24.97°القدس
24.62°رام الله
26.08°الخليل
27.17°غزة
24.97° القدس
رام الله24.62°
الخليل26.08°
غزة27.17°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

فلسطين هي القضية المركزية

شلح: الرهان على وقف الانتفاضة خاسر

000_NIC2005031505170
000_NIC2005031505170
غزة - فلسطين الآن

أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان عبدالله شلح، أن انتفاضة القدس تحمل العديد من الرسائل الهامة على جميع الأصعدة، مشدداً على مركزية القضية الفلسطينية مهما حاولت العديد من الأطراف الابتعاد عنها.

وقال شلح في كلمة مسجلة له خلال المؤتمر الدعوي "انصر مسرى نبيك" صلى الله عليه وسلم بمدينة غزة، إن رسالة الانتفاضة للعالم كله تقول أن فلسطين، أن القدس غير قابلة للنسيان (أي التجاهل)، وأنه معهما انشغلتم بقضايا أخرى فستدور العجلة لتعودوا إلى نقطة الصفر وتكتشفوا أنكم أمام مشكلة العصر وهي مشكلة فلسطين ومأساتها ومحنتها وقضيتها.

وأضاف أن الرسالة الثانية، هي أن جيل الانتفاضة من الشباب والشابات هو جيل أسامة بن زيد الذي يعيد إلى الأذهان صلة الرسول صلى الله عليه وسلم بفلسطين، مشيراً إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يردد وصيته وهو على فراش الموت، أنفذوا جيش أسامة لقتال الروم في فلسطين.

وتابع أن الرسالة الثالثة التي تحملها الانتفاضة للعالم العربي والإسلامي، تقول لتلك الدول التي تركض خلف "إسرائيل" لتحميها وتوفر لها الحماية في ظل الوضع الملتهب في المنطقة، هي أن "إسرائيل التي تظنون أنها يمكن أن تحميكم لا تستطيع أن تحمي نفسها من السكين وأدوات المطبخ التي يدافع بها شعب فلسطين عن نفسه بشبابه وشاباته في انتفاضة القدس".

وقال: "إن إسرائيل تستطيع أن توقع سلاماً مع الأنظمة والحكومات، وتستطيع أن تفتح سفارة أو قنصلية أو ترفع علماً في عاصمة ما، لكنها لن تنال شرعية ووضعية الوجود الطبيعي في هذه المنطقة". مشيراً إلى أن الشعب المصري بعد 36 من اتفاقية كامب ديفيد يرفض التطبيع مع "إسرائيل"، وكذلك الشعب الأردني الذي وقع اتفاقية وادي عربة.

وأكد على أن المشروع الإسرائيلي برغم كل نجاحاته قد مني بالكثير من الإخفاقات التي لا يريد أن يراها البعض، موضحاً أنهم فشلوا في حل المسألة اليهودية ولم يستطع  أن يجلب كل يهود العالم لـ"إسرائيل"، وعند أي حرب على غزة تبدأ الهجرة المعاكسة. كما لم يستطع بناء دولة يهودية عظمى ، ولم يستطع أن يرسم حدودا آمنة له حتى اليوم، ولم يستطع أن يلغي الشعب الفلسطيني عن خريطة فلسطين والعالم. ولم يستطع كسر إرادة الشعب الفلسطيني، ولم يعد ينتصر في الحروب كما في السابق وحروب غزة ولبنان شاهدة على ذلك.

كما أنه لم يستطع أن يحقق السلام لأنه لا يؤمن إلا بسلام الهيمنة والسيطرة وفرض الأمن الواقع.

وأوضح شلح أن الرسالةُ الأهمُّ هي التي توجِّهها الانتفاضةُ للسلطةِ الفلسطينيةِ وللإخوةِ في حركة فتح.. ماذا تنتظر هذه القيادة؟! وعلى ماذا تُراهن، وهي تقفُ موقف المتفرِّج من شعبِها الذي يُذبح، وأرضها التي تُنهب، وقدسُها التي تُهوَّد، وأقصاها الذي يَقتحمُه المستوطنون كلَّ يومٍ بحماية جيش الاحتلال.

وأكد أن ما نشهده انتفاضة وليست هبَّة .. هي انتفاضة القدس، ولا أقول الانتفاضة الثالثة، لأن شعبَنا عَرِف الانتفاضات والثورات من بداية الصراع منذُ أكثرَ من قرنٍ من الزمان.

