لو سألتم أيَّ طفلٍ عربي أو أيَّ امرأةٍ مسلمةٍ: ماذا تريد القدس كي تتحرر من اليهود؟ لجاءكم الجواب: ما تريده القدس هو المقاومة، وإعداد الجيوش المقاتلة. وغير ذلك من كلام عن تحرير القدس لا يهز شعرة في ذقن يهودي متطرف، وكل المؤتمرات الدولية عن القدس دون المقاومة لن تقدم ولن تؤخر بمصير المدينة المقدسة، التي تصير يهودية تحت بصر وسمع الملوك والرؤساء. وقد أشار خطيب المسجد الأقصى ورئيس رابطة علماء فلسطين في الضفة الغربية الشيخ حامد البيتاوي إلى ذلك حين قال: "إن القدس شبه تهودت، وإن الاستيطان انتشر في كل الجهات، وحتى داخل البلدة القديمة". لأهمية القدس، شهدت الفترة الأخيرة تحركين فلسطينيين: التحرك الأول قاده الشيخ إسماعيل هنية قبل أسابيع، أثناء زيارته لعدد من الدول العربية والإسلامية، حين طالب الجميع بتشكيل جيش القدس، وما لهذا الجيش من دلالة عقدية حركت الجماهير لتهتف من بعده بتحرير القدس. والتحرك الثاني تمثل بالمؤتمر الدولي للدفاع عن القدس، الذي حاولت أن تقرر نتائج أعماله الكلمة الافتتاحية للمؤتمر التي ألقاها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والتي اقترح فيها التوجه إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن لإنشاء لجنة تحقيق دولية؛ للتحقيق بالإجراءات التي قامت بها (إسرائيل) منذ احتلال القدس في عام 1967 لطمس هوية القدس العربية الإسلامية". وهذا ما وافق هوى السيد محمود عباس الذي ذكر في كلمته حقائق أخطر مما سبق حين قال: "إن الإجراءات (الإسرائيلية) المتلاحقة في القدس تهدف إلى تهويدها وتكريسها عاصمة لدولة الاحتلال، خلافا لقرارات مجلس الأمن، والتي يفوق عددها 15 قراراً، التي تدعو (إسرائيل) إلى التراجع عن إجراءاتها، وتعدها باطلة". ما يمكن استخلاصه من كلام السيد عباس: أن هنالك أكثر من 15 قراراً صادرة عن مجلس الأمن يعد إجراءات تهويد القدس باطلة. وهنا من حق كل فلسطيني وعربي ومسلم أن يسأل كلاً من: الشيخ حمد بن خليفة، والسيد محمود عباس السؤال الاستفساري التالي: إذا كان مجلس الأمن قد أصدر 15 قراراً تدعو (إسرائيل) إلى التراجع عن اغتصاب القدس، ومع ذلك لم يتراجع يهودي عن عبادته لأرض (إسرائيل) الكاملة، وما زال يمارس التهويد، فهل سيجبر قرار مجلس الأمن رقم 16 اليهود على التراجع؟! إن خروج المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس بقرار التوجه إلى مجلس الأمن فيه حرف لمسار العقيدة الإسلامية المقاومة لاغتصاب المقدسات الإسلامية، والتي تحض كل مسلم على القتال، لتصير العقيدة مطية تخدم سياسة المفاوضات الفلسطينية التي حصرت المواجهة مع (إسرائيل) في أروقة الأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن غير قابلة التطبيق! إن طريق تحرير القدس لا تمر إلا من فوهة الرشاش، فلماذا هربتم يا أمة العرب من المواجهة وطفتم خلال الديار دون أن تقتحموا أسوار القدس بإرادتكم الإسلامية؟! لماذا تهربون من المقاومة؟!
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.