18.34°القدس
18.03°رام الله
17.19°الخليل
23.87°غزة
18.34° القدس
رام الله18.03°
الخليل17.19°
غزة23.87°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

عامٌ مضى ...!

طارق
طارق
طارق شمالي

هي أيام الله يُقدر لنا فيها أرزاقنا وأفراحنا وكل ما يسرنا بقدرها، لكننا نختلف في تعريف هذه الأرزاق وتلك الأفراح والمسرات، فمنهم من يسرُّه كثرة المال والعيال، ومنهم من يسرُّه الجاه والسلطان، ومنهم من يسرُّه طلب العلم وبذل الجهد، ومنهم من يسرُّه السفر والسياحة والاستجمام، ومنهم من يسعد قلبه وروحه هداة باله تحت أي ظرف.

من هُنا نستطيع الحكم على السنين إن مضت، هل كانت سعيدة أم عكس ذلك؟، لكن وجب الحكم هنا من خلال قُربك من خالقك ومدى رضاه عنك، لا تعلم الغيب ولا أنا، لكننا نستطيع إدراك هذا الرضا ولمسه في صبرنا وثباتنا وانتماءنا الحقيقي لدين الله، في تسخير كل ما وهبنا الله إياه في خدمة دينه وإعمار الأرض بجودنا وأخلاقنا التي تشربناها من تعاليم هذا الدين العظيم .

ففي الأرض ملايين البشر قد منحهم الله كل ملذات الدنيا وسبل راحتها لكنهم بعيدون كل البُعد عن الله، فهل تقبل أن تكون منهم !؟ .

وفي الدنيا ملايين من البشر سُخرت لهم الأرض بما فيها قادوا وسادوا وتملكوا وحكموا، لكنهم جعلوا ذلك كله وسخروه في الحرب على الله ودينه وشريعته فهل ترضى أن تكون منهم !؟.

وفي الأرض ملايين من البشر قد ابتلاهم الله بشتى أنواع العذاب والضنك لكن الكثير منهم لم يتحلَ بالصبر فسخط على الله فلا نال دنيا ولا نال آخرة ... فهل تقبل أن تكون منهم !؟.

أنت من يُقيّم عامك المُنصرم ومدى سعادتك بتعريفك أنت للسعادة والراحة، ورزقك بتعريفك أنت لأصل الرزق، وألمك ووجعك أيضاً بتعريفك أنت الآلام والأوجاع كيف هي ومتى تكون وما أسبابها.

نسعى أن نقود وأن نسود وأن نحصل على الخير الكثير، نسعى للمال والعيال والغنى والجاه والسلطان، لكن شتان بين سعي وسعي، شتان بين درب ودرب، شتان بين نهج ونهج، أنت وحدك من يُحدد ويقيّم ويستخلص العبر!.

في السنوات القليلة الماضية وهبنا الله الخير الكثير من الفهم والإدارك والوعي بخبايا الأمور، ومنحنا من الرزق الوفير في تفكيرنا ومسيرنا وحبنا وانتمائنا، وأعطانا مالم نتوقع من القُرب والرضا والانتصار بالله على وساوس الشيطان، علمنا معاني الصبر والثبات، اغرورقت عيوننا بالدموع مراراً وتكراراً على حال أمتنا وآلام شعبنا، وبعض عثرات الحياة التي كان الخوف منها فقط أن تؤخر المسير أو تحيدنا عن الدرب!.

عامٌ مضى وفيه من الخير الكثير ... نسأل الله أن يكون انطلاقة حقيقية لأعوامٍ قادمة نرى فيها رايات التوحيد خفاقة في كل ربوع العالم ... تبدأ من هنا حيث منبع الصدق والوفاء وتمر بالقدس وأكنافها وتنتهي بالحب والنصر والوفاء وقد عم العدل والسلام كل أرجاء العالم تحت ظل ... لا إله إلا الله، محمد رسول الله!.