وانتقد استمرار التنسيق الأمني مع العدو في ظل الانتفاضة: وكأنّ الشعبَ الذي يُقتل وتُهدم بيوته ويُنكل به على يد الاحتلال، هو شعبٌ آخر في بلدٍ آخر!.

وطالب شلح حركة فتح، بحكمِ أنها حزب السلطة، أن تحسِم السلطةُ أمرَها وتُعلن انحيازها الواضح للانتفاضة التي تُعبِّر عن إرادة الشعب وخيارِهِ، كما انحاز الشهيدُ ياسر عرفات رحمه الله لانتفاضة الأقصى.

وقال: "علينا العمل معاً لصياغة إستراتيجية جديدة تعتمد المقاومة بكل أشكالها، وعلى رأسها المقاومة المسلَّحة، من أجل تحرير الأرض واستردادِ الحقوق.

وأوضح أن الرسالة الخامسة تتعلق بالانقسام الداخلي. الذي جرى تصويره أنّه نزاعٌ على سلطةٍ لا يمتَلكُها الفلسطينيون ولا يستطيعون امتلاكَها، و"إسرائيل" لهم جميعاً بالمرصاد وتتحكّمُ في كل شيءٍ.

وقال: إن الانقسام الداخليَ يتجذَّرُ مع الوقت جغرافياً وسياسياً ومعنوياً، وهذا مُضرٌّ بشعبِنا وقضيتِه ومصالحِه. ومن هنا، فإننا في ظلِّ الانتفاضة التي تخطو نحوَ إكمالِ شهرِها الثالثِ بثباتٍ وعنفوانٍ، وأمام حجم التهديداتِ التي يُواجهها شعبُنا، وتتعرّضُ لها مقدّساتُنا، نقول لكلِّ القِوى والفصائل، علينا أن نترفَّع جميعاً عن أيِّ مصالحٍ حزبيةٍ ضيّقةٍ، وأن نضع مصلحةَ قضيتِنا وشعبِنا نُصْبَ أعيُننا، ونعملَ جاهدين مُخلصين على إنهاء الانقسام، وتحقيق قدْرٍ أو نوعٍ من الوحدة يليقُ بنا وبانتفاضتِنا وشهدائِها.

وأضاف، قائلاً:" فلنعملَ معاً، وبغضِّ النظرِ عن التجاذُباتِ التي تُحيط بما يجري من جهدٍ في غزة الآن، على إيجاد نوعٍ من التوافق يؤدي إلى إنهاء الحصار عن القطاعِ وفتحِ المعابرِ بالتنسيقِ والتواصل والحوارِ مع الشقيقةِ مصر.

هذا وأكد أن استمرار الوضعِ الراهنِ في قطاعِ غزة، فوقَ طاقة البشرِ.. حيث تحولت غزة إلى قبرٍ مفتوحٍ، ولا أحدْ يسأل ولا أحدْ يهتم، وكأنّ حوالي 2 مليون فلسطيني في القطاع تحوّلوا في نظرِ العالمِ إلى فائضٍ بشريٍ، لا كرامةَ ولا قيمةَ لهم، ولا يستحقونَ الحدَّ الأدنى من مقوماتِ ومُتَطلَّباتِ الحياة. مَنْ يقبل هذا على نفسهِ وشعبهِ، لا أحد.

وأوضح أن الرسالةُ السادسةُ التي تُرسلها الانتفاضة للعالم هي أنها ليست طرفاً في لُعبة المحاور والأحلاف الإقليمية. معرباً عن استغرابه واستهجانه لقار الزجِّ بفلسطينَ في تحالفاتٍ إقليميةٍ تحت مُسمّى "مكافحة الإرهاب".

وأكد أن الزجِّ بفلسطينَ في تحالفاتٍ إقليميةٍ تحت مُسمّى "مكافحة الإرهاب". وكأنّنا لسنا الضحّيةَ الأبرزَ لإرهابِ الدولةِ المُنظَّم. وكأنّ فلسطين تحرّرتْ، والقدس تطهّرتْ من دنسِ الاحتلال، وأصبح لدينا فائضُ قوّةٍ نصدِّرها في لعبةِ الفوضى غَير الخَلاّقة في المنطقة.

وشدد على أن الموقف الفلسطيني الصحيح في ظل هذا الإعصار العاتي، هو عدمُ الزجِّ بفلسطين وقضيتِها في أيَّةِ محاورَ تُجبرُنا على دفعِ فواتيرَ نحن في غنىً عنها.