13.89°القدس
13.45°رام الله
12.75°الخليل
19.62°غزة
13.89° القدس
رام الله13.45°
الخليل12.75°
غزة19.62°
الأربعاء 13 نوفمبر 2024
4.82جنيه إسترليني
5.29دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.75دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.82
دينار أردني5.29
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.75

إبرة في قدم الفيل!

حلمي الأسمر
حلمي الأسمر
حلمي الأسمر

يوم الثلاثاء، تكمل انتفاضة القدس مئة يوم، كثيرون راهنوا على أنها محض «هبة» سرعان ما ستخبو، لكنها استمرت، حتى بعد أن حوصرت في القدس، وحتى في ظل ظروف عربية ودولية لم يمر ما هو أسوأ منها، حيث لم يعد يهتم تقريبا بالملف الفلسطيني، لا عربيا ولا دوليا، بل ثمة زحف عربي باتجاه التحالف مع إسرائيل، وتقبيل أعتابها، طلبا لرضاها، وسعيا لعونها في محاربة ما يسمونه «الإرهاب»! 

مرت مائة يوم، أو كادت، ولم تزل انتفاضة القدس في إيقاع منتظم، كلما ظن العدو أنها هدأت قليلا، فوجئ بعملية نوعية، أعادته إلى الواقع، حصيلة الانتفاضة تقول إن هؤلاء الفتية الثوار، لم يزالوا كالإبرة التي انغرست في قدم الفيل، هي صغيرة صحيح، لكنها تنغص عليه حياته، وتملؤها بالقلق! 

بدأت الانتفاضة، حسب تقويم العدو ومعطياته، بعملية رشق الحجارة التي قتل فيها المستوطن الكسندر لافلوبتش في جبل المكبر بالقدس قرب مستعمرة ارمون هنتسيف في 14 أيلول، ومنذئذ قتل 22 شخصا آخر ومنهم 20 اسرائيليا وكذا مواطن أرتيري ومواطن فلسطيني علقا في ساحة العمليات، 260 شخصا أصيبوا: 71 منهم بشكل متوسط أو خطير، و 189 بشكل طفيف حتى متوسط، وحسب معطيات وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله، ففي الشهرين الاولين من الانتفاضة استشهد نحو 93 فلسطينيا من الضفة و 3.700 اصيبوا. 

حسب معطيات ما يسمى «مركز المعلومات للاستخبارات والإرهاب» الصهيوني، فما تشهده فلسطين، موجة مقاومة لا تشبه أي شيء عرفته في الماضي. فهي بعيدة بالكامل عن تنظيمات المقاومة، إضافة إلى الدور الكبير الذي تلعبه الشبكات الاجتماعية حيث «تساهم» في الهياج، بل إنها احتلت حسب تعبير معلق صهيوني، مكان المسجد في التعبئة و"التحريض"!. 

فكما يقول المركز، فإن صور59 فدائيا فلسطينيا نفذوا أو حاولوا تنفيذ 49 عملية في مناطق الضفة في الشهرين الأولين من الانتفاضة يفيد بأنهم عملوا دوما تقريبا وحدهم. 

ساحات العملية: نحو نصف العمليات نفذت في منطقة الخليل ونحو 12 في المئة من العمليات نفذت في منطقة غوش عصيون المجاورة لها. الأغلبية الساحقة من العمليات نفذت في المعابر أو في الحواجز. 

أهداف العملية: ثلثا العمليات كانت موجهة ضد رجال قوات «الأمن» الصهيونية، جنود، مقاتلي حرس الحدود وحراس. نحو الثلث فقط كانت موجهة ضد مستوطنين. وهذه هي اعترافاتهم هم، حسب ما ورد في معطيات المركز آنف الذكر! 

نوع العمليات: الغالبية الساحقة من العمليات كانت عمليات طعن بسكاكين وأدوات حادة (نحو 80 في المئة). بعضها عمليات دهس (نحو 12 في المئة أعلى منه في نطاق إسرائيل)، وقلة فقط منها عمليات إطلاق نار (8 في المئة). ومع ذلك، فقد كانت عمليات إطلاق النار هي الأكثر فتكًا وأسفرت عن قرابة ثلث عدد القتلى. 
مصير الفدائيين: 60 في المئة استشهدوا أثناء العملية؛ 30 في المئة وقعوا في الأسر؛ 10 في المئة تمكنوا من الانسحاب بسلام. 

عمر المنفذين: بين 16 و 22 فقط! 


الدافع: رجال «مركز المعلومات للاستخبارات والإرهاب» يقولون بأن «هؤلاء شبان أنهوا تعليمهم الثانوي ومعظمهم وجدوا أعمالا لا تناسب مؤهلاتهم أو انضموا إلى دائرة البطالة...»، يضاف إلى «الدوافع الوطنية – الدينية لهؤلاء الشباب قدر كبير من الإحباط الشخصي والرغبة في التعظيم أو الثأر من خلال التضحية الشخصية التي تعتبر بطولية»! 

هو ليس اليأس، بل الأمل، في التخلص من الاحتلال، أو تحويله إلى احتلال مكلف على الأقل، وليس مربحا، كما فعلت سلطات التنسيق الأمني! 

وماذا بالنسبة للمستقبل؟ محافل الأمن في كيان العدو، كما ينشر الإعلام العبري، لا تتوقع في هذه المرحلة خبوًا لنار الانتفاضة. بعضها يتحدث عن صعود درجة في شكل سلاح ناري أو عمليات إطلاق نار تكون أكثر «ربحية» ولا سيما في نطاق الضفة! 

الإبرة في قدم الفيل، يحاول أكثر من متبرع حليف نزعها، وإراحته من ألمه، والفأر جيري، كما في المسلسل الكرتوني توم وجيري، هو الوحيد الذي نجح في ذلك!