14.44°القدس
14.14°رام الله
13.3°الخليل
19.16°غزة
14.44° القدس
رام الله14.14°
الخليل13.3°
غزة19.16°
الثلاثاء 12 نوفمبر 2024
4.82جنيه إسترليني
5.29دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.75دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.82
دينار أردني5.29
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.75

قلقيلية.. شوكة في حلق المحتل

عصام شاور
عصام شاور
عصام شاور

لم تتوقف المواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي يوما واحدا في مدينة قلقيلية منذ اندلاع انتفاضة القدس، وما زالت المواجهات مستمرة وخاصة في المنطقة الغربية والمعروفة باسم "حي النقار"، ولهذا الحي قصة طويلة مع الاحتلال الذي يحمل حقدا دفينا على المدينة وعلى ذلك الحي بشكل خاص منذ أن نفذ الشهيد صالح صوي _رحمه الله _عملية ديزنكوف في تل أبيب عام 1995 فقتل أكثر من 22 إسرائيليا وجرح العشرات، ثم جاء بعده بست سنوات الشهيد سعيد الحوتري _رحمه الله_ لينفذ عملية الدولفيناريوم ليوقع عددا مماثلا في القتلى ومضاعفا في الجرحى من اليهود، وكان الشهيد صالح من حي النقار ومخطط العملية الثانية أيضا من حي النقار وهو القائد القسامي الشهيد عبد الرحمن حماد الذي اغتاله الجيش الإسرائيلي عام 2001 بعد اتهامه بالوقوف خلف عملية الدولفيناريوم، فضلا عن مسيرة طويلة في الجهاد زاخرة بالعمليات البطولية خاضها أهل قلقيلية مع الاحتلال الإسرائيلي وقدمت خلالها الكثير من الشهداء والأسرى والجرحى رغم قلة عدد سكانها الذي لا يتجاوز 60 ألف نسمة.

هذه الأيام يتعرض حي النقار لحملة إسرائيلية شرسة في إطار التصدي لانتفاضة القدس، فقبل يومين تم إرسال إخطارات بهدم منازل رغم وقوعها داخل الجدار وحصول أصحابها على التراخيص اللازمة من البلدية، كما تم حرق الدفيئات الزراعية بمحاذاة الجدار وإتلاف المزروعات، كما تعرض سكان الحي لحالات اختناق تم نقل المئات منهم إلى المشافي، كما أحرق الاحتلال بعض المنازل لكثافة قنابل الغاز التي تلقى داخلها، وهذا يأتي ضمن العقاب الجماعي للسكان، عدا عن إصابة عشرات المواطنين بالرصاص الحي والمطاطي وإعدام ميداني للشهيدة رشا عويصي.

لا أقول إن مدينة قلقيلية شوكة في حلق الاحتلال بسبب جهاد أهلها وتضحياتهم وعملياتهم البطولية فقط، فكل شعبنا من رفح حتى الناقورة ومن البحر حتى النهر قدم في سبيل الله وتحرير الوطن قدر ما يستطيع، ولكن قلقيلية هي المدينة الأكثر تغلغلا في خاصرة المحتل، حيث لا تبعد عن الساحل سوى 13 كيلو متر، ولذلك فإن إسرائيل تحاول وضع حلول سياسية لضم أراضيها إلى الكيان الغاصب بعملية تبادل أراضٍ، وعلى الأرض تضيق على أهلها وتحاصرهم وتسرق مياههم وأراضيهم الواقعة خلف الجدار، وتحارب أي تطور للمدينة في سبيل تهجير أهلها، ولكننا بإذن الله صامدون فيها حتى يرحل المحتل وحتى ذلك الحين لا يجب تركها وحيدة في مواجهة الاحتلال ويجب دعمها إعلاميا وسياسيا ووضعها على سلم أولويات التطوير من جانب السلطة الفلسطينية.