16.68°القدس
16.44°رام الله
15.53°الخليل
18.44°غزة
16.68° القدس
رام الله16.44°
الخليل15.53°
غزة18.44°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: ذرية بعضها من بعض

قصف عشوائي لاحياء سكنية يخلف مئات القتلى والجرحى من نساء وأطفال، والجيش يحول دون وصول المصابين إلى المستشفيات ويمنع انتشال جثث الضحايا من تحت الأنقاض. هذه ليست غزة أو جنين والجيش ليس جيش الإحتلال الاسرائيلي بل هي مدينة حمص السورية والجيش هو جيش النظام السوري! أكرم الله أهل حمص المعروفين بالكرم والسماحة بأن يتخير منهم العدد الأكبر من الشهداء الذين سيذكرهم التاريخ بأنهم من فتح باب الحرية بأيديهم المضرجة بالدماء. وقدّر لأهل حماة بأن يعيشوا كابوس الماضي الذي حدث في مثل شهرنا هذا قبل ثلاثين عاماً إذ أباد النظام أكثر من ثلاثين ألفاً من خيرة الشباب من أبناء مدينة حماة الذين تجرؤوا على الوقوف في وجهه. وها هم يجدون أنفسهم أمام آلة القتل نفسها على يد النظام نفسه وتلك ذرية بعضها من بعض. فالابن أبى إلا أن يمشي على خطا أبيه ظناً منه أن ما نجح في الماضي سينجح الآن ولكن هيهات، فالسيل القادم من تونس وليبيا ومصرواليمن غسل عن العيون الغشاوة وأصبحت الحرية قاب قوسين أو أدنى كما أن شعب سوريا الذي قمعته آلة الإرهاب والتخويف اّنذاك أصبح يعي الآن أن السكوت وإدارة الظهر يعني نصف قرن آخر من الإضطهاد والقمع. أما حان للمشككين بالثورة من ملتزمي الصمت أو الداعمين للنظام أن يروا النظام على حقيقته؟ ماذا ينتظر هؤلاء حتى ينتفضوا كما إنتفض الناس من حولهم؟ أما كان لهم في أسلافهم في تونس وليبيا ومصر موعظة حسنة؟ نحن لا نشكك أن هناك مؤامرات حيكت وأخرى تحاك ضد سوريا بحكم أهميتها الاستراتجية كما أننا لا نغفل عن تعقيد الوضع في سوريا ولا سيما أن الأطراف الدولية التي تتبنى الثورة لم تضمر لها الخير يوماً ولكن هذا لا يعني ألا يكون للسوريين الحق في أن يعيشوا في حرية وأمان في وطنهم الذي طالما كان بلداً حراً وعزيزاً. كانت سوريا ومازالت الوطن الثاني للشعب الفلسطيني وطالما شاركنا الشعب السوري همومنا وشاركناه همومه. أنظر حولي فأرى أهلنا في فلسطين كلها يشاطرون الشعب السوري جراحه ويشاركوه تطلعه المشروع إلى الحرية، وكنت أتمنى من القيادة أن تعبر عن نبض الشارع في موقفها الرسمي. لا شكّ أنه من غير الحكمة أن تتدخل الدول في الشؤون الداخلية لجيرانها لا سيما إذا كانت الأخيرة تحتضن جالية فلسطينية كبيرة (ولنا في الكويت العبرة) ولكن إذ تستخدم ورقة المقاومة الفلسطينية حجة لشرعنة النظام فسكوتنا يضرّ بالشعب العظيم الذي طالما اعتبر فلسطين قضيته الأولى. ولا يسعنا إلا أن نقول لأهلنا في سوريا صبر جميل والله المستعان في نضالكم نحو الحرية.