13.89°القدس
13.45°رام الله
12.75°الخليل
19.62°غزة
13.89° القدس
رام الله13.45°
الخليل12.75°
غزة19.62°
الأربعاء 13 نوفمبر 2024
4.82جنيه إسترليني
5.29دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.75دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.82
دينار أردني5.29
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.75

هل يراجع كاميرون ملف المستوطنين؟!

يوسف رزقه
يوسف رزقه
يوسف رزقة

هل يمكن (لكاميرون) أن يأمر الجهات القانونية في بلده بمراجعة ملف الاغتيالات التي قامت بها (إسرائيل) خارج حدودها، بعد أن اعترفت رسميًّا باغتيال محمود المبحوح في دبي؟! وهل يمكن لكاميرون أن يتهم حزب ليبرمان المتطرف بالعنف، وأن يضعه تحت المراقبة بسبب تحريضه على العنف والتطرف واغتيال قيادات فلسطينية محددة؟! وهل تستطيع حكومة كاميرون مراجعة ملف ترامب المرشح الجمهوري للرئاسة بسبب تصريحاته المعادية للمسلمين، والتي تحرض على العنف؟!.

ليبرمان ليس دولة، بل حزب سياسي، وترامب كذلك، وإذا كانت بريطانيا لا تراجع ملف الدول، فمن ذكرناهم هنا هم أحزاب سياسية، كما الإخوان، وحماس أيضًا. حكومة كاميرون، وغيرها من حكومات بريطانيا لا تستطيع ذلك، لأن هؤلاء بلغة العامة هم (أبناء البطة البيضاء، بينما الإخوان أبناء البطة السوداء؟!).

في بورما، وأفريقيا الوسطى، تحرق الجماعات البوذية والمسيحية المتعصبة المسلمين أحياءً، ومع ذلك فحكومة كاميرون عمياء، صماء، بكماء، لا ترى، ولا تحب أن ترى، ومن ثمة فهي لا تأمر بمراجعة ملف بورما وأفريقيا الوسطى. وحين يحرق المستوطنون اليهود محمد أبو خضير، وعائلة دوابشة، وهم أحياء حتى الموت، لا تطلب حكومة كاميرون مراجعة ملف المستوطنين.

بريطانيا كاميرون تمر على قتلى المسلمين مرور من لا يعنيه الأمر، ولكنها تحاسب الإخوان على النية, نعم على النية! وعلى ما هو ممكن! وتضع الإخوان تحت الرقابة، بينما لا تضع المجرمين من الديانات الأخرى، والأجناس الأخرى تحت الرقابة؟!.

الإخوان حركة دعوية تربوية لا تتعامل مع الآخرين بالعنف، بل هي تحارب التطرف، وتكفير الأمة، لا من أجل الحصول على رضا بريطانيا أو غيرها من الدول العظمى في العالم. الإخوان يرفضون العنف والإرهاب لأن دينهم يأمرهم بالرحمة والإحسان، ونبذ الإكراه، ومن كانت هذه طبيعته فهو أشد الناس رفضًا للإرهاب والعنف. ومن ثمة فالإخوان لا يحتاجون شهادة تزكية لا من كاميرون ولا من غيره، بل إن الإخوان يملكون من الوثائق ما يثبت أن حكومات بريطانيا عملت ضد الإخوان في مصر وفي غير مصر.

بريطانيا قامت بمراجعة ملف الإخوان بناء على ضغوط عربية خليجية، إضافة لضغط مصري أيضًا، وهؤلاء لا يطلبون من بريطانيا مراجعة ملف المستوطنين، ولا ملف قضايا الإعدام الميداني الذي يمارسه جيش الاحتلال ضد صبايا وأطفال فلسطين؟! وبريطانيا نفسها لا تجرؤ على القيام بهذا حتى لو طلبت منها دول الخليج.

إن مراجعة حكومة كاميرون لملف الإخوان، ثم وضع المسلمين قيد الرقابة، وفي خانة العنف الممكن، يكشف عن طبيعةٍ بريطانيةٍ عدائيةٍ قديمةٍ وموروثةٍ ضد الإسلام قبل أن يعرف العالم تنظيم داعش، والقاعدة. تاريخ بريطانيا مسكون ببقايا العداء الصليبي للمسلمين، وجلّ بلاد أوروبا لم تتخلص تمامًا من ميراث الصليبيين بعنفه وعنصريته، ولكنهم يملكون القدرة على تغطية عيوبهم بقوتهم المالية والاقتصادية والعسكرية إضافة إلى قوة القانون والإعلام. المؤسف أننا مضطرون لأن نهتم بمواقف هذه الدول لأننا ضعفاء من ناحية، ولأن لهذه الدول ورقة مؤثرة في حركة العالم من ناحية أخرى.