانتصار على صديقه، غير أنه لا يعمد إلى ذات التصرف إذا أخفق البرشا ويبدي استعداداً للدفاع عن لاعبيه متوعداً بالفوز في اللقاء التالي وكأنه من لاعبي الفريق! [color=red][title]لأنهما الأفضل..[/title][/color] ويرى أمجد أبو ضبوس، المختص بالشئون الرياضية أنه وعلى الرغم من مظاهر الاحتفال الكبيرة التي أبداها الفلسطينيون إزاء إنجاز المصالحة الفلسطينية، إلا أن احتفالهم بمباراة الدوري الإسباني كان أضخم. وقال :"أحد أهم أسباب ازدياد التعصب الكروي لدى الفلسطينيين في قطاع غزة زيادة الاهتمام بالأنشطة الرياضية وخاصة كرة القدم باعتبارها رياضة شعبية بالإضافة إلى تأثيرات الجانب السياسي على الواقع الفلسطيني"، مؤكداً أن عدم ثقة المواطنين بالسياسيين وَلدت لديهم إحباطاً جعل فرحتهم منقوصة بإنجاز المصالحة. وتابع :"وجود نجمين كبيرين في الفريقين المتباريين –الأكثر تشجيعاً من قبل أهالي قطاع غزة- كـ "ميسي" في فريق برشلونة و"رونالدو" في فريق ريال مدريد، جعل الأنظار كلها تتجه إلى مباراة الدوري كون اللاعبين اجتمعا على أرضٍ واحدة. وعزا التفاف الجماهير العربية والعالمية لا سميا الفلسطينية لمتابعة الدوري الأسباني إلى أن الفريقين يقدمان لعبة كرة القدم بطريقة مميزة لم يسبق للجمهور الرياضي الفلسطيني على الأخص متابعتها، مشيراً إلى أن الكثير من نقاد العالم في مجال الرياضة يؤكدون أن فريق برشلونة الحالي من أفضل الفرق التي مارست لعبة كرة القدم على مدار التاريخ. ولم ينف أبو ضابوس وجود جانب غير محمود في أمر متابعة الفرق الرياضية أهمها التعصب والسخرية من مشجعي الفريق الأقل جودة في اللعب، موضحاً أن السبب الأساسي في التشجيع غير المحمود والتعصب الأعمى للفرق الرياضية يكمن في الجهل لدى المشجعين. ودعا إلى ضرورة الالتزام بقواعد اللعب التي تحتم وجود فريق فائز وآخر مهزوم وبيَّن أنه مهما كانت قدرة الفريقين وأساليبهما الابتكارية في اللعب فلا بد من وجود خاسر بينهما، قائلاً:"من يحتد في التعصب لفريقه ويقدم على سلوكيات مؤذية كالاعتداء بالضرب أو حتى القتل لمشجع الفريق الفائز ليس رياضياً وإنما مقلداً انساق للتشجيع وفقاً للأغلبية". [color=red][title]التوحد مع المعتدي[/title][/color] ويقرأ د.سمير زقوت الاختصاصي في برنامج غزة للصحة النفسية أسباب التعصب الكروي للفرق الأجنبية ولفريقي برشلونة وريال مدريد بالتحديد، قائلاً :"هذا التعصب يعود إلى مسألة التوحد مع المعتدي، وتلك الحالة هي مجرد حيلة دفاعية يستخدمها الإنسان المقهور ليبدد المشاعر التي تتملكه من قهر وهزيمة من خلال التوحد مع من هو أقوى منه سواء في اللعب أو المظهر أو السلوك".. ويفاجئ قارئ التاريخ اليوم، أن الفرق الإسبانية التي يشجعها العرب (اسبانيا وبرشلونة) هي في الأصل جزءٌ أساسي من بلاد الأندلس، تلك الحضارة التي تعد جزءً من تراث المسلمين على مر العصور.. يعلق د.