27.22°القدس
26.7°رام الله
26.08°الخليل
27.7°غزة
27.22° القدس
رام الله26.7°
الخليل26.08°
غزة27.7°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

بعد خراب مالطا

وسام عفيفة
وسام عفيفة
وسام عفيفة

عندما غنى العندليب الأسمر أغنية: "ظلموه القلب الخالي ظلموه" كان يقصد جماعة الحبّيبة، لكن لا بأس أن نستأنس بباقي كلمات الأغنية: قبلوه شبكوه وارتاحوا لما شغلوه... وعدوه يزوروه ... ونهار مافتكروا يهنوه .... نسيوه وفاتوه .... وأتاريهم قبل ما ينسوه ظلموه.  

ذكرتني الأغنية بالجنون الذي يضرب المنطقة والعالم وكأنه عقاب للظلم الذي تعرض له الشعب الفلسطيني ولايزال من دمه وحياته على مدار سنوات وحتى اليوم. على سبيل المثال تستحضر ذاكرة التاريخ الأسود ظلم الأشقاء والغرباء لأهل غزة... فكم مرة وعدونا بإنهاء الحصار، ثم تركونا نواجه ثلاث حروب، بل تآمروا مع الاحتلال لكسرنا، ولم يكتفوا بذلك، فقد أشغلوا غزة بأزمات الرواتب والكهرباء والإعمار كي يرتاحوا من المقاومة وعنادها. 

اليوم ونحن نتابع الأخبار في المنطقة والعالم وكأننا نشاهد صورا من بعض أزمات مررنا بها، ابتداء من الرعب وحظر التجول في باريس منذ هجمات الجمعة الدامية، وليس انتهاء بأزمات مصر، أقلها انقطاع التيار الكهربي لفترات طويلة وصولا إلى مؤشرات انهيار اقتصادي ستدفع ثمنه مصر لسنوات طويلة، ما يستدعي أن ننصح الحكومة المصرية الاستفادة من تجربة حكومة غزة  في توزيع جداول الكهرباء بنظام 8*8  و 6*12، وفي حال تحققت المخاوف من أن الانهيار الاقتصادي قد يدفع الحكومة المصرية لتخفيض رواتب الموظفين وزيادة الضرائب، فإن غزة لديها خبرة معتبرة في نظام تقسيط الرواتب بنظام 40% من الراتب شهريا وترحيل الباقي إلى المستحقات، ولن نعدد تجاربنا الأخرى التي أجبرتمونا أن نعيشها بفعل الحصار والحروب وظلمكم.  بالمختصر نقول لجيراننا زورونا تجدوا كل ما ينفعكم، فهذه مؤامراتكم ردت عليكم، لكن الفلسطيني استطاع الصمود وتجاوز آثار ظلمكم، أما أنتم فسوف تدركون الأمر بعد "خراب مالطا". للتذكير: احتل الجيش الفرنسي بقيادة نابليون بونابرت جزيرة مالطا عام 1798م ورغم قصر مدة الاحتلال الفرنسي الذي استمر عامين فقط إلا أنهم تركوها خرابًا بعد أن سرقوها ونهبوها وأجبروا سكانها على الهرب بـحياتهم إلى جزيرة صقلية، وعاد أهلها بعد أن حررها الإنجليز عام 1800م ولكن بعد خرابها أي "بعد خراب مالطا".