يعد مخيم شعفاط شمال شرق مدينة القدس، أحد أهم مخيمات الوطن التي قدمت ولا تزال التضحيات الجسام دفاعا عن كرامة شعبنا ومقدساته.
فمنذ اللحظة الأولى لانتفاضة القدس ومع دخول شهرها الثالث، لا يكاد يمر يوم دون أن يكون للمخيم بأهله وشبابه، قصة بطولة أو حكاية صمود وتحد، تؤرق مضاجع المحتل وتعطي دروسا في المقاومة والصبر لكل الأحرار.
من عملية الشهيد إبراهيم العكاري، مرورا بعملية الشهيد صبحي أبو خليفة، والشهيد وسام المنسي، والشهيد أحمد صلاح، وصولا لعملية الشهيد محمد سعيد محمد علي، الذي طعن 3 من جنود الاحتلال في القدس المحتلة.
هذه العمليات البطولية بالإضافة للمواجهات المستمرة يوميا مع جنود الاحتلال، جعلت من اسم المخيم كابوسا لن ينساه الاحتلال، وهم يلخصون بتضحياتهم تلك نضال شعبنا ومقاومته في شتى الأمكنة والأزمنة.
وها هو المخيم برجاله ونسائه، بشبابه وشاباته، بصغاره وكباره، يقدم مثلا في التلاحم والتماسك واحتضان المقاومة وأهلها، فبعد خطوة الاحتلال الجبانة باقتحام المخيم وتفجير منزل الشهيد العكاري، لم تمض سوى ساعات قليلة حتى استطاع شباب المخيم من جمع تبرعات من كافة الأهالي لإعادة بنائه، في رسالة واضحة للمحتل بأن أهل المخيم كالجسد الواحد، ولن يتخلّوا يوما عن مقاوم دافع عن عرضهم ومقدساتهم.
ويكأن شباب المخيم يردون على اقتحامه من قبل الاحتلال بأكثر من ألف جندي وشرطي، بأن يشارك أهل المخيم جميعهم في بناء ما يهدمه الاحتلال، وهي رسالة تحمل دلالات عظيمة في صمود وتحدي شعبنا لغطرسة الاحتلال وظلمه.