25.56°القدس
25.08°رام الله
24.42°الخليل
27.38°غزة
25.56° القدس
رام الله25.08°
الخليل24.42°
غزة27.38°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

أمر الساعة: مواجهة التحريض الإسرائيلي

صالح الننعامة
صالح الننعامة
صالح النعامي

لا خلاف على قيمة الدور المهم والرئيس الذي يلعبه الإعلام في المواجهة المتعاظمة بين الشعب الفلسطيني والكيان الصهيوني حالياً، سيما وأن هذا الإعلام يسهم في بلورة مواقف الرأي العام العالمي مما يحدث. ونظراً لأن للفلسطينيين أكثر من غيرهم مصلحة في مضاعفة الدعم الدولي لقضيتهم وإسناد حقهم، فإنهم مطالبون بعدم السماح بخسارة هذه المعركة على الإطلاق.

وهناك ما يدلل على أن الفلسطينيين ومن يساندهم من العرب قد قصروا في الاستعداد للمواجهة الإعلامية مع الصهاينة، الذين لم يترددوا في اتباع كل وسائل الفبركة والاختلاق من أجل تشويه النضال الفلسطيني والتحريض على الانتفاضة وتجريم المقاومين.

لقد كانت هناك حاجة للرد على ما تقوم به مواقع إخبارية يمينية مقربة من الحكومة الإسرائيلية عمدت مؤخراً إلى استغلال هجمات باريس الأخيرة في تشويه الفلسطينيين والتحريض عليهم من خلال فبركة «شواهد» زعمت أنها توثق احتفاء الفلسطينيين بهذه الاعتداءات وتدلل على تضامنهم مع منفذيها.

وبرز الموقع الإخباري «News Desk» الذي يعد أحد أهم مواقع اليمين الإخبارية والذي يحظى بنسبة تصفح عالية، حيث يقبل عليه بشكل كبير اليهود داخل إسرائيل والعالم في اختلاق الأكاذيب في سعيه لتجريم الفلسطينيين ونضالهم من خلال اتباع هذا التكتيك الدعائي التحريضي. فعلى سبيل المثال عرض الموقع بعد أحداث باريس شريط فيديو يظهر فيه آلاف الفلسطينيين يتجمعون في رام الله وهم يحتفون ويوزعون الحلويات على بعضهم البعض، حيث زعم الموقع أن هذا الفيديو يوثق احتفاء الفلسطينيين باعتداءات باريس. ويتبين بوضوح أن هذا الشريط يوثق في الواقع احتفالاً نظمه الفلسطينيون قبل ثلاثة أعوام في قلب ميدان «المنارة»، وسط رام الله، بمناسبة قبول فلسطين عضوا مراقبا في الأمم المتحدة.

ومن الصور التي نشرها الموقع، وزعم أنها تمثل احتفاء الفلسطينيين بهجمات باريس كانت لفلسطينيين يحتفلون في مدينة غزة بنجاح «كتائب عز الدين القسام» لحركة حماس» في أسر جنود الاحتلال وذلك أثناء الحرب الأخيرة على القطاع. وقد طلب القائمون على الموقع من متصفحيه بإعادة نشر مقاطع الفيديو هذه وتلك الصور وإيصالها لأكبر عدد من حسابات المواطنين الفرنسيين على مواقع التواصل الاجتماعي؛ في مسعى واضح لتشويه صورة الفلسطينيين من خلال التلفيق، على أمل أن ينجحوا في استعداء أكبر قطاع ممكن من الفرنسيين ضد الفلسطينيين. وفي مناسبة أخرى ادعى الموقع ذاته أن فلسطينيي 48 يحرصون على الاستماع في سياراتهم لأغانٍ تمجد تنظيم «الدولة الإسلامية» واعتداءات باريس، واصفاً هذا السلوك بـ«الظاهرة».

ولم يفت الموقع الفرصة للاستنتاج بأن هذا يدلل على «عمق التحولات الأيدلوجية التي يمر بها فلسطينيو الداخل، ويعكس تعاظم تأييدهم للجهاد العالمي».

إن هناك حاجة لوجود مواقع إنترنت باللغات الرائجة في العالم للرد على هذا التشويه الممنهج والتدلل على التضليل الصهيوني وفضحه وتجريمه.

وعلى الرغم من أنه لا يمكن الرهان على دور السلطة الفلسطينية أو أي دولة عربية في مواجهة هذا السيل من التزييف الصهيوني، فإن هناك حاجة لدور للمخلصين من أبناء الأمة لمواجهة ماكنة التشويه والشيطنة الصهيونية ونزع الشرعية عنها. إن السؤال الملح الذي يطرح نفسه: لماذا حتى الآن لم يتوجه المخلصون من أبناء الأمة لفتح ملف التحريض الصهيوني على الكراهية في الغرب؟.

لماذا حتى الآن لم يتصدَ أحد لمهمة ترجمة وتوثيق فتاوى الحاخامات الصهاينة التي تدعو لقتل الفلسطينيين وتدمير ممتلكاتهم وتسميم آرابهم ونهب محاصيلهم؟.

لماذا لا يوجد هناك جهد منظم لمراقبة ورصد ما يعرض على مواقع التواصل الاجتماعي بالعبرية التي تزخر بالتحريض العنصري، والتي بالإمكان تصويرها وتوثيقها وترجمتها وعرضها كدلائل على عنصرية وسادية هؤلاء.

يكفي فقط أن يتم رصد ومتابعة التصريحات والمناشير والتغريدات التي ينشرها ساسة صهاينة كبار وتعكس نمطاً عنصرياً في التفكير والممارسة. ولا شك أن مأسسة هذا الجهد ستمثل ضربة نجلاء للدعاية الإسرائيلية.

لقد وقف الحاخام دوف ليئور، أحد أبرز مرجعيات التيار الديني الصهيوني والذي يعد مرجعية لحزب «البيت اليهودي» الذي يشارك في حكومة نتنياهو بعيد هجمات باريس وشمت في الضحايا الفرنسيين، وقال بالحرف الواحد:» هؤلاء الأشرار يستحقون ما جرى لهم بسبب ما فعلوه بشعبنا قبل 70 عاماً».

وفقط علينا أن نتخيل حجم الحرج الصهيوني عندما تتم ترجمة هذا النص وتوثيقه ونشره بحيث يصل لأكبر عدد من الفرنسيين، فمن المؤكد أن هذا سيقلص من قدرة إسرائيل على توظيف هجمات باريس لصالحها.