زقوت :"تلك الفرق الرياضية التي يتعصب لها اليوم الشباب هي التي طردت المسلمين وقتلتهم ونصّرتهم من ناحية واقعية، والمسلمين يتخذون من التعصب لتلك الفرق حيلة دفاعية ليشعروا بالقوة والعظمة والعنفوان". وزاد على ذلك :"التحليل النفسي لسلوكيات بعض الشباب المتعصب للفرق الكروية يؤكد أنه يتوحد مع القوة الأبرز.. وليس أدل على ذلك من أسير قضى فترة طويلة من الزمان في المعتقل، فلوحظ عليه تعصبه الشديد لفريق مكابي تل أبيب!"، مشدداً على أن ذلك التعصب يقود إلى أفعال جنونية قد تصل إلى حد القتل "والدليل، ذلك الجزائري الذي يشجع فريق ريال مدريد وقتل صاحبه المشجع لفريق برشلونة بعد إحراز الأخير الفوز". [color=red][title]أسلوب النقد الهدام[/title][/color] وفي ذات السياق، أرجع د. زقوت استخدام الشباب الفلسطيني المتعصب لأحد الفرق الكروية الألفاظ البذيئة وتطورها لتصل إلى حد الاعتداء بالضرب أو القتل تعود إلى حالة الضغط التي يعيشها الشباب الفلسطيني "وهذا جزء من العنف الذي لم يستطع تفريغه ضد المحتل"، مضيفاً :"هذا أيضاً ينسحب على المشجعين في الوطن العربي كونهم لا يجدون تفريغاً لحالة الكبت التي يعانونها".. وذكر قصة ذلك المشجع لفريق برشلونة في دولة المغرب، الذي كتب على لائحة "الله.. الوطن.. البرشا"، مما دعا السلطات المغربية إلى التدخل واعتقاله لأنه لم يكن موالياً للملك، غير أن تدخلاً خارجياً استطاع أن يخرجه من السجن كرامةً لفريق برشلونة! وأكد أن سمة التعصب موجودة في كل المجتمعات وسببها إلغاء العقل واللهث وراء الأمور التافهة التي تحقق الترفيه للمجتمعات الغربية والأجنبية ويعبر من خلالها المواطن العربي عن سياسات القهر التي يواجهها. [color=red][title]الشرع ينبذ التعصب[/title][/color] أستاذ الشريعة في جامعة الأقصى د.عبد السميع العرابيد يري أن ما يحدث من تعصب المواطنين للفرق الكروية وما ينتج عنها من أمور شغب وإحداث ضرر قد يصل إلى حد قتل مشجع الآخر.. جميعها خارج نطاق الدين والشرع، مؤكداً أن الإسلام ينبذ كل ما يحرض على المحاباة والمعاداة، ويعزز ما يدعو إلى القوة "كون المؤمن القوي خير وأحب عند الله من المؤمن الضعيف"، والقوة التي قصدها هنا هي تلك التي تحقق فرض الاتحاد ولا تؤدي إلى التشرذم والتشتت. وأردف :"الاتحاد في الأمة الإسلامية فرض وأي أمر يخل به يجب محاربته.. ففي زمن السلف الصالح عندما اختلف اثنان على الآذان أو الإقامة أفتى الإمام بعدم الآذان كونه سنة والاتحاد بين المسلمين فرض"، مشيراً إلى ضرورة محاربة ما يحدث نتيجة التعصب الكروي من اقتتال وبغض بين الأفراد كونه خارج عن نطاق الدين، "وهنا ندعو أولي الأمر إلى محاربة الظاهرة لتجنيب المسلمين الفتنة والاقتتال". وأضاف :"المشكلة لا تكمن في مجرد الاختلاف على تشجيع فريق دونما الآخر وإنما في حالة التعصب للفريق التي قد تقود إلى ارتكاب جريمة وإشاعة مشاعر البغض والكراهية بين الناس خاصة إذا ما التزم مشجعو الفريق الفائز نهج السخرية والاستهزاء من قدرة وقوة وإمكانيات الفريق الآخر"المهزوم". ودعا د. العرابيد إلى ضرورة التزام تعاليم الدين الإسلامي التي تنبذ السخرية والاستهزاء بالآخرين، متابعاً :"من يفعل ذلك إنما يدلل على عدم فهمه لمبادئ وروح الدين الحنيف فالمسلم للمسلم كالبنيان المرصوص ولا يجوز أن يهزأ أخ بأخيه أو يسخر منه لأن في ذلك مدعاة للتفرق".