27.22°القدس
26.7°رام الله
26.08°الخليل
27.7°غزة
27.22° القدس
رام الله26.7°
الخليل26.08°
غزة27.7°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

زيارة سفير الإرهاب كيري إلى المنطقة

عصام شاور
عصام شاور
عصام شاور

قبل عام ونصف تقريبًا انتهت محاولة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لإعادة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية العلنية بالفشل الذريع، قبل ذلك هدد كيري الطرف الفلسطيني بأنه لن يتدخل مرة أخرى، إذا فشلت مفاوضات الأشهر التسعة، وقد فشلت المفاوضات بسبب تعنت رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في المضي قدمًا في عملية بناء المستوطنات بالضفة الغربية، وتذرع كيري حينها بأن المفاوضات فشلت بسبب اتجاه رئيس السلطة نحو مصالحة حركة حماس، وها نحن بعد عام ونصف تقريبًا من مغادرة كيري لم نر أي مصالحة، في الوقت الذي استطاع فيه بنيامين نتنياهو بناء آلاف الوحدات السكنية الاستيطانية في الضفة الغربية.

الإدارة الأمريكية راعية للإرهاب في المنطقة بامتياز، فخلال المدة السابقة التي ذكرناها لم تتدخل الإدارة الأمريكية لوقف الجرائم الإسرائيلية بحجة أن الفلسطينيين أضاعوا الفرصة، وتركت الاحتلال الإسرائيلي يعيث فسادًا في مناطق السلطة من قتل وتهويد للمقدسات وبناء للمستوطنات، ولكن ما إن تفجرت انتفاضة القدس المباركة ولم تعد دولة الاحتلال قادرة على السيطرة على الأوضاع؛ حتى جاء مبعوث الإرهاب الأمريكي جون كيري ليؤكد حق (إسرائيل) الإرهابية في الدفاع عن نفسها، وليؤكد أيضًا إدانته لما يقوم به الفلسطينيون من عمليات طعن ودهس ورمي للحجارة، واصفًا إياها بكل وقاحة بالأعمال الإرهابية، وقد سبق أن قلنا: إن كيري يتمتع بغباء منقطع النظير إلى جانب انحيازه السافر للاحتلال الإسرائيلي، فهو بوصفه المقاومة المشروعة التي كفلتها كل قوانين الأرض بالإرهاب يؤجج غضب الشارع الفلسطيني، ما يزيد من أعمال المقاومة وخسائر الجانب الإسرائيلي، كما سيتسبب بخسائر في الجانب الفلسطيني.

لاحظنا أن نتنياهو ما زال يصر على تمسكه ببناء المستوطنات، أي أن نتنياهو استقبل كيري أول أمس بالتصريحات نفسها التي غادر بسببها كيري قبل سنة ونصف، وقد وعد نتنياهو بتعزيز مكانة الرئيس والسلطة الفلسطينية مقابل الاعتراف بالاستيطان، وهذه سياسة العدو الإسرائيلي التي قامت عليها اتفاقية (أوسلو): اعتراف بمنظمة التحرير وتعزيز مكانتها في الأراضي الفلسطينية مقابل تنازل عن 78% من الأراضي الفلسطينية، وقد حصل ذلك دون أن نرى أي بوادر لإقامة دولة فلسطينية، والآن يساوم على المزيد من أراضي الضفة الغربية مقابل تعزيز مكانة السلطة، ولكن ليس مهمًّا ما يطرحه العدو، بل ماذا يكون رد السلطة الفلسطينية.

خلاصة القول: إن جون كيري جاء من أجل وقف انتفاضة القدس، وإعادة الأمن لأبناء عشيرته من الصهاينة، وقد اجتمع مع من لا يملك من أمر الانتفاضة شيئًا لا في الجانب الإسرائيلي ولا في الجانب الفلسطيني، ولذلك ستستمر الانتفاضة وسيحقق الشعب الفلسطيني ما لم يحققه قادته، وسينقذ شعبنا ما حاول المجتمع الدولي إهداره وسرقته.